أثارت قضية جوني ديب وأمبر هيرد الكثير من التساؤلات الخاصة بالتأثير النفسي السيئ الذي يتعرض له الرجل من قبل زوجته بسبب العنف الجسدي واللفظي، خاصة أنه عادة ما يتم إثارة قضايا تتعلق أكثر بأن المرأة هي التي غالباً ما تتعرض لهذا النوع من العنف.
ولكن جاءت تلك القضية لتسّلط الضوء على العديد من المشاكل التي قد يتعرض لها الرجل من قبل المرأة، خاصة بعد أن ظهر ديب كأنه الرجل السيئ والعنيف طوال الفترة الماضية، لتنقلب الموازين رأساً على عقب حيث نكتشف أن جوني ديب هو المجني عليه وليس الجاني.
وفي هذا الإطار كان لـ«الرؤية» هذا الحوار مع استشاري الطب النفسي د.جمال فرويز، ليخبرنا المزيد حول الآثار النفسية للرجل بعد الطلاق، والتعرض لعنف لفظي وجسدي من قبل زوجته.
تأثير العنف الجسدي واللفظي بالنسبة لشخصية جوني ديب
أوضح د.فرويز، أن شخصية جوني ديب من الممكن أن يتم تصنيفها في الطب النفسي أنها «شخصية مازوخية» وهذا النوع من الشخصيات عادة ما يستمتع بالتعذيب والشعور بالألم، ولهذا صمد طوال فترة زواجه من أمبر هيرد، وتحمل إهانتها له.
ويؤكد ذلك، قصص جوني ديب حول علاقة والده ووالدته، حيث كانت والدته تعنّف أباه، وكان ديب يشاهد أباه يصمت ويتحمل، وبالفعل كان يشعر ديب في أعماقه أنه لا بد من أن يفعل الأمر ذاته.
كذلك أضاف فرويز، أن هذا يوضح لنا ما يمكن أن تفعله التربية بأطفالنا، وتلعب دوراً في أن تخلق طفلاً سوياً، أو به العديد من المشاكل النفسية.
وبخصوص شخصية أمبر هيرد، وصفها د.فرويز أنه يمكن تصنيفها بأنها «شخصية حدّية» وهذا النوع من الشخصيات تجده متقلب المزاج بصورة شديدة حيث يذهب من الحزن الشديد إلى الفرح الشديد بسهولة وبسرعة، وهو ما كانت تفعله بجوني ديب حيث تقوم بتعنيفه، ثم تخبره أنها تحبه.
ولهذا لم يكن من الغريب أن تقول أمبر داخل قاعة المحكمة إنها «ما زالت تحب جوني» رغم كل تلك المشاكل.
تأثير الطلاق والعنف على الرجال بشكل عام
أوضح د.فرويز أن الطلاق عادة ما يترك أثراً نفسياً سلبياً على الأشخاص سواء رجل أو مرأة، حتى وإن تم ذلك بالتراضي بينهما، ففكرة فقدان شخص أو الانفصال عنه مهما كانت تترك أثراً سلبياً في النفس، ولكن يختلف الأمر حسب كل شخص.
وفي حالة تعّرض الرجل لعنف جسدي ولفظي من قبل زوجته، فالرجل صاحب الشخصية السوية، سوف ينفصل على الفور، بينما الرجل غير السوي أو الذي يعاني مشاكل نفسية مختلفة كما في حالة جوني ديب سوف يستمر في العلاقة.
وأضاف د.فرويز، أن الصحوة التي حدثت لشخصية ديب من الممكن أن نقول عنها بأنها «ثورة» التي جعلته ينتصر لحقه، وقد ساعده في ذلك فريق المحامين الذين وقفوا بجانبه، من أجل دعمه.