الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

خلود العكلوك: تركت «التجارة» لعيون الفن التشكيلي

منذ طفولتها وهي تحب الفنون، وتعشق حصة الرسم، وتبدع في خيالها الواسع في كل مكان تحط فيه برسوماتها الجميلة، إلا أنها رغم ذلك درست التجارة دون أن تعمل بها سوى سنة واحدة، لتتركها وتعود إلى هوايتها المفضّلة الرسم.

الفنانة التشكيلية الفلسطينية خلود العكلوك، تحرص على المشاركة في كل معرض للفن التشكيلي يقام في قطاع غزة، وأن تكون لها بصمة واضحة في هذا المعرض يميزها عن بقية أقرانها من الفنانات التشكيليات.

ولم تحول عائلتها الكبيرة المكونة منها ومن زوجها وأبنائها الستة (3 ذكور و3 إناث) أكبرهم يارا (25 عاماً) وأصغرهم زين الدين ابن العشر سنوات، من مواصلة تألقها في الفن التشكيلي ورسمها للوحات الجميلة والمعبّرة ومشاركتها في عدد كبير من المعارض الفنية.

وتروي العكلوك لـ«الرؤية» قصتها مع الفن التشكيلي الذي كانت تعشقه منذ صغرها، إلا أنها وقبل 4 سنوات بدأت تعود له بشكلٍ تدريجي كفنانة تشكيلية بعد تلقيها عدة دورات.

وتقول خلود: «بدأ اهتمامي بالفن منذ الصغر، وكنت أحب حصص (محاضرات) الرسم بالمدرسة، وبدأت قصتي مع الرسم منذ 4 سنوات من خلال إعلان عن دورة على فيسبوك عن تعليم الرسم بالفحم، فالتحقت بهذه الدورة وتعلمت الرسم بالفحم والطبيعة الحية، ومن هنا بدأ مشواري بالفن التشكيلي».

وأوضحت أنها الآن ترسم بألوان الأكريلك الطبيعة الصامتة، والطبيعة الحية، وترسم الشخصيات، وتجيد الرسم التكعيبي والرسم بالفحم.

وأشارت خلود إلى أن أول لوحة قامت برسمها كانت عن الطبيعة الحية، موضحة أنها رسمت أرضاً ممتلئة بالأشجار وينحدر من جوانبها نهر وصخور ملونة.

وأكدت أن أول مشاركة لها في معرض كانت بلوحة طبيعة حية، حيث رسمت فصل الربيع وما يحتويه من شجر وحوله بحيرة وصخور.

وقالت خلود: «شعوري عند مشاركتي بمعرض فني كأول مرة لا يوصف، فهو شعور بالسعادة ممزوج بالخوف كذلك لأنها التجربة الأولى والحكم عليها سيكون له تأثير كبير علي سواء كان سلباً أو إيجاباً».

وأضافت: «النجاح الكبير إلي حققته من خلال مشاركتي في هذا المعرض والآراء الإيجابية بعده أعطاني دفعة قوية إلى الأمام من أجل الاستمرار واكتشاف موهبة رسم جديدة».

وأشارت إلى أنها رسمت أكثر من 35 لوحة ما بين طبيعة حية وصامتة وشخصيات ورسم تكعيبي، تضمنت عدة عناوين عن التراث الفلسطيني، مؤكدة أنها شاركت في أكثر من 20 معرضاً داخل قطاع غزة.

وعن علاقة الفن التشكيلي الذي أبدعت فيه وانتمت إليه مؤخراً كفنانة تشكيلية معروفة في قطاع غزة، ودراستها الجامعية «تخصص التجارة»، أكدت خلود أنه لا توجد أي علاقة بين التخصصين.

وقالت: «بالرغم من أنني خريجة تجارة، ولكني لم أجد نفسي بهذا التخصص، واشتغلت به لمدة سنة واحدة فقط، ولكن كنت أشعر بأن هناك شياً ناقصاً يدعوني إلى تغيير مساري، فكان إن عدلت المسار إلى الفن التشكيلي».

وأضافت: «لا يوجد رابط بين الفن التشكيلي، والتجارة، فالتجارة تعتمد على مكسب والخسارة حتى وإن كانت وظيفة كلها قيود وقواعد يجب أن نسير عليها، لكن الفن رسالة تتبع خيالك وشغفك ورؤيتك، والفنان يجتهد ليسعد الآخرين ويفكر بهم وينقل معاناتهم وهمومهم من خلال رسوماته ولوحاته».

وتابعت: «أنا أم وربة منزل، ولكن بفضل الله أولاً ثم وزوجي وأسرتي، استطعت أن أوفّق بين رعاية لأسرتي وبين شغفي للفن ومواصلة رسم لوحاتي ومشاركتي في المعارض المختلفة».

وعن رسالتها التي تريد أن توصلها كفنانة تشكيلية فلسطينية قالت خلود: «رسالتي هي رسالة سلام ومحبة سلام لكل روح عانت لكل نفس عذبت أتمنى وأرسل لها السلام لتهدأ نفسها وتطمئن وأسعى من خلال لوحاتي وفني أن أوصل هذه الرسالة للجميع».

وأوضحت أنها من خلال لوحاتها ساعدت في خدمة القضية الفلسطينية ونقل الحقيقة، ونقل آهات الناس وآلامهم التي عانوا منها لتكون عين الحقيقة، وتعزيز التراث والهوية.

وتحلم خلود أن تصبح فنانة شاملة ترسم بكل أنواع الرسم وتشارك في معارض فنية خارج قطاع غزة لعرض لوحاتها لتكون عين الحقيقة.