السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

شرفة قصر باكنغهام.. واجهة النظام الملكي البريطاني

تتجه الأنظار إلى شرفة قصر باكنغهام التي تشكل منذ أكثر من قرن عنصراً أساسياً في صورة العائلة المالكة البريطانية التي يظهر أفرادها مجتمعين عليها خلال حفلات تتويج وزفاف ومناسبات كبرى، ويُرتقب ظهورهم هذا الأسبوع خلال الاحتفالات باليوبيل البلاتيني لجلوس الملكة إليزابيث الثانية على العرش.





وقررت الملكة البالغة 96 عاماً حصر الحضور بالشرفة خلال الاحتفالات بمرور سبعين عاماً على توليها العرش البريطاني على أفراد بالعائلة المالكة الذين يتولون مهام رسمية.



وسيلقي هؤلاء التحية على الحشود من الشرفة خلال العرض العسكري «تروبينغ ذي كولور» الذي ستُفتتح به الاحتفالات الخميس.

ومن المرتقب أن يظهر بالشرفة 18 فرداً من العائلة، وهو عدد أقل بكثير مما كان يُسجّل سابقاً.



إبعاد

واستبعدت الملكة من الحضور على الشرفة الأمير هاري وزوجته ميغن ماركل اللذين انسحبا من الحياة الملكية وانتقلا إلى كاليفورنيا عام 2020، لكنهما سيأتيان إلى المملكة المتحدة برفقة طفليهما.



واستُبعد من الشرفة كذلك الأمير أندرو، وهو الابن الأصغر للملكة الذي جُرّد من ألقابه العسكرية عقب دعوى بالاعتداء الجنسي رفعتها امرأة في نيويورك وأُسقطت، عملاً بتسوية مالية توصل إليها الأمير مع المدّعية في مارس ودفع بموجبها ملايين الدولارات.



وبعد سنتين صعبتين مرّتا على العائلة المالكة، لا يفترض أن تشهد الشرفة التي تُزيَّن بغطاء أحمر وذهبي خلال المناسبات الكبرى، أي توترات.



واجهة

وأصبحت الشرفة على مرّ السنين واجهةً للعائلة المالكة البريطانية، وبعدما كانت عنصراً لتفاعل أفرادها مع الحشود المجتمعة وراء سياج قصر باكنغهام، أصبحت صورة العاهل البريطاني وهو يلقي التحية على الحشود تنتشر في العالم كله.



وتعود هذه الطريقة في إلقاء التحية على الحشود إلى الملكة فيكتوريا التي أدخلت هذه العادة إلى الحياة الملكية عام 1851 خلال افتتاح معرض "غرايت إكزيبيشن".

وبعد سبع سنوات، ظهرت العائلة على الشرفة خلال حفل زفاف الابنة الكبرى الأميرة فيكتوريا.



ومنذ تلك المناسبة، تشهد الشرفة أبرز اللحظات في حياة العائلة المالكة وتاريخ بريطانيا.

وفي 4 أغسطس 1914، طالبت الحشود بظهور الملك جورج الخامس بعدما أعلنت المملكة المتحدة الحرب على ألمانيا. وفي نوفمبر 1918، رحّب آلاف البريطانيين بالملك والملكة بعد توقيع هدنة كومبين الأولى.



ثم شهدت الشرفة حضور أفراد العائلة المالكة خلال حفلات زفاف واحتفالات بيوبيلات وتتويجات وغير ذلك من مناسبات رسمية كبرى. وعام 1935، ألقت الأميرة إليزابيث التي كانت تبلغ آنذاك تسع سنوات التحية على الحشود من على الشرفة لمناسبة مرور 25 عاماً على تولي جدها جورج الخامس العرش البريطاني. وبعد عامين، حيّت الجماهير من الشرفة خلال حفلة تتويج والدها جورج السادس.

وفي 8 مايو 1945، انضم رئيس الوزراء ونستون تشرشل إلى العائلة المالكة على شرفة قصر باكنغهام احتفالاً بانتصار قوات الحلفاء على ألمانيا.

وظهرت الأميرة إليزابيث على الشرفة عام 1947 لمناسبة زفافها على الأمير فيليب، ثم مجدداً عام 1953، وكانت أصبحت ملكة آنذاك، لمناسبة حفلة تتويجها.



ألوان زاهية

ولا يأتي ظهور أفراد العائلة المالكة على الشرفة بطريقة عفوية، إذ تبرز الملكة في الوسط مرتديةً لباساً بألوان زاهية فيما يظهر الرجال الذين يحظون بمراكز عالية مرتدين الزي العسكري التقليدي الكامل وتضع النساء قبعات مميزة.

وتُسجَل أحياناً لحظات تاريخية ينطوي بعضها على جرأة غير عادية، كالأمير تشارلز والأميرة ديانا اللذين تبادلا قبلة على الشرفة بعد زواجهما عام 1981، ليحذو حذوهما الأمير أندرو وسارة فيرغسون، ثم الأمير ويليام وكيت ميدلتون.

ومع ذلك، لا تكمن أهمية الشرفة في إبراز صورة العائلة بقدر تعبيرها عن صورة النظام الملكي نفسه.



ويقول مارك روش، وهو مؤلف كتب كثيرة عن النظام الملكي، إنّ «الملكة إليزابيث الثانية أعطت طوال فترة توليها العرش الأفضلية للصورة الملكية على الاعتبارات العائلية والشخصية»، مضيفاً إنّ "الملكة تعتبر أنّ الشرفة مكان لإظهار صورة النظام الملكي لا صورة العائلة".

وقد تظهر الملكة إليزابيث الثانية التي تعاني صعوبات في المشي، على الشرفة الخميس خلال عرض عسكري ستتولاه سبعون طائرة تابعة لسلاح الجو الملكي.

وقد يُسجل ظهور ثانٍ للملكة على الشرفة الأحد مع ورثتها الثلاثة الأمراء تشارلز وويليام وجورج البالغ ثماني سنوات، على ما ذكرت صحيفة «ذي ميرور» التي أشارت إلى أنّ «الملكة تريد أن يرى العالم قلب عائلتها النابض ومستقبل الملكية»، ما دامت تتمتع بصحة جيدة.