الاثنين - 29 أبريل 2024
الاثنين - 29 أبريل 2024

دجى بن فرج: انتصرت على السرطان بالأمل والكتابة

رغم أن أسئلة كثيرة حاوطتها من كل اتجاه بعد أن علمت بإصابتها بسرطان الثدي، إلا أن مذيعة الأخبار بإذاعة نور دبي، دجى بن فرج، تسلحت بالإرادة والعزيمة الصلدة فحولت الألم إلى أمل، والدمعة إلى ابتسامة عريضة، واليأس إلى تفاؤل في غد أفضل، فاستحقت عن جدارة الانضمام إلى كتيبة المحاربات بروح وردية لا تستسلم.

تصف بن فرج لحظة علمها بإصابتها بهذا المرض «اللعين» باللحظة التي توقف فيها العالم والحياة وتملكها الذهول وهربت منها الكلمات، إلا أن إيمانها الشديد ساعدها على تخطي هذه الآلام فلكل داء دواء وأولى خطوات الشفاء تكمن في التسلح بالأمل. "لكل محنة منحة" هكذا لخصت بن فرج، رحلة صراعها مع الإصابة بسرطان الثدي منذ 4 سنوات ماضية، حيث علمت بإصابتها بالصدفة بعدما ظهرت كتلة بثديها وشخصها الطبيب من أول كشف بأنها سرطان.

دجى، الناجية من السرطان اليوم، عادت لإكمال حياتها بصورة طبيعية مع ابنها قاسم، وفي محيط عملها، لكنها ما زالت تحمل على عاتقها مسؤولية توعية من حولها بهذا المرض الذي يصيب 1 من كل 8 سيدات حول العالم، وعلى الرغم من انتشاره إلا أن ثقافة التعامل معه ما زالت محدودة.

تحديات

وصفت دجى لـ«الرؤية» التي حاورتها بالتزامن مع شهر أكتوبر الوردي، مرحلة العلاج بالمرحلة المليئة بالخوف والاكتئاب والدموع، والتي أدت لخلق دجى أخرى، أصبحت اليوم عندما تتذكر تلك المرحلة، تستغرب من مقدرتها على مواجهة تحديات عديدة.

يأتي على رأس هذه التحديات وفقاً لدجى، تحدي الظروف والصدمة بالإصابة، وأثر العلاج الكيماوي، وتحدي نظرة العطف والشفقة الموجودة بعيون الناس، وتحدي يومياتها بالذهاب للعمل وممارسة حياتها اليومية، فضلاً عن تحدي الأعباء المادية للعلاج بحد ذاته.

الدعم

ورغم كل المشقة والتحديات، إلا أن دجى تبدي امتنانها للحصول على الدعم من أقرب المقربين لها، أبرزهم ابنها قاسم على الرغم من صغر سنه «3 سنوات»، بعفويته وبراءته، وزوجها الذي يمنحها الأمل بأن الحياة لن تقف، والأهل والأقارب والأصدقاء المقربون، إلى جانب زملاء العمل الذين لم يعلموا بإصابتها إلا بعد إنهائها مرحلة العلاج.

رسالة أمل

وحول الرسالة التي ترغب في إيصالها لمرضى السرطان اليوم، قالت: «دوماً أنصح كل مريض سرطان بأن يتثقف بالمرض المصاب به، وأن يحاول أن يكون إيجابياً قدر المستطاع، فالأفكار الإيجابية تساعد على مواجهة كل ألم، خاصةً أن هنالك الكثير من الناس أصيبوا بالسرطان حتى 4 مرات».

ودعت المصابين بهذا المرض إلى التحلي بالمقاومة والانسيابية، فعجلة الحياة تدور دوماً دون توقف، ومثلما هناك عتمة ليل مخيفة هنالك نهار مشرق ومبهج.

رحلة العلاج

وجدت دجى العديد من القصص الملهمة المحيطة بها، والتي ساعدتها على التقدم في مرحلة العلاج، على رأسهم الإعلامية فادية الطويل، وصحفية صديقة مقربة لكنها توفت من فترة قريبة، لافتة إلى أنها قد كانت محظوظة بتلقي العلاج على يد طبيب وجراح مهني، أخذ بيدها ووضح لها مراحل العلاج والأعراض الجانبية التي قد تحصل بالعلاج الكيماوي والهرموني وخلافه.

واعترفت دجى بأنها وعلى الرغم من شفائها، إلا أن هاجس إصابتها بالمرض مرة ثانية ما زال موجوداً، ويزداد عند رؤيتها لأحد المصابين بالمرض الذين فقدوا الحياة، ومع ذلك تمكنت من الوصول لمرحلة سلمت فيها الأمور بالكامل لله، وتتذكر أنها وصلت لمرحلة كتبت فيها 3 سطور من وصيتها، لكنها لم تتمكن من إتمامها حتى اليوم.

حكاية الكتابة

وحول اتجاه دجى لكتابة قصص الأطفال، قالت: اعتدت ممارسة الكتابة كعلاج، وكلما كتبت شعرت بأنني أتنفس، فتوجهت لكتابة يومياتي مع السرطان على صفحتي بفيسبوك، من خلال أسلوب فانتازي ممتع، ثم انتقلت لكتابة قصص قصيرة للناجيات من السرطان، ولكنني وصلت لمرحلة كرهت كلمة السرطان، فتوقفت عن الكتابة.

وتتابع: لكن اقترح عليّ زوجي بأن أوجه كتابتي نحو الأطفال، ومن هنا كتبت قصة «أخيراً وجدت أمي» وهي قصة ملائمة للأطفال لسن 4 سنوات فما فوق، تحكي كيف تعامل ابني قاسم مع إصابتي بالسرطان.

وأضافت: وردت عبارة «وبالحب سنهزم السرطان» بتلك القصة، وهو ما قادني لكتابة قصص أخرى، حيث حالياً أنا بطور نشر كتاب مجموعة قصصية تحت عنوان: «أوراق حياتي الوردية» وهي مجموعة من الأوراق تحكي عن فترة العلاج والإصابة بمرض السرطان.

وتشير إلى أن المجموعة القصصية المخصصة للأطفال ستحكي قصصاً متنوعة مثل: السكري لدى الأطفال، أطفال أصحاب الهمم، وقصة للأطفال عن الزهايمر.

ماذا لو؟

وحول الأمور التي ندمت عليها وترغب في القيام بها إن عادت بها الحياة مرة أخرى للفترة الماضية، قالت: «أحببت نفسي أكثر بمرحلة مرضي، كوني تعرفت على نفسي أكثر من أي وقت مضى، ولكن آمل لو أنني فكرت بصورة أكثر جدية بمسألة تجميد البويضات أو الأجنة، حيث الآن أشعر بالندم على ذلك، خاصةً أنني خسرت فرصة إنجاب طفل آخر أو أخ لابني».

وتابعت: "تنقصنا التوعية في ما يلي مرحلة التعافي والعلاج، خاصةً أن علاج السرطان باهظ الثمن عموماً، ولا يسمح للإنسان بالتفكير العميق لما بعد ذلك، كما تنقصنا التوعية بخطورة المرض وأهمية الكشف المبكر عنه في المجتمعات العربية، مهما كان مستوى التعليم والثقافة لدى الأسرة، حيث تتغافل على سبيل المثال عن أبسط أمور الفحص وهو الفحص الذاتي بعد انتهاء الدورة الشهرية".