الأربعاء - 01 مايو 2024
الأربعاء - 01 مايو 2024

لماذا نجحت المنصات الرقمية عربياً؟

وصف نقاد المنصات الرقمية بالجاذبة للجمهور، لما توفره من أفكار متنوعة وجذابة ومحتوى رقمي مُميز، مؤكدين أن المنصات خلقت تنافساً درامياً مع التليفزيون، ورغم عناصرها الجاذبة إلا أن التليفزيون ما زال يحتفظ برونقه، ورغم ما تقدمه المنصات من مشاهدة تحت الطلب، إلا أن الدراما التليفزيونية ما زالت تنافس أيضاً.





اقتناص النجاح

يعتقد الناقد الفني مصطفى الكيلاني، أن الاستثمار في المنصات الرقمية استثمار مربح بصورة كبيرة، مشيراً إلى أن دخول الإمارات على خط المنصات الرقمية سيزيد من حدة المنافسة في هذا السوق الذي يشهد تنافساً كبيراً بين المنصات العالمية والعربية.

وأكد أنه واثق من أن الإمارات ستقدم من خلال ستارزبلاي أعمالاً درامية وسينمائية وترفيهية تستطيع أن تنافس عالمياً، إذ عرف عن الإمارات قدرتها الكبيرة على اقتناص النجاح، لافتاً إلى أن السوق العربي يحتمل وجود أكثر من منصة رقمية، مشيراً إلى أنه سوق واعد يمكن أن تحرز فيه المنصات الرقمية نجاحاً كبيراً.

ولفت إلى أن المنصات الرقمية تشهد إقبالاً كبيراً نتيجة جرأة تناولها للأفكار التي لا يمكن عرضها على التليفزيون، حيث يجري عرضها على المنصات كي تنجو من اشتراطات المُشاهدة المفتوحة، إضافة إلى أن المنصات تمتلك مساحة حرية أكبر في عرض تلك القضايا.

ويرى الكيلاني أن الإنتاج السخي أحد عناصر الجذب التي تتميز بها المنصات مستشهداً على ذلك بمسلسل «منورة بأهلها»، حيث بلغت كلفة الحلقة الواحدة نحو 5 ملايين جنيه، مؤكداً أن الإنتاج السخي يساهم في الترويج للعمل بصورة كبيرة.

وأكد أن منصة ستارزبلاي، ستساهم في تقديم عدد من الوجوه الجديدة، لأن دراما المنصات لا تحتاج لنجم وإنما لموضوع وهو ما سيساهم في تقديم وجوه جديدة.

وأشار إلى أن العروض التي تُقدمها المنصات للمُنتجين تكون مختلفة عن عروض العرض التليفزيوني، مثلاً في العرض التليفزيوني قد يكون المقابل الذي يحصل عليه المُنتج نظير نسبة من الإعلانات، وهو ما لا يحدث على المنصات، المنصة تشتري وتسوق والمُنتج يتقاضى مكسبه ويبيع فقط ولا علاقة له بما بعد العرض.



حراك كبير

يعتقد الناقد الفني أحمد سعد الدين، أن استحواذ الإمارات على 57% من منصة ستارز بلاي، سيساهم في خلق منافس يقدم محتوى عربياً قوياً يستطيع مواجهة سطوة المنصات العالمية مثل نتفليكس وأخواتها، متوقعاً أن تحدث هذه المنصة حراكاً كبيراً في قطاع السينما والدراما والترفيه.

ولفت إلى أن المنصات الرقمية باتت تلاقي إقبالاً كبيراً من الجمهور لا سيما الأعمال الدرامية التي تأتي بصورة مُركزة ومبهرة عبر اختيار كادرات سينمائية وهو ما يعني زيادة عناصر جذب أكبر.

وأكد سعد الدين أن المنصات دفعت الدراما للأمام لأن نجاح دراما المنصات أحدثت تنافساً مع دراما التليفزيون وكله يصب في مصلحة المُشاهد.





طفرة كبيرة

يعتقد الناقد الفني المصري محمد أبو زيد، أن نسبة المحتوى العربي على ستارزبلاي ستشهد زيادة كبيرة في المرحلة المقبلة، متوقعاً أن تشهد المنصة أعمالاً مختلفة من حيث الكيف وطريقة الطرح وكذلك تقنيات التصوير، مؤكداً أن لديه ثقة أننا سنجد طفرة كبيرة في مستوى الأعمال العربية المقدمة على المنصة.

واعتبر الاستثمار في العالم الرقمي من الاستثمارات الجيدة، حيث وصفه باستثمار المستقبل، مشيراً إلى أن المنطقة العربية بحاجة إلى أعمال مختلفة تناقش موضوعات عجزت المحطات الفضائية عن مناقشتها.





ويتفق معه في الرأي الناقد الفني ضياء مُصطفى بأن نوعية التصوير أحد أهم عناصر الجذب، إضافة للمرونة في وقت المُشاهدة بحيث تكون حسب الطلب.

ويُتابع: «المُسلسلات الجديدة بأفكارها المختلفة أصبحت مُتاحة طوال العام على التليفزيون وأصبح هناك تنافس بين المنصات والتليفزيون لتقديم الجديد، فلم تعد الدراما مقتصرة على الموسم الدرامي فقط، بل أصبح هناك زخم».

ويُتابع: "المنصات جاذبة بشكل أكثر للمُنتجين أيضاً لأن كلفة المُسلسل قد تكون أقل من إنتاج مسلسل 30 حلقة للتليفزيون."

