يستقبل معرض «إمارات الرؤى 2: سردٌ ووعد» زواره بعد غد الجمعة في منارة السعديات بأبوظبي ليستقبل المهتمين بالفنون التشكيلية والتركيبة والرقمية، فيما يوثّق المعرض الذي يعقد ضمن فعاليات الدورة الـ19 من مهرجان أبوظبي 2022، منجز التشكيل الإماراتي خلال نصف قرن ومراحل تطور الحركة التشكيلية محلياً.
ويضم المعرض نحو 100 عمل فني من بينها 15 عملاً «تكليف حصري»، فيما تعود الأعمال الفنية إلى 62 فناناً بالإمارات عملوا على تنفيذها على مدى 54 عاماً، علماً أن الأعمال الفنية غير مخصصة للبيع، ولكنها تسلط الضوء على الإبداعات الفنية وطرق استغلال الفن في حماية البيئة والطبيعة، والتطور الفني الملحوظ على المستوى المحلي.
ويمتد المعرض على مدار ثلاثة أشهر حتى 16 أبريل المقبل، وسيتمكن الزوار من حضور ندوات حوارية وورش العمل وجولات إرشادية بالمعرض خلال فترة انعقاده، علماً أن المعرض يعتبر فرصة للمهتمين بالفنون للاطلاع على أعمال متفردة للفنانين الإماراتيين في مجالات الرسم والتصوير الفوتوغرافي.
أعمال نادرة
ويحتفي المعرض الذي تنظمه مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون بمرور 50 عاماً على تأسيس الإمارات، وذلك تحت شعار «فكر الإمارات: ريادة إبداع- حرفية إنجاز- بناء حضارة»، علماً أن المعرض يضم مجموعة من الأعمال الفنية النادرة، بما فيها أول مؤلفة موسيقية مكتوبة على وفق نظام الدرجة الجزئية متعددة الأصوات والتي أعدها مبتكر النظام، الباحث والمؤلف الموسيقي قتيبة النعيمي، ذلك إلى جانب عدد من الأعمال الفنية المصممة من الأدوات المطبخية وعبوات الأطعمة المعدنية، بهدف الإسهام في الحفاظ على البيئة.
تطور الفنون
وقالت مؤسس مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، المؤسس والمدير الفني لمهرجان أبوظبي، هدى إبراهيم الخميس "إن المعرض يحتفي بمنجز خمسة عقود من الفن التشكيلي في الإمارات، ويروي سرداً لا يتوقّف، مجسّداً مبادئ الإبداع والابتكار والتعاون التي ميّزت مسيرة نشوء وتطوّر مشهد الفنون التشكيلية في الإمارات."
وأضافت «إن معرض «إمارات الرؤى 2» سيجول العالم في محطاته القادمة، طارحاً موضوعات عدة بينها «الوطن والذاكرة» حيث تتجلى فكرة الوطن، وذكريات الفنان ونشأته، استكشافاً للمعنى الأوسع للانتماء، وموضوع «طبيعة الوطن وناسه»، حيث يصبح الوطن الرؤى والمرآة، بين الثبات والتحول، وطبائع أهله بين الأصالة والحداثة.«
وأوضحت «إن موضوع «ائتلاف واختلاف» يفتح لنا مساحات التقارب والتعدد، فالمكان يقرّب الناس من بعضهم بعضاً بعلاقات إنسانية تحتضن التعددية والتنوع، على الرغم من اختلاف الثقافات والتوجهات، وفي موضوع «اللغة والهوية»، يبحث المعرض في وسائل التواصل التي تمكننا من الحوار وتجعل من التعاون الحضاري أمراً واقعاً، وأخيراً يتناول المعرض «التحول الاجتماعي» والتغيير الحاصل في الأنماط المجتمعية، بما في ذلك الميول والأعراف، والهيكليات الناظمة للزمن والمكان، يكرّم معرض «إمارات الرؤى 2» الفنان الراحل كريستو لفكره الخلاق الذي تحدى المستحيل، ولدوره الملهم في صقل مهارات الفنانين الشباب وتفانيه في احتضان المواهب الفنية في الإمارات والعالم».
