الاحد - 19 مايو 2024
الاحد - 19 مايو 2024

نقاد ومخرجون: هذه أسباب انخفاض مشتركي نتفليكس وهبوط أسهمها

توقع نقاد ومخرجون أن تعمد منصة نتفليكس رفع الاشتراكات لمواجهة الخسائر الناجمة عن انخفاض عدد المشتركين وهبوط أسهمها في البورصة، عازين هذا الانخفاض إلى عدد من الأسباب التي تقف على رأسها الانسحاب من السوق الروسية والحرب في أوكرانيا.

وأكدوا لـ«الرؤية» أن للمنطقة العربية خصوصيتها، لا سيما خلال الشهر الفضيل الذي يشهد توجه الأسر العربية نحو المحتوى العربي، عبر الاشتراك في المنصات الرقمية التي تهتم أكثر بهذا النوع من الترفيه، مشيرين إلى أن هناك فئات من المجتمعات العربية واجهت جرأة محتوى نتفليكس بإلغاء الاشتراكات.



فتش عن «وارنر»

اعتبر الناقد الفني المصري عصام زكريا، خسارة منصة «نتفليكس» ما يقرب من 200 ألف مشترك خلال الربع الأول من العام الحالي، مفاجأة غير متوقعة، حيث سبق وأن أعلنت المنصة في نهاية العام الماضي أنها تنتظر إضافة مليونَين ونصف مليون مشترك جديد خلال الربع الأول من 2022، ولكن حدث العكس.

ويرى زكريا أن على رأس أسباب هذه الخسارة الهائلة، تقف الحرب التي تدور رحاها في أوكرانيا حالياً، بعد أن ألغت المنصة خدماتها في روسيا، حيث كان لديها 700 ألف مشترك، بالإضافة إلى تأثير الحرب على الاقتصاد العالمي وميل البعض لتوفير النفقات، وتركيز البعض الآخر على متابعة أخبار الحرب عوضاً عن منصات الترفيه.

كذلك يعتقد الناقد الفني أن اشتداد حدة المنافسة بين «نتفليكس» والمنصات الأخرى، كان له تأثير كبير خاصة بعد الصفقة التي عقدتها «أمازون» بالاستحواذ على «وارنر» والارتفاع الملحوظ في الإقبال على المنصات المنافسة، وهو ما يعني أن كل مشترك يذهب إلى «ديزني» أو «أمازون» أو HBO يعني خسارة مشترك فعلي، أو محتمل، في "نتفليكس."

ولفت زكريا إلى أن السبب الثالث هو قيام كثير من مشتركي منصة «نتفليكس» بمشاركة كلمة المرور password الخاصة بهم مع آخرين، وكانت «نتفليكس» قد أعلنت منذ أسابيع أنها تنوي فرض رسوم إضافية على كل مشاركة لكلمة المرور، ويبدو أنها ستضطر لتنفيذ ذلك بعد الخسائر الأخيرة.

أما فيما يتعلق بالعالم العربي، فيرى الناقد الفني المصري عصام زكريا أن شهر رمضان يشهد انخفاضاً هائلاً في متابعة المشاهدين للمنصات الأجنبية، حيث ينصب جل الاهتمام على متابعة الدراما والبرامج المحلية.

وتابع: وعادة ما يشهد شهر رمضان انخفاضاً كبيراً في اشتراكات «نتفليكس»، لافتاً إلى أن هناك سبباً آخر محتملاً وهو الهجوم الذي تتعرض له المنصة منذ فترة واتهامها ببث أعمال تتعارض مع القيم والعادات العربية، وربما دفعت هذه الاتهامات بعض المشتركين إلى إلغاء اشتراكاتهم.





مشاهدة غير قانونية

يعتقد المخرج الإماراتي طلال محمود، إلى أن فئة كبيرة من المشاهدين العرب يميلون لمشاهدة الأعمال بشكل غير قانوني من خلال المواقع المقرصنة والتطبيقات غير القانونية.

ولفت محمود إلى أن هناك تنافساً قوياً بين المنصات المختلفة على كعكة الاشتراكات وتقديم محتوى جديد، حيث أدرك الكثير من شركات الترفيه خلال الأعوام الـ3 الماضية أن البث الرقمي هو مستقبل الترفيه المنزلي، الأمر الذي صعب المنافسة على نتفليكس.

وأشار إلى أن هناك عوامل أخرى وراء انخفاض المشتركين منها تباطؤ النمو الاقتصادي في العالم، وزيادة التضخم، والأحداث الجيوسياسية مثل الغزو الروسي لأوكرانيا، بجانب استمرار تأثير أزمة وباء «كوفيد-19».

وعبر عن ثقته في تجاوز نتفليكس لهذه الأزمة، مشيراً إلى أنها رأت النور عام 1997، وخلال تلك الفترة شهدت العديد من الكوارث والحروب، التي لم توقفها عن الإنتاج، فالحروب تبدأ وتنتهي، ولكن صناعة الترفيه والأفلام مستمرة وتقاوم الحروب للأبد.

وتابع: لذلك أعتقد أن نتفليكس ستركز في الفترة الحالية على إنتاجات آسيوية وهذا من الممكن أن يساعدها على التعويض وفي النهاية، المنصة تتميز بالتنوع الأمر الذي سيزيد من رقعة المشاهدين مع الوقت.





رفع الأسعار

يرى المخرج وصانع الأفلام أسامة موسى، أن الحرب الأوكرانية الروسية قد تكون سبباً متعلقاً بأوروبا، أما على صعيد منطقة الشرق الأوسط، فوجود منصات عربية مثل شاهد وOSN وديزني بلاس وغيرها قد ساهم في زيادة المنافسة بين نتفليكس وغيرها من منصات بث، حيث أصبحت مسألة الفوز بالمشاهد أكثر صعوبة عما مضى.

وقال: قد يكون لعدم سماح نتفليكس مؤخراً بمشاركة كلمة المرور بين أكثر من مستخدم، ووعي بعض الأسر العربية تجاه بعض الأعمال التي تتسم بالجرأة المبالغ فيها والتي لا تلائم أخلاقيات الأسرة العربية، يد في تراجع الاشتراكات من المنطقة العربية. لذلك أتوقع اتجاه نتفليكس لرفع أسعارها خلال الفترة المقبلة لتعويض مسألة الخسارة هذه.