الاثنين - 29 أبريل 2024
الاثنين - 29 أبريل 2024

منتجون وفنانون: هذه أسباب عدم انتشار الدراما الإماراتية

شَخّصَ فنانون ومنتجون إماراتيون، أسباب تراجع نسب مشاهدة الدراما المحلية، مشيرين إلى أن نوعية الأفكار وأسلوب الطرح المتكرر والتقليدي في العديد من الأعمال الدرامية الإماراتية، فضلاً عن عدم وجود دراما وطنية جاذبة للمشاهد مثيلة لتلك العربية والخليجية مثل مسلسل الاختيار والعاصوف، أدى إلى إخفاق الدراما المحلية في الانتشار.

وأكدوا لـ«الرؤية» أن هناك أسباباً كثيرة وراء الإخفاق يأتي على رأسها عدم وجود ميزانية كافية مرصودة من المحطات الإماراتية لإنتاج أو لامتلاك حقوق عرض المسلسلات الدرامية الإماراتية، وفي المقابل تخصص ميزانيات كبيرة لشراء أعمال فنية عربية أو خليجية لعرضها على الجمهور المحلي.

وفي الوقت نفسه لفت فنانون إلى أن ميزانية تكلفة إنتاج العمل الدرامي التليفزيوني الرمضاني الإماراتي وصلت إلى أكثر من مليون ونصف المليون دولار (أي قرابة 5 ملايين و500 ألف درهم) في السنوات الأخيرة.

وبرر فنانون ومنتجون وإعلاميون، هذه الزيادة، نتيجة ارتفاع أجور بعض الفنانين بنسب راوحت بين 50 و100% في السنوات الخمس الأخيرة، الأمر الذي انعكس على جودتها وأعداد المسلسلات المنتجة سواءً على المستوى المحلي أو الخليجي، بينما لوحظ في المقابل ارتفاعاً مبالغاً فيه في أعداد البرامج التليفزيونية وتنوعها على الشاشات الإماراتية.

اقرأ أيضاً: 11 عملاً درامياً على قنوات «أبوظبي» في رمضان

تقييم جاد

حدد الفنان والمنتج الإماراتي، حبيب غلوم تكلفة إنتاج العمل الدرامي المحلي والخليجي بنحو 1.5 مليون دولار للعمل الدرامي الواحد، مشيراً إلى أن هذا الرقم لا يكفي لإنتاج أعمال درامية قوية في ظل ارتفاع أجور بعض كبار الفنانين بنسب تصل إلى 100% في السنوات الخمس الأخيرة، لافتاً إلى أن هناك تراجعاً في نوعية الأعمال الدرامية المنتجة، مشيراً إلى أنه يحاول أن يقدم أعمالاً مختلفة بقدر المستطاع.

ودعا غلوم إلى إخضاع الإنتاج الدرامي المحلي إلى عملية تقييم جدية، بحيث تقسم الأعمال إلى عمل كبير، ومتوسط وصغير، منوهاً بضرورة وضع ميزانية كل عمل درامي على حدة وعدم موازنتها كلها وكأنها في «سلة واحدة».

ولفت إلى أنه عندما تكون هناك سيولة لدى المنتج سيتمكن من تحقيق أفضل إنتاج، مشيراً إلى أن تكلفة إنتاج الحلقة الدرامية الواحدة تصل إلى مليون دولار على بعض المنصات الرقمية، الأمر الذي يبدو واضحاً على جودة الفكرة والصورة والطرح والإنتاج بصورة كاملة.

انفصال عن الواقع

برر الإعلامي عامر بن جساس مقدم برنامج «المغرد»، أسباب استحواذ البرامج التلفزيونية الرمضانية الإماراتية على النسبة الأكبر من المشاهدات مقارنة بالأعمال الدرامية المحلية، بأن البرامج التلفزيونية الإماراتية تعكس تطور الشخصية الإماراتية وتلبي تعطش الجمهور للاستماع إلى قصص واقعية وتحترم تفكيرهم في الوقت ذاته.

واعترف بأن المسلسلات الإماراتية تواجه تحديات إنتاجية كثيرة، الأمر الذي أثر على نسب مشاهدتها وانتشارها، ومنها التكلفة الإنتاجية، لا سيما وأن صناع الدراما ما زالوا يخاطبون الجمهور بلغة وقوالب ومعالجات وحبكات درامية بعيدة تماماً عن الواقع وأصبحت تتبع صورة نمطية داخل الصناعة ولا علاقة لها بما يدور في الواقع.

