أكد مرشدون سياحيون إماراتيون، أنهم الأقدر على عكس الصورة الحقيقية للدولة، والتعريف بتاريخها وإرثها، مشددين على أنهم تلقوا إعداداً أكاديمياً ومهنياً عالياً يؤهلهم للمشاركة وبقوة في تنمية صناعة السياحة المحلية، داعين أقرانهم إلى العمل في مهنة الإرشاد السياحي التي وصفوها بالممتعة من أجل الترويج لحضارة الوطن وتعريف الآخر بمقوماته وثقافته.
ووصف مرشدون لـ«الرؤية»، الإرشاد السياحي باللاعب الرئيسي في تنمية صناعة السياحة الإماراتية، منوهين أن الإقبال على العمل في القطاع السياحي في الإمارات يتزايد يوماً بعد يوم، لا سيما في قطاع الإرشاد السياحي، داعين الكوادر الإماراتية الشابة إلى العمل في هذا المجال الذي حولهم إلى سفراء لوطنهم يعملون على ترويج ثقافته للآخر.
ودعوا إلى إطلاق برامج علمية موسعة ومتخصصة في الإرشاد السياحي في الجامعات على مستوى الدولة، حتى يتمكن الشباب من الانضمام إليها، الأمر الذي يساعد في تخريج كوادر مؤهلة للعمل في مختلف المواقع الثقافية والأثرية والسياحية في الإمارات، بصورة علمية ومزودة بكافة المهارات التي يتطلبها العمل في ذلك القطاع.
اقرأ أيضاً: المغامرات تستحوذ على 50% من الجولات السياحية بالإمارات
جولات إرشادية
تعمل الإماراتية سها محمد، مرشدة سياحية في حديقة الحيوانات بالعين منذ قرابة 8 سنوات، حيث تقدم جولات إرشادية للمئات من الزوار على مدار العام، لتطلعهم على تفاصيل دقيقة عن طبيعة الإمارات الخلابة، بما تمثله من نباتات وحيوانات فريدة من نوعها.
تؤكد سها أن هذه المهنة دفعتها إلى العمل على زيادة حصيلتها المعرفية لتكون على أهبة الاستعداد للإجابة على أي سؤال من الزوار، مشيرة إلى أنها تعتبر نفسها لسان وطنها الأمر الذي يحتم عليها أن تقدم صورة مشرفة تليق بالمكانة الكبيرة لدولة الإمارات.
وتحرص المرشدة الإماراتية على إطلاع الزوار كذلك خلال الجولات الإرشادية على المواقع المختلفة والخدمات التي تتميز بها الحديقة عن غيرها من حدائق الحيوانات في العالم، فضلاً عن تعريفهم على مسميات الحيوانات وما يميز كلاً منها، كما تزودهم بمعلومات عن تاريخ المنطقة وعادات وتقاليد أهل الإمارات وتحديداً في منطقة العين.
لكن سها بدأت العمل في الحديقة في وظيفة إدارية في قسم الاتصال لمدة عامين، وخلال فترة عملها وجدت أن لديها شغفاً متزايداً تجاه العمل مرشدة سياحية، حيث رأت أن هذه الوظيفة ستساعدها في توسيع مداركها وستعزز من معرفتها بالعالم من حولها.
ووصفت العمل كمرشد سياحي بالغاية في المتعة، حيث تنتظرها رحلة استكشافية جديدة وتجربة مميزة بصحبة الزوار سواءً من القادمين من الإمارات أو من مختلف أنحاء العالم.
حصلت سها محمد على رخصة مرشد سياحي معتمد من دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي بعد ترشيحها من قبل إدارة حديقة الحيوانات بالعين.
اقرأ أيضاً: مغامرون: «سياحة الأدرينالين» علاج للمغامر وربح للمستثمر
ولفتت إلى أن الحصول على تلك الرخصة يتطلب حضور عدد من الدورات التي تقدمها الدائرة والتي تتضمن محاضرات بصورة يومية لمدة تصل إلى شهرين، بالإضافة إلى تدريب عملي وإنجاز الاختبارات بنجاح قبل الحصول على الرخصة.
وأكدت سها حرص حديقة الحيوانات في العين على تنظيم دورات تدريبية مستمرة للمرشدين السياحيين بشكل دوري، وذلك لتطوير مهاراتهم الفكرية والعملية وتعزيز خبراتهم في مجال الإرشاد السياحي وكيفية التعامل مع الزوار وتلبية توقعاتهم.
وأكدت المرشدة الإماراتية الشابة أن الإقبال على العمل في القطاع السياحي في الإمارات يتزايد يوماً بعد يوم، الأمر الذي يتطلب استقطاب المزيد من الكوادر الإماراتية الشابة للعمل في مجال الإرشاد السياحي.
