أثار خطاب الملكة إليزابيث عاصفة من القلق لدى عمالقة التكنولوجيا مثل جوجل وفيسبوك بعد أن احتوى على مشروع قانون يجبر تلك الشركات على دفع أموال للصحف ووسائل الإعلام الأخرى مقابل استخدام أخبارهم وقصصهم.
وأشار موقع ميل أونلاين إلى أن خطاب الملكة يحتوي على مشروع قانون الأسواق الرقمية والمنافسة والمستهلكين، الذي يرتب حقوقاً لوسائل الإعلام مقابل الشركات الرقمية مثل فيسبوك وجوجل اللتين استحوذتا على 80% من الإعلانات البريطانية التي تزيد على 14 مليار استرليني سنوياً.
ويحدد القانون خططاً للتأكد من أن منصات وسائل التواصل الاجتماعي القوية تعامل الشركات التي تستخدمها بشكل احترافي عادل من دون الإجبار على الامتثال لشروط ظالمة.
وبموجب تلك الخطط، المصممة على نمط نظام تم تقديمه في أستراليا، سيتم تشجيع المنصات الرقمية على التفاوض بشأن صفقات الدفع مع المؤسسات الإخبارية، وإذا فشلت المفاوضات، يتكفل محكّم مستقل بتحديد سعر عادل.
تأتي هذه الخطوة، بقيادة وزيرة الثقافة نادين دوريس، وسط مخاوف متزايدة من سيطرة شركات التكنولوجيا على الإعلانات عبر الإنترنت، على حساب المستهلكين والشركات.
وبموجب القانون الجديد، ستكون وحدة الأسواق الرقمية (DMU) التي تم إنشاؤها العام الماضي في هيئة المنافسة والأسواق قادرة على استهداف مجموعة صغيرة من «الشركات الرقمية القوية للغاية» مثل وسائل التواصل الاجتماعي ومحركات البحث عبر الإنترنت.
وستخضع هذه الجهات «لقواعد والتزامات واجبة التنفيذ قانوناً لضمان عدم تمكنها من إساءة استخدام مناصبها المهيمنة على حساب المستهلكين والشركات الأخرى».
وستمتلك وحدة DMU أيضاً صلاحيات «معالجة استباقية للأسباب الجذرية لقضايا المنافسة في الأسواق الرقمية».
وبالفعل، أخبرت دوريس موظفيها أنه ينبغي منح وحدة إدارة الديون المباشرة «سلطات قوية» لـ«تحقيق شروط عادلة بين الناشرين والمنصات» من خلال تقديم تحكيم ملزم، ومنحها صراحة صلاحيات جديدة للعمل بسرعة وفعالية إذا وجد المنظم أن النظام الأساسي لم يقدم مكافأة عادلة ومعقولة لاستخدامها محتوى الناشر.
واستحوذت فيسبوك وجوجل على حوالي 80% من 14 مليار جنيه استرليني تم إنفاقها على الإعلانات الرقمية في بريطانيا في عام 2019، بينما حصلت الصحف الوطنية والمحلية على أقل من 4%.
وتتقاضى جوجل ما بين 30 و40% وأكثر للإعلان على شبكة البحث على أجهزة سطح المكتب والأجهزة المحمولة مقارنةً بـBing، أقرب منافس لها.
ومن المقرر أن تمنح وحدة الأسواق الرقمية DMU أيضاً صلاحيات لفرض غرامات كبيرة على الشركات عبر الإنترنت لمنع العملاء أو الشركات من المعاملة غير العادلة ولجعل الشركات تمنح المنافسين الأصغر حق الوصول إلى مجموعات البيانات الضخمة الخاصة بهم.
من جانبه، يجادل موقع فيسبوك بأنه يساعد بالفعل في دعم الناشرين في بريطانيا من خلال دفع عشرات الملايين من الجنيهات الاسترلينية لوسائل الإعلام الوطنية والمحلية لتكون جزءاً من «فيسبوك نيوز»، وكجزء من مشروع أخبار المجتمع، الذي يمول 80 صحفياً متدرباً في غرف الأخبار في جميع أنحاء البلاد.