الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

عمران الشامسي: «رحلة قلب قاصر» خلاصة الألم لصنع الأمل

«رحلة قلب قاصر».. واحدة من التجارب الشخصية الملهمة للكاتب عمران الشامسي، لخص فيها تجاربه مع مرضى القلب، وكيف كان يجد حلاً لمشكلات طبية وتشخيصات لم تكن شائعة دون أجهزة متقدمة، ثم يستعرض تجربة تعرض ابنه لحادث، مقدماً خبرات طبية للقرّاء من واقع تجربته المرضية.

وقال المهندس الدكتور عمران الشامسي، إن كتاب «رحلة قلب قاصر» خلاصة تجربة شخصية مع مرض تشوهات القلب الخلقية، وليست مجرد ذكريات شخصية، وإنما حاولت تفريغ محتوى خبراتي الطبية كمريض بطريقة مبسطة للقارئ.

وأضاف عمران أنه لم يتطرق إلى المسميات الطبية المعقدة، بل استبدلها بلغة سهلة، وركَّز على النصائح بناء على خبراته في نهاية كل جزء، لتكون مرجعاً لمرضى تشوهات القلب الخلقية، محاولاً أخذ القارئ برحلة عمرها 40 عاماً، من الولادة حتى البلوغ، يذكر فيها الصعوبات في كل مرحلة للمريض نفسه، ولكل من حوله سواء الوالدين أو المجتمع من مدارس، أو مستشفيات، أو جامعات، حتى مؤسسات العمل وغيرها.

وأوضح الكاتب، أن الكتاب يتكون من 11 جزءاً، وهي فترة الولادة «متلازمة الطفل الأزرق»، حيث يستعرض فيها المؤلف مرحلة الطفولة منذ الولادة وصعوبة تلك الفترة لعدم معرفة المعضلة الطبية، وكيفية التعامل معها، والتي تم نقلها من ذاكرة والده، ثم اكتشاف المشكلة «خطوة جريئة» في هذا الجزء يذكر المؤلف فيه كيف اكتشف المشكلة مع قلة الإمكانات الطبية الحديثة التي تساعد في الكشف عن مثل هذه الحالات؟ وكيف تعدى والداه الحاجز النفسي للبدء في رحلة العلاج؟

ويناقش المؤلف أول عملية جراحية في جزء «نجاح متواضع»، وهنا يذكر كواليس أول عملية جراحية وكيف كانت أولى الخطوات باتجاه الطريق الصحيح في رحلة العلاج؟ وباتباع الإرشادات الطبية، ثم يستعرض تجربة ميونيخ «المشكلة معقدة»، وفي هذا الفصل يتحدث عن تجربة العلاج في إحدى أفضل المؤسسات الطبية لحالات أطفال القلب، ويقيّم تجربته التي لم تضف الكثير لحالته الطبية، لكن في نفس الوقت زادت من وعي والديه للتعامل مع حالته الطبية.

ويبحث الشامسي في كتابه فكرة أن الحياة مستمرة في جزء «رحيل والدي»، ففي هذا الفصل يتحدث الكاتب عن الإعداد النفسي للمريض، ومساعدته في الاعتماد على نفسه، وتلك التجربة التي مرّ بها مع والده الذي أعده ثم رحل ليتركه يواجه الحياة الجديدة بعيداً عن الداعم الأول والأساسي لوضعه الطبي.

وينتقل الكاتب بعدها إلى تجربته الصعبة في حادث ابنه وصعوبة إدارة المستجدات في الحالة الطبية مع تلك الظروف النفسية العصيبة، في فصل «الانتكاسة الثانية - حادث محمد»، والعملية الجراحية الثالثة في «مجازفة كبيرة»، كانت عملية قلب مفتوح للمرة الثانية، والهدف منها تعديل المسار وتفادي الآثار الجانبية الناتجة من العملية السابقة، وإدارة الأوضاع قبل وخلال الجراحة.

وذكر أنه كان متردداً قبل نشر هذا الكتاب كونه يحتوي على ذكريات يعتبرها شخصية ومن الصعب مشاركتها للجميع في كتاب، لكن مع تشجيع الأهل والأصدقاء قرر نشر الكتاب والتركيز على هدفه الأساسي من النشر ألا وهو نشر المعرفة وتثقيف المرضى وأهاليهم والمجتمع الذي يحيط بهم، لكن بأسلوب مذكرات شخصية بسيطة مع بعض النصائح مني كمريض أو من الأطباء الذين شاركوني هذه الرحلة.

وتوجه الكاتب بالشكر والتقدير إلى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، على دعمه وتشجيعه للكتاب والمثقفين الإماراتيين والعرب، لأنه الأب الروحي لكل كاتب ومثقف في الوطن العربي.

وأكد الكاتب أن رسالته للشباب هي أن يكونوا شاكرين النعمة، وأنه يجب أن يكونوا متأنين في اتخاذ القرارات، فلا داعي للاستعجال، ناصحاً الشباب بالقراءة لأن القراءة تساعد الإنسان على تطوير قدراته العقلية والفكرية.