رصد التطورات

يرى الفنان والمؤلف الإماراتي، مرعي الحليان، أن وتيرة إنتاج الدراما الرمضانية عبر شبكات التليفزيون الإماراتية كانت أعلى بالماضي، ولكنها انخفضت في السنوات الثلاث الأخيرة لعدة أسباب منها تخفيض الميزانيات المخصصة لإنتاج الأعمال الدرامية كنتيجة مباشرة لجائحة كورونا على كافة القطاعات بوجه عام.

اقرأ أيضاً: إعلاميون وفنانون: التحول الرقمي للفضائيات يزيد فرص الاستثمار بالدراما

وأشار إلى أن ميل فئة كبيرة من المجتمع وخاصة الشباب نحو مشاهدة المسلسلات والأفلام العالمية عبر المنصات الرقمية، وفي أي زمان ومكان، بالإضافة إلى أن مساحة الحرية في الموضوعات المطروحة عبر المنصات الرقمية أوسع، أثر على نسب مشاهدة الأعمال الدرامية عبر شاشات التليفزيون.

وأضاف: بينما تلتزم المحطات التليفزيونية بسقف رقابي معين، الأمر الذي يحد من خيال الكاتب ويدفعه للكتابة بأساليب قديمة.

ودعا الحليان المؤلفين والكتاب إلى رصد تطورات المجتمع أيضاً، إذ ما زال الكثيرون يعبرون عن حياة الآباء والأمهات وكأنهم ما زالوا في السبعينيات، بينما قد يكون الأب اليوم رائد فضاء والأم كابتن طيار، ولذلك يجب تسليط الضوء على تلك النماذج في الأعمال الدرامية الإماراتية.

زخم برامجي

بلغ عدد المسلسلات الإماراتية في موسم رمضان الحالي 8 مسلسلات، تتضمن مسلسل «ساعي البريد»، «الزقوم»، «الفنر»، «عالي المقام» و«عائلة عبدالحميد حافظ» و«عين الذيب» و«شعبية الكرتون 16»، مسلسل "دبل كليك".

وفي المقابل، أنتجت شبكات التلفزيون الإماراتية أكثر من 40 برنامجاً، منها البرنامج الحواري «المغرد»، وبرنامج المسابقات «الشارة»، «حديث الإمام الطيب»، والبرنامج الإنساني «الدنيا بخير» وبرنامج الطهي «طبختنا غير» ومطبخ الدار، وبرنامج المسابقات «ألو رمضان»، وبرنامج الطهي «مطبخ الدار»، والبرنامج الديني «يسألونك» و«قرآن مبين»، وبرنامج المسابقات «بينك وبيني»، و«قرآن مبين»، والبرنامج التراثي "عساكم ذخر".

وتشمل قائمة البرامج الرمضانية المحلية كل من «دروب» وبرنامج المسابقات «واحد من الثلاثة»، «ملاعبنا»، «ملهمون»، «صحة وحياة»، «صحتك في رمضان»، «وجهتنا اليوم»، «أخلاقيات الرسول»، «السوق القديم»، «إيجابيات»، «عادات من الماضي»، «الحصن»، «من عبق البادية»، «ويبقى الأثر»، «رمضان ذاك الزمان»، «العرابة»، «مجالس الوسطى»، «روح وريحان»، «بريق الذاكرة»، «عادات من الماضي»، «أخلاقيات الرسول»، «مجالس رمضانية»، «رمضانيات»، «صنّاع المحتوى»، «صحتك في رمضان»، «عطاء»، «الفارس»، «جدر الوالدة»، «كواليس»، "وجهتنا اليوم."

ومن جهة أخرى، تستعرض محطات التليفزيون الإماراتية ما يزيد على 20 برنامجاً ومسلسلاً رمضانياً عربياً وخليجياً، منها برنامج رامز جلال «موفي ستار»، مسلسل «بابلو»، و«شغل عالي»، و«وجوه»، و«محمد علي رود 2» و«كيد الحريم»، و«هيا الروح»، والدراما التاريخية «سنوات الجريش»، ناطحة سحاب، «لغز 1990»، «عاشر صفحة»، «فاتن أمل حربي»، هابي دريمز (أحلام سعيدة)، «نوح العين»، «أمينة حاف 2»، «ذياب هباب الريح»، «نشميات من البادية»، "حضرة الموقف".