السبت - 04 مايو 2024
السبت - 04 مايو 2024

«تتبع الحجارة».. أول بينالي للفن المعاصر يفتتح أبوابه في الدرعية

يستكشف بينالي الدرعية للفن المعاصر الذي انطلقت نسخته الأولى تحت عنوان «تتبع الحجارة»، مفاهيم فنية وثقافية جديدة تصور أنماطاً مغايرة للحياة، كما يمنح المبدعين مساحة للتفكير وطرح الأفكار ومناقشتها، ويقدم أعمالاً فنية تتنوع ما بين الرسم والنحت والأفلام والأعمال التركيبية والفنون الأدائية.

ويعد بينالي الدرعية الذي ينظم على مساحة 30 ألف متر مربع في حي جاكس بمحافظة الدرعية غربي مدينة الرياض ويستمر إلى 11 مارس المقبل، أول حدث يتطرق إلى موضوعات وممارسات الفن المعاصر في المملكة العربية السعودية.



دخول مجاني



ولفت المدير العام لـبينالي الدرعية، والرئيس التنفيذي للفن المعاصر في الصين، فيليب تينارو، إلى أن الحدث يستعرض أعمالاً فنية صممها نحو 64 فناناً عبر 6 أقسام رئيسية تسلط الضوء على فترات زمنية متنوعة، كما تتطرق إلى مواضيع رئيسية بدءاً من الذاكرة الثقافية والممارسة الاجتماعية والعصر «الإنثروبوسيني» الحالي الذي يركز على تأثير البشر على كوكب الأرض ووصولاً إلى الحداثيات البديلة، فيما تحمل عناوين «عبور النهر» و«المحافظة التجريبية»، «التفكير المحيطي»، «الظهور العلني»، «عالم جديد كلياً»، «فيما يخص الروح» سيستمتع الزوار بمشاهدة.

وأشار إلى أن تذاكر «بينالي الدرعية» مجانية للجميع، ولكن يشترط الحجز مسبقاً، فيما سيمتد الحدث إلى 3 أشهر وسيستقبل الزوار على مدار أيام الأسبوع.

ولفت تينارو إلى أن الأعمال الفنية غير معروضة للبيع والهدف من الحدث هو تقديم الفن السعودي المعاصر ضمن حوار ثري وطرح تصوراته ورؤاه للمشهد العالمي، والشق الآخر تعريف الجماهير السعودية عن قرب على عالم الفن المعاصر.

أبعاد أفقية



ويستعرض البينالي مجموعة من الأعمال الفنية الفريدة من نوعها، من بينها أطول لوحة فنية صممتها ونفذتها أم سعودية تدعى غادة حسن وابنتها الفنانة سارة أبوعبدالله، تحمل عنوان «أبعاد أفقية» وتمتد لمساحة 25 متراً، فيما تعبر اللوحة عن العاطفة المشتركة وتناقش مفاهيم البيت والذاكرة والكون والأحلام والخيال.

كذلك يضم البينالي عملاً تركيبياً ضخماً بعنوان «خريطة العالم» بطول يصل إلى 8.48 متر وعرض 3.3 متر، صممته الفنانة السعودية مها الملوح، باستخدام 80 شريط كاسيت، لتعبر عن الهوية السعودية.

أما «الوقوف على أطلال حلب» فهو عمل فني ضخم صممته المبدعة السعودية دانة عوراتي من الطين الطبيعي يعبر عن فناء مسجد بطول أكثر من 20 متراً وعرض يصل إلى 10 أمتار، يتناول مسألة الدمار الثقافي من خلال التطرق إلى جامع حلب الذي تعرض لأضرار بالغة خلال الحرب الأهلية السورية.

حلم مسافر



ويبعث العمل الفني الذي صممه سلطان بن فهد بعنوان «حلم مسافر» الراحة النفسية عند رؤيته، حيث جرى تصميمه من آلاف الخرز الملون.

وأفاد «الرؤية» سلطان بن فهد بأن العمل الفني التركيبي عبارة عن خيمة خيالية تأتي بزخارف منبسطة وأرضيات خداعية وستائر تحمل أشكالاً هندسية ورسومات جدارية تصور شعائر الحج وصوراً من القرآن الكريم، فيما يعكس العمل الفني مشاعر الحجاج والرحلات الإسلامية الروحية.

وتابع: كما يستحضر العمل الفني لحظات السمو الروحاني واستحضار طاقة التجلي العليا التي ينالها الحجاج من رحلاتهم إلى مكة.

100 حدث



اعتبر المشرف العام على الشؤون الثقافية والعلاقات الدولية في وزارة الثقافة السعودية ونائب رئيس مجلس أمناء مؤسسة بينالي الدرعية، راكان الطوق، البينالي نقطة لالتقاء العالم ومنصة لاستعراض أفضل منتوجات الفن والإبداع، لافتاً إلى أن البينالي يوجه الدعوة للجميع للتأمل واستشراف آفاق واسعة من التجارب الفنية والإبداعية والتعرف إلى الحراك الثقافي المحلي والدولي وإطلاق مسارات مهنية جديدة.

ونوه راكان الطوق إلى أن وزارة الثقافة السعودية ومؤسسة بينالي الدرعية تحرص على إطلاق العديد من المبادرات والبرامج الثقافية، ومن المخطط أن يتم الكشف عن أكثر من 100 حدث ثقافي جديد خلال الفترة المقبلة من موسم الشتاء الحالي، من بينها مهرجان سينمائي دولي وأول مؤتمر دولي للفلسفة وآخر للموسيقى الدولية ومؤتمر للأزياء بالمملكة.

بينالي فنون إسلامية



توقعت الرئيس التنفيذي لـبينالي الدرعية، آية البكري، أن يستقطب البينالي أكثر من 200 ألف زائر خلال فترة تنظيمه، كاشفة عن عزم السعودية على تنظيم أول بينالي للفنون الإسلامية خلال العام المقبل (2022)، ليسلط الضوء على أهمية الفنون الإسلامية وتعزيز التواصل بين شعوب العالم أجمع.

وتابعت «إن مؤسسة بينالي الدرعية ستحرص على تنظيم كل من بينالي الفن المعاصر وبينالي الفنون الإسلامية كل عامين، فيما ستمتد فعالياتهما إلى 3 أشهر بالعام الواحد».

برامج ثقافية



وتنظم مؤسسة بينالي الدرعية سلسلة من البرامج الثقافية العامة ضمن أنشطة البينالي، وذلك بالتعاون مع شركة آية ورنيم للاستشارات الفنية، والتي تخاطب تطلعات الجمهور المحلي والزوّار الدوليين الذين يطمحون في خوض تجربة ثقافية وإبداعية غامرة على مدى 3 أشهر.

وستوفر النقاشات التي تُقام خلال الأسبوع الافتتاحي من 11-15 ديسمبر حواراً مُثمراً بين مختلف الثقافات، يُتيح التبادل الفكري بين الفنانين والمقيمين وقادة الفكر المبدعين من جميع أنحاء العالم مثل الدكتورة زهرة الغامدي والسير ريتشارد لونج ولولوة الحمود وهان منيوين وأيمن زيداني وتيمور سي كين وغيرهم.