الخميس - 09 مايو 2024
الخميس - 09 مايو 2024

بعدسة مصور فرنسي: معالم عالمية في خطر والسبب التغير المناخي

للتحذير من الآثار الكارثية لتغير المناخ، أبدع المصور والفنان الرقمي الفرنسي فابيان بارو «أخبار من المستقبل»، وهي سلسلة من الأعمال الفنية تستكشف المعالم المعمارية الشهيرة حول العالم في أعقاب أزمة المناخ، استخدم فيها طائرات بدون طيار «درونز» ومهاراته الملحمية في الفوتوشوب.

وأوضح بارو لموقع فايس أنه يستهدف إخراج المشاهدين من حالة اللامبالاة، وتحذيرهم من أننا نتجه إلى عالم بائس من صنعنا.. وأشار إلى أنه ما زال مقتنعاً بأن الصورة البسيطة يمكن أن يكون لها تأثير أكبر على الناس، خاصة الشباب، لفهم عواقب التقاعس عن العمل".

ويصف بارو نفسه بأنه مستكشف للمستقبل، يبحر في عالم جديد غارق في التصحر والفيضان والدمار.

وأوضح أن «هذه السلسلة هي عمل شخصي للتنبؤ بعواقب تغير المناخ، وهي ليست عملاً علمياً بل فنياً استلهمه من بيانات المنظمات الدولية المعنية بالمناخ».

عواقب كارثية

وكان تقرير صادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ حذر في فبراير الماضي من أن استحالة تجنب آثار تغير المناخ يستلزم أن نتصرف على وجه السرعة لتجنب أكثر عواقبه كارثية.

ولتصور هذا المصير البائس، قام بارو بالتقاط صور رقمية بطائرات من دون طيار، وعدلها وفق مخيلته ورؤيته للموقف العصيب.

مخيلة سريالية

وتخطى الفنان الفرنسي كل الحدود وهو يتخيل برج إيفل محاطاً برمال الصحراء التي تكاد تلتهمه، بينما تخيل تمثال الحرية مغموراً في فيضانات عميقة، ومعالم نيويورك وناطحات السحاب بها وقد أصبحت ذكرى.

في حين يغرق قوس النصر ويبدو وكأنه صدفة بحرية تغمرها المياه في الأعماق وتسبح الحيتان من حوله ترحيباً بالزائر الجديد الغريب.

كما صور فابيان الكولسيوم وقد حاصرته الرمال، مقتبساً مقولة الشاعر الخالد لورد بيرون «عندما يسقط الكولسيوم، تسقط روما، وعندما تسقط روما، يسقط العالم».

وتعبر سلسلة بارو الفنية الخط الفاصل بين السريالية والديستوبيا أو مجتمع المدينة المخيف، متأثراً بشدة بالأفلام والفنون التي تستكشف هذه الأنواع.

وأوضح بارو: «منذ طفولتي، كنت من أشد المعجبين بموضوع ما بعد نهاية العالم وانهيار الحضارة».

وأضاف أنه حاول عمداً جعل لقطاته أشبه بمسلسل سينمائي شاعري، ينبه الغافلين إلى الكارثة التي يتجه إليها العالم.

وعلى سبيل المثال، تمثل صورة اثنين من الحيتان يسبحان فوق قوس النصر في باريس تكريماً للفنان الفرنسي رولاند كات، الذي عمل في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي على تخيل مخلوقات بحرية تحوم فوق المدن الغارقة.

كما استعان بأفلام وثيمات سينمائية كمؤثرات رئيسية مثل «كوكب القرود»، مادماكس، آريكا، والفيلم الوثائقي الشهير لقناة ناشيونال جيوغرافيك: «Aftermath: Population Zero».

وبعد أن عمل بارو في مجال التصوير الفوتوغرافي والتصميم لأكثر من 30 عاماً، يستحضر الإحساس بالبيئة والعالم عبر لقطاته التي تجمع بين الفوتوغرافيا والكولاج والفوتوشوب والوسائط المتعددة.

وعلى سبيل المثال، تعيد أحدث سلسلة له أيضاً تخيل مناظر طبيعية ساحرة من خلال عدسة تجسد حماية البيئة وتنتصر لها، وتفسر حرائق الغابات في الأمازون على أنها ببغاء يطلب المساعدة، أو تحول بستان من الأشجار الصنوبرية إلى منظر جوي على شكل دب، للتأكيد على العلاقة بين الطبيعة والحياة البرية.

وتحاول صوره المتطرفة، والصادمة أحياناً، جذب الانتباه لقصص تحفز على التفكير والفعل وتستشعر خطورة الوقت.

وبحسب قوله، فهو يحب تصوير المناظر الطبيعية والهندسة المعمارية بعد أن أتيحت له الفرصة للسفر إلى العديد من البلدان لتصوير بيئات رائعة.. «لكنني على مر السنين، شعرت بشكل متزايد بالآثار المدمرة لأزمة المناخ على التنوع البيولوجي والمناظر الطبيعية والناس، ويبدو لي أنه من الصعب الاستمرار في التظاهر بأن لا شيء يتغير».