ودعت سها إلى إطلاق برامج علمية موسعة ومتخصصة في الإرشاد السياحي في الجامعات على مستوى الدولة، ليتمكن شباب الإمارات من الانضمام إليها، ولتخريج كوادر مؤهلة للعمل في مختلف المواقع الثقافية والأثرية والسياحية في الإمارات.
مسؤولية كبيرة
يتفهم الإماراتي خميس سالم العيسائي، المسؤولية الكبيرة التي وقعت عليه بمجرد عمله في مهنة الإرشاد السياحي، حيث بات سفيراً لوطنه يعمل على تعريف الضيوف بتراث وحضارة الإمارات، الأمر الذي يتطلب منه التزود بالمعارف بصورة مستمرة، لافتاً إلى أن هذه المهنة زادت لديه نهم المعرفة، مثمناً، اهتمام الجهات المعنية بتأهيل المرشدين السياحيين، من خلال دورات تدريبية وورش تعزز من مكانة المرشد السياحي.
يعمل العيسائي مرشداً سياحياً في خدمة «أهلا» المميزة والمخصصة لكبار الشخصيات في حديقة حيوانات العين، مشيراً إلى انضمامه إلى الحديقة منذ 9 سنوات، استطاع خلالها أن يحصل على رخصة المرشد السياحي المعتمد من دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي، وأن يقدم المئات من الجولات الإرشادية لزوار الحديقة.
ونوه العيسائي بأن جولات الإرشاد السياحي تمتلك العديد من المميزات، إذ يحظى الزوار خلال الجولة بإثراء معرفتهم حول ما تتميز به الحديقة، كما يقدم للزوار معلومات حول طبيعة المنطقة وحضارة الإماراتوعاداتها وثقافتها
ولفت إلى أن الزوار المستفيدين من خدمة «أهلاً» يتنقلون خلال الجولات السياحية الإرشادية بعربة «غولف» خاصة ويحصلون على المشروبات والعصائر المنعشة، كما يحظون بفرصة إطعام الزراف المتواجد في الحديقة مجاناً.
وتابع خميس العيسائي "إن الإقبال على خدمات الإرشاد السياحي التي تقدمها الحديقة يتزايد سنوياً مع زيادة عدد الضيوف وخاصة في المواسم والأعياد وخلال الفعاليات الخاصة، منوهاً بأن قطاع الإرشاد السياحي يشهد انتعاشاً على مستوى الإمارات بأكملها.
وحول أسعار خدمات الجولات الإرشادية، أكد العيسائي أن أسعار الخدمات مناسبة ومنافسة لخدمات مثيلة في مختلف أنحاء العالم، حيث تحرص الحديقة على طرح عروض مدروسة وباقات خاصة للزوار.
ودعا المرشد السياحي اليافعين والشباب إلى الالتحاق بالكليات المتخصصة في قطاع السياحة، مؤكداً أنه من القطاعات الهامة في الإمارات سواءً في الوقت الحالي أو في المستقبل.
اقرأ أيضاً: 93 مرشداً سياحياً في حديقة الحيوانات بالعين
قراءة دائمة
يتضمن عمل المرشد السياحي الإماراتي، سعيد الكثيري، تقديم جولات إرشادية في أروقة متحف اللوفر بأبوظبي، لاطلاع الزوار من مختلف أنحاء العالم على أبرز مقتنيات المتحف، مشيراً إلى أن مهامه تتضمن رواية الحكايات المتعلقة بتلك التحف الفنية والأثرية للزوار. وتطرق إلى أنه يتقن تقديم الجولات الإرشادية باللغتين العربية والإنجليزية، منوهاً بأن الجولات الإرشادية في المتحف تتوفر باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية. وأشار إلى حرصه الدائم على القراءة ليتمكن من تلخيص الحكايات والقصص التاريخية ونقل المعلومات المشوقة للزوار بلغة بسيطة وسهلة وليتمكن من الإجابة على استفساراتهم، مؤكداً أن الإرشاد السياحي يدفعه إلى الاستمرار في البحث عن المعلومات الجديدة، الأمر الذي يساعده في الإجابة عن كافة استفسارات الجمهور.
538 مرشداً
كشف تقرير صادر عن المجلس الوطني الاتحادي خلال الفترة الماضية أن عدد المرشدين السياحيين المواطنين في دولة الإمارات العربية المتحدة يبلغ 538 مرشداً سياحياً، بناءً على إحصاءات العام الماضي.
وتتركز النسبة الأكبر من المرشدين السياحيين الإماراتيين في الشارقة، والتي يصل فيها عدد المرشدين السياحيين إلى 338 مرشداً، كما يشكل المواطنون النسبة الأكبر من إجمالي المرشدين السياحيين في الشارقة.
