الأربعاء - 08 مايو 2024
الأربعاء - 08 مايو 2024

«وادي الحلو» تقص شريط أيام الشارقة التراثية الـ19

انطلقت أمس السبت أيام الشارقة التراثية في دورتها الـ19 في وادي الحلو، بحضور الشيخ هيثم بن صقر القاسمي، نائب رئيس مكتب سمو حاكم الشارقة في كلباء، ووالي وادي الحلو، خميس بن سعيد المزروعي، والدكتور عبدالعزيز المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث، رئيس اللجنة العليا لأيام الشارقة التراثية، وعدد من مسؤولي الدوائر والمؤسسات الحكومية في المنطقة الشرقية، في ظل إقبال حيوي لافت من قبل الزوار وعشاق التراث الذين تنقلوا في مختلف أنحاء القرية التراثية، وأعربوا عن إعجابهم واستمتاعهم بالفعاليات والبرامج والأنشطة التراثية.

وقال الشيخ هيثم بن صقر القاسمي، نائب رئيس مكتب سمو حاكم الشارقة في كلباء: نلتقي مجدداً في وادي الحلو حيث افتتاح أيام الشارقة التراثية، ليكتمل عقد الافتتاحات في المنطقة الشرقية، حيث كنا قبل ذلك في خورفكان وكلباء ودبا الحصن، ونجدها مناسبة لنقدم الشكر الجزيل لمعهد الشارقة للتراث على تنظيمه هذه التظاهرة التراثية الكبرى، التي تعم مختلف مدن ومناطق الإمارة، ولا يخفى على أحد أهميتها ودورها الكبير في غرس الأصالة والانتماء لهذا الوطن، والشكر موصول للفرق التطوعية التي تشارك في هذه الفعالية التي تلقى إقبالاً حيوياً لافتاً.

وأشار إلى أن شعار أيام الشارقة التراثية «التراث والمستقبل»، وهو عنوان كبير يربط الماضي بالحاضر بالمستقبل، لافتاً إلى أن لكل مدينة طابعها التراثي الخاص وتنوعه وثراءه، ما يعكس غنى التراث الإماراتي وعراقته.

وتابع: في كل عام تبهرنا الأيام بالجديد في عالم التراث، وما يفرحنا وجود هذا التفاعل والحضور الحيوي من الجيل الجديد ومن الأطفال، الأمر الذي يركز عليه دوماً صاحب السمو حاكم الشارقة، حيث نعمل جميعاً على تنفيذ وترجمة رؤيته وتوجيهاته.

مستقبل التراث



وفي مدينة الشارقة، شهد المقهى الثقافي جلسة ثرية تناولت دور المؤسسات الثقافية في الإمارات وربطه بمستقبل التراث حفظاً ودعماً وانتشاراً، وشارك فيها كل من الباحثة فاطمة المنصوري بمركز زايد للدراسات والبحوث التابع لنادي تراث الإمارات، وسالم المعمري من جمعية الإمارات لكبار المواطنين، والباحثة الإماراتية مريم الكندي، وأدارها محمد حمدان من معهد الشارقة للتراث.

في بداية الجلسة أكدت فاطمة المنصوري أن العلاقة بين المؤسسات الثقافية والمستقبل موضوع يتسم بالراهنية والأهمية، إدراكاً لأهداف ضرورة ربط الحاضر بالمستقبل لمعالجة التحديات التي تواجهها المؤسسات في سبيل تحقيق أهدافها بشكل أفضل.

واستعرضت المنصوري أمام الجمهور أهم معالم تجربة وإنجازات نادي تراث الإمارات وأهم ما تبنته من مبادراته والإنجازات المحققة، لافتة إلى أن رؤية النادي تتسق مع رؤية الدولة في الاهتمام بالتراث والثقافة باعتبارهما رافدين مهمين من روافد الثقافة الوطنية، وهو ما عكسته مبادئ الخمسين للدولة والتي تضمنت التركيز على منظومة القيم القائمة على التسامح والانفتاح مع الآخر، وتعزيز قيم المحافظة على الاتحاد وتقويته، وتقوية عنصر الرأسمال البشري، وإزاء ذلك يجب أن تقوم المؤسسات الثقافية بترجمة هذه المبادئ على أرض الواقع، من خلال تعزيز الهوية الوطنية في نفوس الناشئة وفي نفوس الأجيال.

التراث الموريتاني



استضاف البيت العربي في ساحة التراثي الدكتور سيد أحمد عبدالقادر بونعامة الأستاذ الجامعي في معهد الدراسات والبحوث الإسلامية في موريتانيا، في محاضرة تحدث فيها عن عناصر التراث الموريتاني المدرجة في القائمة التمثيلية لمنظمة اليونسكو.

وأكد المحاضر أهمية تسجيل الدول لموروثاتهم الثقافية المادية وغير المادية على قوائم اليونيسكو، كونه يتعلق بصيانة هذا الموروث وضمه رسمياً إلى مجموعة عناصر التراث العالمي.

وأشار إلى أن موريتانيا تزخر بالكثير من المعالم الثقافية المهمة التي نشأت على حضارة موغلة في القدم، حيث صنفت اليونسكو عام 1989 مجموعة من هذه المعالم ضمن التراث الإنساني، ومن ذلك مجموعة من القصور والمدائن التراثية في المدن القديمة، كما تم تسجيل الأدب الملحمي على قوائم التراث العالمي عام 2011، فضلاً عن العناصر التي تم تسجيلها على القوائم الإرشادية.. حيث تم إدراج بعض المدن التاريخية الهامة على مثل هذه القوائم.

الحرف التراثية رافد اقتصادي



عقد البيت الغربي في قلب الشارقة، وضمن سلسلة البرامج الأكاديمية والتعليمية للأيام، محاضرة ركزت على الحرف التراثية وأثرها على الاقتصاد العالمي، تحدثت فيها الدكتورة مها الدوري العضو الأكاديمي في معهد الشارقة للتراث.

واستهلت الدوري محاضرتها بالحديث عن مفهوم الحرف التراثية والصناعات اليدوية وأهميتها، ثم انتقلت لبيان تأثير هذه الحرف ودورها الهام على الاقتصاد بشكل أساسي ثم الحياة الاجتماعية والمهنية والثقافية في المجتمع بشكل عام.

وأكدت المحاضرة وجود علاقة وثيقة بين هذه الحرف والصناعات وهوية وتراث المجتمع، مستعرضة تقسيمات الحرف التراثية حسب البيئات خاصة في مجتمع دولة الإمارات بما فيها البحرية والصحراوية والجبلية والزراعية، ولكل بيئة مفرداتها ومهنها التي تميز الحرف القائمة فيها عن غيرها، ومن ثم تتغير المنتجات والصناعات اليدوية من بيئة لأخرى.

وأشارت الدوري إلى أن الكثير من الصناعات والحرف اليدوية تسهم في إيجاد مصادر دخل جديدة للأفراد، كما تسهم في خلق المزيد من فرص العمل عبر تحفيز الأيدي العاملة كونها مجالات ذات بعد بشري وابتكاري لا يمكن أن تطغى عليها الآلات والمعدات الجديدة كما هو الحال في بعض الوظائف الإدارية والتكنولوجية، فضلاً عن إمكانية تطوير العديد من المنتجات والصناعات اليدوية وتصديرها إلى الخارج لتعكس هوية الدولة وتستقطب المزيد من السياح إلى الإمارات.