ويُشير الناقد المصري عبدالرحمن عباس إلى أن أسباب نجاح المنصات يرجع لكون الجيل الحالي جيل إلكتروني أكثر منه تليفزيوني، لافتاً إلى أن الجيل الحالي مُرتبط بالهاتف واللاب توب وبالتالي علاقته مع التليفزيون ضعيفة، حتى وإن وفر التليفزيون له كل المزايا التي توفرها المنصات.



أعمال مختلفة

توقعت الناقدة الفنية المصرية مها متبولي، أن تجذب إنتاجات منصة ستارز بلاي، شرائح جديدة من الجمهور المتعطش لكل ما هو مختلف من الأعمال، لاسيما وأن الجمهور وجد في أعمال المنصات ما يتناسب مع أذواقهم ويحترم عقولهم على كل المستويات، حيث تقدم موضوعات خارج الصندوق بإمكانات فنية كبيرة، فالجمهور يجد في دراما المنصات ثراء إنتاجياً كبيراً تظهر ملامحه بوضوح.

وأكدت أن المنصات الرقمية لم تستطع سحب البساط من تحت أقدام التلفزيون، إذ لكل نافذة إعلامية حضورها وجمهورها العريض، إلا أنه وفي نفس الوقت نجحت المنصات في جذب المشاهدين من فئة الشباب ومن المشاهدين الذين يتمتعون بثقافة ورغبة في متابعة الأعمال الفنية الأكثر عمقاً.

وتستطرد: "تقدم المنصات أعمالاً محبوكة من دون مط أو تطويل أو حشو لأنها في الأساس أعمال تعتمد على التشويق والإثارة وسرعة إيقاع الأحداث، وكل ذلك يعد من عوامل النجاح بالإضافة إلى الوجوه الجديدة ذات المواهب الطازجة والأداء التمثيلي اللافت.

وتُضيف: «في رمضان تتميز المنصات بتحقيق نسب مشاهدات كبيرة ليس في نطاق محدود، بل جمهورها يمتد بامتداد العالم العربي، وبالطبع حجزت دراما المنصات نصيبها الأكبر في ميزانية المنتجين حيث تجد لها في الإنترنت منافذ جديدة للتوزيع تغطي كلفتها، بل وتضيف علاوة على ذلك نوعاً من الربح يشجع المنتج نفسه على تقديم العمل الأفضل القادر على المنافسة».





عوامل الجذب

تشترك علياء أبو شهبة في 3 منصات، مبررة ذلك بأنها تسمح لها مُشاهدة محتوى دون إعلانات، إضافة لأنها تستطيع أن تُشاهد المحتوى في أي وقت تريده.

وتقول: إن مُشاهدة الأفلام والمُسلسلات عبر المنصات أكثر جاذبية لها بسبب قلة الإعلانات، وهو الأمر الأهم بالنسبة لها.

وتتابع: "سياسة الإعلانات في التليفزيون كثيفة جداً لدرجة أن المشاهد قد ينسى ماذا كان يشاهد، إضافة لأن بعض الأعمال المعروضة تليفزيونياً لا تكون على مُستوى جيد، وحتى مستوى الإنتاج يكون أعلى، إضافة للأفلام الوثائقية يكون زخم المعلومات بها عالٍ جداً وممتع."

وتستطرد: "أفضل أيضاً الأعمال المأخوذة عن قصص حقيقية والأعمال المأخوذة عن روايات، إضافة لتنوع وجرأة التناول واختيار ممثلين جدد وأفكار جديدة، وهو ما لا تقدمه الدراما التليفزيونية، إلى جانب أنه يمكنني مُشاهدة ما أريده دون خرق حقوق الملكية الفكرية لأعمال أريد مشاهداتها وتكون غير متاحة عبر منصات سرقة المحتوى وهو أمر أرفضه تماماً."



15 حلقة

يهتم زياد إمام بمُشاهدة المحتوى عبر المنصات لأنها تقدم دراما 15 حلقة فقط، وأحياناً 10 حلقات، فيكون العمل خفيفاً ومُسلياً في نفس الوقت، وهو الأمر الجاذب بالنسبة إليه.

وإضافة لذلك فهي تُقدم الأفلام والأعمال الأجنبية وليست العربية فقط وهو ما يُرضي ذائقته تجاه الأعمال التي يحب مُشاهدتها، والأمر الأكثر أهمية هو أن المنصات توفر له إمكانية مُشاهدة العمل في أي وقت يُريد، فقط يقوم بتحميله ومشاهدته وقتما يشاء.

اشتراكات رخيصة

سبب آخر يجعل المنصات جاذبة للمُشاهدة من وجهة نظر الشاب محمود يوسف خصوصاً في شهر رمضان هو رخص مقابل الاشتراك في تلك المنصات مع تقديم الشركات المُقدمة لخدمات الإنترنت عروض قوية ومتعددة، فيُصبح الإنترنت شبه مجاني، وهو ما يعني مزيداً من المُشاهدة على المنصات، ومشاهدة المُسلسلات الرمضانية مرة واحدة دون فواصل إعلانية.

ويُتابع في حديثه مع «الرؤية» إن بعض المنصات تُقدم خلال شهر رمضان مشاهدات مجانية دون اشتراك وهو ما يعني أن الدراما أصبحت مُتاحة للجميع خلال شهر رمضان.