الثلاثاء - 30 أبريل 2024
الثلاثاء - 30 أبريل 2024

«الصناعة»: قريباً.. كلمة «شبيه» إلزامية على المنتجات المعدلة بالزيوت النباتية

«الصناعة»: قريباً.. كلمة «شبيه» إلزامية على المنتجات المعدلة بالزيوت النباتية

على المستهلك التأكد من خلو المنتجات من الأحماض الدهنية المتحولة. (تصوير: محمد بدر الدين)

في الوقت الذي تباينت في الآراء بين مؤيد ومعارض لاستخدام المنتجات الشبيهة بالألبان والأجبان المعدلة بالزيوت النباتية، أكدت وكيل الوزارة المساعد بالإنابة لقطاع المواصفات والتشريعات في وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، المهندسة فرح علي الزرعوني، لـ«الرؤية» أن الوزارة ستلزم قريباً المصنعين والموردين بإضافة كلمة «شبيه» للمنتجات المعدلة بالزيوت النباتية.

ويرى البعض أن تلك المنتجات تلبي اختيارات وأذواق بعض الفئات المجتمعية وتتناسب مع الأشخاص المصابين بحالات صحية معينة كالحساسية ضد بعض المنتجات الحيوانية الطبيعية.

في حين، يرى آخرون أن تلك المنتجات «الشبيهة» تتسبب في حدوث أضرار صحية عند تصنيعها من مصادر رديئة المستوى أو تناولها بطرق غير صحية، نظراً لاعتمادها على الزيوت النباتية التي تتحول إلى دهون ضارة حال تعريضها للحرارة العالية، أو تستخلص من الحبوب النباتية المعدلة وراثياً والمعروفة بـGMO.

وليس ذلك فحسب، بل تشير بعض الأبحاث والدراسات العالمية إلى أن استخراج ومعالجة الزيوت النباتية يتطلب الاستعانة بمواد كيميائية معينة تضر بصحة الإنسان وتصيبه بأمراض خطيرة حال وصولها إليه.

رقابة وتفتيش





أكدت وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة عدم وجود أي منتجات غذائية في الأسواق لا تخضع لمتطلبات المواصفات القياسية ولإجراءات الرقابة والتفتيش، علماً بأن اللجان الفنية المتخصصة في الوزارة أعدت مواصفات قياسية لضبط تداول المنتجات الشبيهة بالألبان والأجبان المعدلة بالزيوت النباتية.

ولفتت الوزارة إلى أن المواصفات القياسية الخاصة بالمنتجات الشبيهة بمنتجات الألبان، تتضمن المواصفة القياسية الخاصة بشبيه الجبن المعامل القابل للدهن، والمواصفة الخاصة بشبيه الحليب منزوع الدسم المبخر والمخلوط بدهن نباتي، وكذلك المواصفة الخاصة بشبيه القشطة، علماً بأن تلك المواصفات القياسية تطبق على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي بشكل متزامن.

تنوير المستهلك



وأكدت وكيل الوزارة المساعد بالإنابة لقطاع المواصفات والتشريعات، المهندسة فرح علي الزرعوني، لـ«الرؤية» أن تلك المواصفات القياسية تلزم مصنعي ومستوردي المنتجات الغذائية بإضافة كلمة «شبيه» إلى تلك المنتجات المعدلة بالزيوت النباتية، والتي سيتم تطبيقها قريباً على كافة المنتجات.

وتابعت «تسهم تلك الخطوة في تجنيب المستهلك عملية التضليل التي يمكن أن يتعرض لها عبر توضيح جميع المكونات التي تتضمنها المنتجات على بطاقة البيان، وتعريفه بمميزات المنتجات التي تحتوي على دهون طبيعية، وأضرار تلك التي تم استبدال الدهون الطبيعية فيها بالزيوت النباتية

استبدال جزئي أو كلي



وعرّفت الزرعوني المنتجات الشبيهة بالألبان والأجبان، بأنها منتجات الحليب المشتقة من حليب (الأبقار، الأغنام، الماعز، الجاموس والإبل)، والتي تم استبدال دهون الحليب فيها جزئياً أو كلياً بالزيوت النباتية على ألا تقل نسبة دهن الحليب في المنتج النهائي عن 5%.

وذكرت: تحدد المواصفات متطلبات سلامة وجودة تلك المنتجات، حيث يجب أن تحتفظ بالخواص المميزة للمنتج الطبيعي الأصلي من حيث القوام واللون والطعم والرائحة وأن تكون خالية من العيوب التصنيعية.

وأضافت: كما تحدد المواصفات متطلبات التعبئة والنقل والتخزين، والبيانات الإيضاحية بحيث تحدد اسم المنتج (شبيه متبوعاً باسم المنتج الأصلي بنفس حجم الخط، والبيانات التغذوية الخاصة بالمكونات).

خفض السعر



أوضحت وكيل الوزارة المساعد بالإنابة لقطاع المواصفات والتشريعات في الوزارة، أنه يتم استبدال دهن الحليب بالزيوت النباتية في منتجات شبيهة الحليب والألبان، بغرض خفض الكلفة التصنيعية.

