الجمعة - 03 مايو 2024
الجمعة - 03 مايو 2024

بعد 6 سنوات من الرحيل.. زها حديد مهندسة الورق التي غزت ميتافيرس

بعد 6 سنوات من رحيلها، ما زالت زها حديد تبهر العالم، بعد أن كشفت شركتها عن تصميمات لمدينة ليبرلاند في عالم ميتافيرس الافتراضي.

والمدينة الجديدة افتراضية صغيرة مصنوعة من مبانٍ مستقبلية منحنية بأسلوب معماري تبنته المعمارية المشهورة.

وتتميز المدينة بقاعة بلدية متسعة ومساحات عمل تعاونية ومتاجر وحاضنات أعمال ومعرض لعروض NFT الفنية.

ولقبت زها حديد التي توفيت في 31 مارس عام 2016 بلقب سلفادور دالي العمارة الحديثة بفضل مبانيها التي تتحدى المنطق والطبيعة وتفوق الخيال، مع تقدير خاص لخام الحديد الذي روضته في مجموعة من الأعمال الهندسية التي لا تشبه غيرها.

وأكد كثيرون أنه لو كانت هناك جوائز أوسكار في العمارة الحديثة، لفازت بها تلك المعمارية البريطانية الجنسية والعراقية المنشأ، والتي أصبحت أول امرأة تحصل على جائزة بريتزكر للهندسة المعمارية في عام 2004.

كما اعتبرت المهندسة العبقرية أيقونة للمرأة القوية المبدعة التي لا تتقيد بقواعد ثابتة، وتفاجأ العالم بتصميماتها الفريدة التي تشبه أفلام الخيال العلمي.

الحياة المبكرة والوظيفة

بدأت حديد دراستها في الجامعة الأمريكية في بيروت، وفي عام 1972 سافرت إلى لندن للدراسة في جمعية الهندسة المعمارية، وهي مركز رئيسي للفكر المعماري التقدمي خلال السبعينيات.

وتتميز تصاميمها الهندسية بجرأتها وحيويتها وجمعها بين أكثر من جزء متحرك، مع مساحة هائلة للخيال والسيريالية، والمزج بين النحت والعمارة ما جعلها تصنف ضمن رواد «التفكيكية» في العمارة.

استلهمت زها حديد تصميماتها من التراث وحكايات ألف ليلة وليلة إضافة إلى خيالها الخصب، وقدرتها غير المسبوقة على التجانس مع البيئة، والتحليق في عوالم من الخيال.

مهندسة الورق

وفي البداية كانت زها حديد تُعرف باسم «مهندسة الورق»، ما يعني أن تصميماتها كانت طبيعية للغاية بحيث لا يمكنها تجاوز مرحلة الرسم والتشييد فعلياً.

وزاد هذا الانطباع عنها عندما عرضت تصاميمها الجميلة - غالباً في شكل لوحات ملونة مفصلة بشكل رائع - كأعمال فنية في المتاحف الكبرى.

البداية في ألمانيا

كان أول مشروع كبير تم تشييده من قبل حديد هو محطة إطفاء فيترا (1989–93) في ويل أم راين، ألمانيا، التي تشبه طائراً أثناء الطيران.

وعززت حديد سمعتها كمهندس معماري للأعمال المبنية في عام 2000، عندما بدأ العمل في تصميمها لمركز لويس وريتشارد روزنتال للفن المعاصر في سينسيناتي، أوهايو.

وكان المركز الذي الذي افتتح في عام 2003، أول متحف أمريكي صممته امرأة.

نجومية العمارة

في عام 2010، حصل تصميم حديد الجريء والمتخيل لمتحف MAXXI للفن والعمارة المعاصر في روما على جائزة ستيرلينغ للمعهد الملكي للمهندسين المعماريين البريطانيين (RIBA).

وعادت لتفوز بجائزة ستيرلنغ الثانية في العام التالي لهيكلها الأنيق الذي تصورته لأكاديمية إيفلين جريس، وهي مدرسة ثانوية في لندن.

وحاز تصميم حديد المتموج السلس لمركز حيدر علييف، وهو مركز ثقافي افتتح في عام 2012 في باكو، أذربيجان، على جائزة تصميم العام لمتحف لندن للتصميم في عام 2014.

وكانت حديد أول امرأة تفوز بهذه الجائزة المرموقة.

غيرة مهنية

أكد أنصار زها حديد أنها كانت تتعرض في كثير من الأحيان لغيرة وخلافات لمجرد أنها امرأة، أو لأن أعمالها سابقة لزمانها بكثير.

وعلى سبيل المثال، أجبرت الاحتجاجات على مركز لندن للألعاب المائية زها حديد على تقليص تصميمها.

كما عارض مهندسون معماريون يابانيون خطتها لبناء الاستاد الوطني لدورة الألعاب الأولمبية 2020 في طوكيو.

وتعرضت لجدل غير منطقي لظروف تصميم ملعب الوكرة لكأس العالم 2022، واضطرت لرفع دعوى تشهير كسبتها وتبرعت بالمبلغ لجمعية خيرية تحمي حقوق العمال.

مشاريع تحت الإنشاء

وعند وفاتها المفاجئة بنوبة قلبية أثناء علاجها من التهاب الشعب الهوائية في عام 2016، تركت حديد 36 مشروعاً غير مكتمل.

وشملت تلك المشاريع استاد كأس العالم 2022، وميناء أنتويرب (2016)، ومركز الملك عبدالله للدراسات والبحوث البترولية في الرياض.

جوائز مرموقة

بالإضافة إلى جائزة بريتزكر وجائزة ستيرلنغ، تضمنت جوائزها العديدة جائزة برايميوم إمبريال للهندسة المعمارية من جمعية الفنون اليابانية (2009) والميدالية الذهبية الملكية للهندسة المعمارية (2016)، وهي أرفع وسام ريبا.

وفي عام 2012 حصلت على وسام (DBE) البريطاني الرفيع.

بصمات حديد في الإمارات

ذا أوبوس دبي The Opus



يوصف بأنه «المبنى الذي لاينام» ويتخذ شكل برجين منفصلين يربط بينها ردهة وجسر، ويقع في قلب منطقة الخليج التجاري، ويتميز بالمنحنيات والخطوط الانسيابية التي تنسجم مع الواجهة الخارجية.

ME Dubai



يقع الفندق على بعد 1.7 كم من نافورة دبي، وتتميز جميع أماكن الإقامة في هذا الفندق المصنف 5 نجوم بإطلالات ساحرة على المدينة، ويجسد «حس النحت الذي يُعيد اختراع التوازن بين الصلابة والفراغ، الشفاف وغير الشفاف، والداخل والخارج».

جسر الشيخ زايد – أبوظبي

حائز على جائزة أفضل جسر عام 2012، ويتميز بمساراته التي تتدلى من أقواس فولاذية على شكل موجة انسيابية وكثبان رملية، بطول 842 كم.

مجموعة بيئة

صممت زها مقر الشركة في الشارقة، وراعت أن يكون صديقاً للبيئة متسقاً مع نشاط الشركة، فاستخدمت الطاقة المتجددة، ومواد معاد تدويرها.