ويسلط المعرض الضوء من خلال أعماله الفنية على أهمية الرسم، والتصوير الفوتوغرافي، والأعمال التركيبية ثلاثية الأبعاد، والأعمال السمعية والمرئية، ودورها في استعراض إنجازات الفنانين، كما تقدم الأعمال صورة مؤثرة للمشهد الفني الإماراتي ضمن أرشيف مصمم بعناية من كلمات الفنانين، والتذكارات، والمقابلات المسجلة، والصور الفوتوغرافية، عبر مزج أصوات القيمين الفنيين والعاملين في المجال الثقافي وأصحاب صالات العرض الفني والغاليريات والتشكيليين لتخطي صيغة المعارض التقليدية، ورسم مشهد فني لا يُضاهى، وتجسيد روحية ماضي الإمارات وحاضرها بالسرد وتشكيل مستقبلها بوعد الازدهار الدائم والتطور المستمر.
أنغام موسيقية
وسيتسنى للزوار الاستماع إلى الألبومات الجديدة المطروحة، التي تضم: ألبوم «اسمك» لمغنية البوب السعودية تام تام، و«حكايات: حكايا سيمفونية» لإيهاب درويش، وأول ألبوم لفرقة محطة جاز القاهرة، التي تضم فنانين شباباً من مصر وتركيا والبرتغال وإيطاليا، بالتعاون مع مهرجان «إيكزون بروفانس»، إضافة إلى ألبوم «كونشيرتو البيانو رقم 1» لعمر الرحباني، والذي يمزج فيه الموسيقى من أصوله اللبنانية والعربية مع موسيقى الباروك الأوروبية لكبار مؤلفي الموسيقى الكلاسيكية العالميين أمثال باخ وفيفالدي، والأنغام الهندية المعقدة، والإيقاعات البرازيلية النابضة بالحياة.
كما يدعم المهرجان، إصدار مجموعة «رحلة مع آلة العود العربية»، المؤلفة من قرصين من نوع CD وقرص DVD مع كتيب يشكل أرشيفاً شاملاً لأهم آلة موسيقية في المنطقة العربية بالتعاون مع مؤسسة التوثيق والبحث في الموسيقى العربيّة، إلى جانب الابتكار الموسيقي الرائد «نظام مقام موسيقي بوليفوني متعدد الأصوات»، للمؤلف الموسيقي والباحث العراقي البلجيكي قتيبة النعيمي، الذي سيغير طريقة فهم الموسيقيين حول العالم للموسيقى العربية.
وسيعرض خلال معرض «إمارات الرؤى 2: سردٌ ووعد»، الفيلم القصير «عبور» للمخرجة والفنانة الإماراتية نجوم الغانم، والذي صمم خصيصاً للجناح الوطني في بينالي البندقية 2019 تحت إشراف القيمين الفنيين سام بردويل وتيل فلراث، مؤسسي «آرت ري أوريانتد».
كما يكرم معرض «إمارات الرؤى 2» الراحل كريستو جافاشيف، عن منجز حياته وإرثه الفني ومسيرته الإبداعية الملهمة وإسهاماته في إثراء نهضة الثقافة والفنون من خلال مجسماته وأعماله النموذجية.
مهرجان أبوظبي
يعتبر مهرجان أبوظبي الذي أسس عام 2004 أحد أبرز فعاليات الثقافة والفنون في العالم والاحتفالية الأعرق في المنطقة، لإسهامه في إثراء الرؤية الثقافية لأبوظبي، وترسيخ مكانتها كوجهة ثقافية رائدة وعاصمة عالمية للثقافة والفنون، ومحطة لقاء للثقافات العالمية.
ويشارك في دورة المهرجان لعام 2022، أكثر من 1000 فنان من مختلف أنحاء العالم، ويشهد الحدث أكثر من 300 فعالية واقعية ورقمية، إلى جانب جولتين موسيقيتين عالميتين، و17 عرضاً لأول مرة عالمياً.