الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

بريطانية تقودها صعوبة القراءة للفن وترويض الضوء

بريطانية تقودها صعوبة القراءة للفن وترويض الضوء
لم تستسلم الفنانة البريطانية كريس وود للفشل، بعد أن أدركت عجزها عن القراءة مثل زميلاتها في المدرسة فقررت الاتجاه لتصفيف الشعر ومنه إلى الفن والتشكيل بالزجاج والأضواء والألوان الذي تروضه وتسخره وكأنه كائن حي.



وأوضح موقع كولوسال أن وود تمزج الزجاج والضوء في منحوتات تفاعلية وتكوينات تنبض بالحياة والحركة من خلال ألوان قوس قزح وانعكاسات الأشعة على الأسطح المختلفة.

ونظمت الفنانة البريطانية أكثر من 12 معرضاً لأعمالها في جميع أنحاء العالم، واقتنت متاحف ومعارض أعمالها ومنها متحف شنغهاي للزجاج ومتحف الصين للفنون.



وتعشق وود الألوان الزاهية وتميل إلى التغيير في درجات الظلال عن طريق السماح بمرور أشعة الضوء عبر أسطح مشكلة بطرق مختلفة محدبة ومقعرة وثنائية الأبعاد.

تعترف أن عملها هو استكشاف مستمر للضوء الذي لا يفاجئها وتحاول أن تستثمره وتتحكم في حركته وانعكاساته لخلق تأثيرات إبداعية بصرية درامية غير مسبوقة.

وكانت البداية من المدرسة عندما عجزت عن مجاراة زميلاتها في القراءة والتعلم، ولكنها كانت تعشق الرسم وصنع وتصميم الأشياء.

وبسبب صعوبات الدراسة هجرت المدرسة وحاولت أن تجرب حسها الإبداعي في تصفيف الشعر، حيث عملت به لمدة 15 عاماً، تعتبر شعر ورأس كل امرأة وكأنه لوحة فنية تحاول أن تشكلها وفق شخصيتها وطلتها.



وأدركت وود بعد ذلك أن تصفيف الشعر لا يلائم طموحاتها وحسها الإبداعي، وقررت احتراف الفن الذي كان يشكل هوايتها الأولى وشغفها الرئيسي في الحياة.

وتمكنت من الالتحاق بدورة تصميم ثلاثي الأبعاد وكان مشروع تخرجها هو تصميم تركيبات إضاءة، ومن يومها بدأت رحلتها الإبداعية مع النور والزجاج.



وحصلت وود على درجة الماجستير في الزجاج من الكلية الملكية للفنون بلندن.

وعندما انتقلت للسكن في منطقة زراعية في بريطانيا، اتخذت من الطبيعة مصدر إلهام لها، بعد أن أبهرتها السهول الخصبة وألوان النباتات والأشجار وانعكاسات الضوء عند الشروق والغروب وفي منتصف النهار.

وأصبحت وود مفتونة بالخطوط المستقيمة المسطرة للنباتات الخضراء الزاهية المتناقضة مع التربة الأرجوانية العميقة.



واستهواها أيضاً اختراق الضوء للحواجز وكأنه بشير للحرية والانطلاق، وقررت أن تروضه وتستثمره في تشكيلات فنية تتغير فيها الألوان والظلال بمجرد مروره عبرها.

تعمل حالياً مع مجموعة متنوعة من العناصر البصرية مثل المرايا والعدسات والماء والدخان والبخار والضباب وأي شيء آخر يمكنها وضع يدها عليه والتحكم عبره بالضوء.

وتستخدم وود في منحوتاتها وسائط متنوعة تسخر بها الضوء الذي يوحي بلحظات سريعة الزوال في العالم الطبيعي، تحاول أن تطارده وتسخره لخيالها وتصميماتها وكأنه كائن حي يأتمر بأمرها.