الجمعة - 03 مايو 2024
الجمعة - 03 مايو 2024

واسيني الأعرج: العرب لا ينقصهم شيء لتخاصمهم «نوبل»

واسيني الأعرج: العرب لا ينقصهم شيء لتخاصمهم «نوبل»

واسيني الأعرج

أكد الكاتب والروائي الجزائري واسيني الأعرج أن هناك أدباء عرباً لكن بنكهة عالمية، مشيراً إلى أن هناك ظلماً يقع على المبدعين العرب بعد أن تجاوزتهم جوائز نوبل واعتزلتهم في الوقت الذي ظنوا فيه أن حصول الأديب المصري نجيب محفوظ على الجائزة سيفتح الباب على مصراعيه أمام المبدعين العرب.

وقال الأديب الجزائري المقيم في فرنسا في حواره مع «الرؤية» التي التقته على هامش مشاركته في معرض الشارقة الدولي للكتاب، إنه متتبع جيد للحركة الأدبية في العالم العربي، مؤكداً أننا نحن العرب لا ينقصنا شيء حتى نحصل على جائزة نوبل، متوقعاً أن يكون سبب مخاصمة الجائزة للأدباء العرب أن القائمين عليها، يعتقدون أنه عندما يحصل عليها كاتب عربي لا يحدث مردود عالمي قوي مثل ذلك الذي يحدث عندما يحصل عليها كاتب من أمريكا اللاتينية على سبيل المثال.

وأكد الأعرج أن صورة العالم العربي غير جيدة لدى الآخر نتيجة بعض الأفكار المغلوطة التي تتسرب إليهم، منوهاً بأننا المسؤولون عنها، متسائلاً ما الذي ينقص أدونيس ومحمود درويش وآسيا جبار، حتى يحصلون على نوبل، في الوقت الذي كنا نظن فيه أن الكاتب العالمي نجيب محفوظ سيفتح الباب للعالم العربي، ولكن ذلك لم يحدث وأغلق الباب.

سرد مبهج



ووصف الكاتب الجزائري الرواية بفن النزول إلى الخطاب اليومي بكل رحابته، مشيراً إلى أنها مربوطة لديه بالسعادة، مؤكداً أن على الكاتب أن يضع في ذهنه هذا الأمر، لذلك يرى ضرورة أن يكون السرد مبهجاً.

ولفت الأعرج، إلى أن جائحة كورونا دفعته إلى إعادة التفكير في تقديم قوالب أدبية أخرى غير كتابة الرواية، مشيراً إلى أنه وجد الفرصة في هذه الفترة في العودة إلى مشروعه القديم الذي يتمثل في العمل على إصدارات «ألبير كامو»، نتيجة إيمانه بأنّ الترجمة العربية لأعماله ليست جيدة وسريعة.

وأكد أنّ هناك نصوصاً لم تُعطَ حقها في الترجمة، مستشهداً على ذلك برواية «الطاعون»، مشيراً إلى أن لها ترجمة من الترجمات تحدثت عن الفئران في الوقت الذي لا يتحدث فيه العمل عن الفئران بل عن الجرذان، وهناك فرق كبير جداً بين الاثنين.

وأشار إلى أنه سيقدم ترجمة جديدة وليس إعادة للترجمات السابقة، منوهاً بأنه راعى إصلاح كل الأخطاء التي ارتكبت سابقاً حتى لا يجري تكرارها مرة أخرى، مشيراً إلى أن عملية إعادة الترجمة تحتاج من المترجم مبرراً قوياً حتى يقدم على ذلك، لا سيما إذا سبق أن ترجمت الرواية لعدة ترجمات.

رسائل كاشفة

وأشار الأعرج إلى أنه لن يقوم على ترجمة كل أعمال «كامو»، حيث لا تتوقف إبداعاته على الروايات فقط بل لديه الكثير من الدراسات والأبحاث، وجميعها في كتب، لكنه فقط سيترجم الروايات، مشيراً إلى أنه سيُنهي المشروع في 2023.

ولفت إلى أنه يعمل الآن على مراسلات كامو لحبيبته غير المعروفة، واصفاً هذه المراسلات بأنها أجمل ما يكون، لأنها مراسلة مع المرأة التي أحبها، حيث كشف فيها عن ذوقه في الكلام، إذ كان يذاع عنه أنه جامد المشاعر بارد الأحاسيس مثل الثلج، لكن مراسلاته تكشف عن شخصية رومانسية ومراهق، فضحته رسائله.

وأكد أن الرسائل تصل إلى 822 رسالة، يضمها كتاب يتكون من 1200 صفحة، حصيلة 12 سنة حب، ولم يتوقف هذا الحب إلا بعد رحيله إثر حادث سيارة، مشيراً إلى أنه ترجم 6 أو 7 روايات لكامو إلى جانب كتاب رسائل ضخم، معتبراً ذلك رهاناً كبيراً كان من الممكن أن يدفعه للتوقف عن كتابة الرواية لسنوات، لكنه لم يتوقف.

زيادة المظلومة



وحول تجربة كتابته لرواية ترصد حياة الأديبة اللبنانية مي زيادة، وكيف تتبع خطاها في مصر ولبنان وفلسطين، وزار مستشفى الأمراض العقلية الذي حجزت فيه، حيث كانت بدايته مع هذه الرحلة من خلال عبارة بسيطة كتبتها مي، مفادها «أتمنى أن أجد من ينصفني»، وقد كانت تلك بداية ميلاد عمل «مي: ليالي إيزيس كوبيا»، والتي يراها إنسانة ظلمت من قبل المجتمع ومحيطها الأدبي، بما فيهم رموز الثقافة في عصرها كطه حسين والعقاد، ما جعلها تعيش حالة من الكآبة فتركن للعزلة، إضافة إلى تآمر ابن عمها جوزيف عليها طمعاً في مالها.

وعن تحويل نص أدبي له إلى عمل مسرحي، أكد اقتباس روايته «مادا» لتكون عملاً مسرحياً، حيث ستعرض على المسرح في الجزائر، لكن جرى تغيير اسمها إلى «رمادا 19»، والتي تشبه «كوفيد-19»، وهي تتحدث عن أمر الفيروس، لكنه ليس كمرض بل كمرض رمزي مثل المحنة والفساد وظلم اجتماعي وهكذا، واقتبس الرواية الأديب عبدالرزاق بوكبة وحولها إلى نص مسرحي.