وتمتلك أبوظبي 145مرشداً، فيما أشار التقرير إلى وجود 42 مرشداً في دبي و8 مرشدين في رأس الخيمة و5 مرشدين في عجمان.
برنامج متخصص
تتيح دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي برنامجاً متخصصاً لتدريب وتخريج المرشدين السياحيين الإماراتيين، يستقبل مواطني الدولة من سن 18 عاماً وما فوق، شريطة إجادة اللغة الإنجليزية، فيما يؤهلهم للحصول على رخصة رسمية لمزاولة مهنة الإرشاد السياحي في أبوظبي.
ويوفر البرنامج التدريب النظري والعملي والأدوات الضرورية للعمل وفق أعلى المعايير الدولية للإرشاد السياحي، وبما يسهم في الارتقاء بقطاع السياحة في أبوظبي والاستثمار في مقوماتها الثقافية وتراثها الغني، ويشمل ذلك تطوير الكوادر الوطنية بهدف تقديم تجارب سياحية أصيلة لزوار أبوظبي.
وتتضمن التدريبات النظرية التعريف بالتاريخ والثقافة والتراث المحلي، والملامح المميزة لشخصية الوالد المؤسس المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، وكذلك الجانب العقائدي المتأصل في المجتمع والمناسبات والاحتفالات الدينية والزي الإماراتي، والحياة النموذجية العائلية في الدولة والمأكولات التقليدية، والرياضات التقليدية والبرامج الترفيهية ومواقع انتشار المتاجر، وأبرز الفنادق، ومواقع الجذب السياحي في منطقة العين المدرجة على لائحة اليونسكو لمواقع التراث العالمي، وغيرها الكثير.
اقرأ أيضاً: توقعات بازدهار سياحة المغامرات في 2022
ويشمل التدريب العملي على جولة الباص الكبير التي تتيح للمشاركين في البرنامج التعرف عن قرب على كيفية تنفيذ الإرشاد السياحي ضمن جولة ميدانية على متن حافلة سياحية تجوب مختلف مواقع الجذب الرئيسية في أنحاء أبوظبي، والعمل على تخطيط جولة سياحية بحسب رؤيتهم الشخصية.
ويحصل الخريج بعد الانتهاء بنجاح من جميع مراحل برنامج التدريب على رخصة صالحة لمدة عامين لمزاولة مهنة الإرشاد السياحي في أبوظبي.
الرخصة الموحدة
توفر وزارة الاقتصاد للمواهب والكفاءات الإماراتية الشابة رخصة موحدة للإرشاد السياحي استحدثتها خلال العام الماضي بالتعاون مع هيئات ودوائر التنمية السياحية في كافة أنحاء الدولة، فيما تمنحهم الفرصة للعمل كمرشد سياحي في أبوظبي، دبي، عجمان، أم القيوين، رأس الخيمة والفجيرة.
وتهدف تلك المبادرة إلى زيادة عدد الوظائف الإماراتية عبر مهنة الإرشاد السياحي، بالإضافة إلى زيادة عدد المرشدين السياحيين الإماراتيين، وتعزيز التجربة السياحية لزائر الدولة.
وللاستفادة من تلك الرخصة، يشترط على المتقدمين أن يكونوا من مواطني دولة الإمارات، وأن يمتلك المتقدم، رخصة إرشاد سياحي صالحة من إحدى الإمارات المحلية، ذلك بالإضافة إلى ضرورة أن يعمل المرشد السياحي على التعريف بالإمكانيات السياحية والمقدرات الحضارية والتراثية والثقافية للدولة.
كما يخضع المتقدمون للحصول على الرخصة لاختبار معرفي بعد التقديم الإلكتروني واستيفاء الشروط.
ومن المزايا التي تتيحها الرخصة للمرشدين السياحيين، أنها تمنحهم الفرصة للعمل في أي وقت وبأي إمارة من إمارات الدولة، ويمكن التقديم للحصول عليها إلكترونياً بسهولة تامة.
وتمنح رخصة الإرشاد السياحي الموحدة لحامليها مرونة في التعاقد للعمل كموظف منتظم أو تعاقد بدوام جزئي، فيما تصل مدة صلاحية الرخصة لـعامين.
وتتيح الرخصة الموحدة للحاصلين عليها إمكانية الدخول لمعظم مناطق الجذب السياحية مجاناً.
ويتمكن الحاصلون على الرخصة من تعريف الآخرين بالكنوز السياحية لدولة الإمارات وتاريخها وتراثها وإنجازاتها ونهضتها الحضارية ومعالمها الآسرة.