وأشارت إلى أن انخفاض كلفة التصنيع يؤدي إلى انخفاض السعر النهائي للمنتج، الأمر الذي يقدم خيارات متعددة أمام المستهلك بحيث يتمكن من اختيار المنتجات الأنسب له بكل سهولة ويسر.

منتجات آمنة

أكدت فرح الزرعوني أن تلك المنتجات آمنة للتناول سواء كانت بمكوناتها الطبيعية أو المعدلة بالزيوت النباتية، مع الأخذ في الاعتبار أنه يتوجب خلوها من الدهون (الأحماض الدهنية) المتحولة، ويستحسن في كل الأحوال أن يقوم المستهلك بقراءة مكونات أي منتج قبل الشراء.

وأشارت إلى أن الجهات الرقابية المحلية في كل إمارة تتولى تطبيق المواصفات القياسية الخاصة بمنتجات (شبيهة منتجات الألبان) والمواصفات القياسية ذات العلاقة بكل منتج.

بيانات تغذوية



رصدت «الرؤية» البيانات التغذوية ومكونات بعض المنتجات «الشبيهة» المتواجدة في الأسواق المحلية، والتي تتضمن مكوناتها حليباً حيوانياً أو حليباً من أصل نباتي، بالإضافة إلى الماء والنشاء وبعض الفيتامينات والمحسنات.

وتشير البيانات التغذوية على سبيل المثال في منتجات قشطة «المراعي» إلى أن نسبة الدهون المشبعة والمتحولة الإجمالية فيها تعادل ما يراوح بين 43 و48%، بينما اعتمد منتج آخر من منتجات قشطة المراعي على حليب كامل الدسم من حليب الأبقار بنسبة 100%.

ودخل في تصنيع أنواع من منتجات الحليب كل من حليب منزوع الدسم وزيت نباتي «زيت النخيل» غير مهدرج، ومستحلب من أصل نباتي، ومن نكهة الحليب المركز الاصطناعي، أما جبن المراعي المطبوخ فتم تصنيعه من الماء والزيت النباتي «النخيل» ودسم وجوامد الحليب وغيرها من المكونات.

واعتمد منتج آخر من منتجات الجبن القابل للدهن من «بوك» على 65% من دسم في المادة الجافة المصنوعة من 75% من جبنة كريم، و25% من جبنة الزيت النباتي، وغيرها من المكونات.

ومن مكونات أحد منتجات حليب «أبوقوس» المبخر بنكهة الهيل، حليب بقري كامل الدسم ومثبت غذائي، ونكهة الهيل الطبيعية وجوامد حليب غير دهنية بحد أدنى 18%، بالإضافة إلى مكونات أخرى.

وتنتشر في الأسواق الكثير من الأجبان التي تشبه الجبن الحيواني، ومن أكثرها انتشاراً جبن «الشيدر» الذي يذوب بسهولة في الفم أو عند إضافته إلى المعكرونة أو البيتزا أو البطاطس.

وتأتي الكثير من أجبان «الموزاريلا» من مصادر نباتية، وتستخدم من قبل الكثيرين على البيتزا والمعكرونة، وكثيراً ما يلجأ الزبائن إلى شراء «البارميزان النباتي» الذي تدخل في تصنيعه الخميرة والمكسرات.

كما يجري تحضير أنواع عديدة من جبن الريكوتا أو الجبن الكريمي من الزيوت النباتية والمكسرات والصويا واللوز وحليب جوز الهند والنشاء، بالإضافة إلى التوابل وغيرها من المكونات التي تمنحها نفس قوام الجبن المحضر من الحليب الحيواني.

الطبيعي يكسب



اعتبرت خبيرة التغذية، الدكتورة منى مبارك، المنتجات في صورتها الطبيعية والأصلية الأفضل للإنسان، مؤكدة أنه لا يوجد وجه مقارنة بين الحليب الحيواني والنباتي، ولكن ذلك لا يمنع من اعتماد البعض ممن يعانون أنواعاً من الحساسية مثل حساسية «اللاكتوز» أو من مكونات محددة في الطعام من اللجوء إلى الألبان أو الأجبان المصنعة من المصادر النباتية.

وأكدت أنه من الضروري أيضاً أن يتم الاعتماد على المواد الغذائية «الشبيهة» المطابقة للمواصفات القياسية التي تحددها دولة الإمارات، والابتعاد عن تلك التي يدخل في تصنيعها مكسبات الطعم واللون أو الزيوت النباتية الرخيصة، والتي يمكن أن تؤدي إلى أمراض خطيرة.

ودعت خبيرة التغذية إلى عدم تعريض الألبان أو الأجبان المصنعة من الزيوت النباتية إلى درجات عالية من الحرارة بما فيها درجة «الغليان»، إذ إنها تتحول إلى دهون مشبعة ومتحولة، وتتسبب في رفع مستوى الكوليسترول الضار في جسم الإنسان.

وأشارت «مبارك» إلى أن ارتفاع الكوليسترول الضار يؤدي إلى مضاعفة مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية وتصلب الشرايين وتكرار حدوث التهابات المفاصل، فضلاً عن تراكم الدهون في مواقع معينة من الجسم.