الخميس - 02 مايو 2024
الخميس - 02 مايو 2024

«البحث عن علا».. كوميديا اجتماعية مرصعة بالنجوم

منذ بدء عرضه على منصة «نتفليكس» في الثالث من فبراير الحالي يحقق مسلسل «البحث عن علا» الذي يخرجه هادي الباجوري وتلعب بطولته هند صبري مشاهدات مرتفعة وضعته على قمة الأعمال الأكثر مشاهدة على المنصة حالياً.

المسلسل تجربة إنتاجية جديدة لـ«نتفليكس»، حيث تقوم هند صبري، بجانب التمثيل، بدور المنتج المنفذ للعمل من خلال شركتهاSalam prod بالتعاون مع partner pro ومعها المنتج المنفذ أمين المصري.

يعتمد المسلسل على عدة عوامل للجذب، منها أسماء النجوم المشاركين في العمل ومنهم هاني عادل وسوسن بدر وندى موسى ومحمود الليثي، بجانب عدد كبير من النجوم الذين يشاركون كضيوف شرف، ومنهم يسرا وشيرين رضا، اللتان ظهرتا في الحلقة الأولى، وخالد النبوي الذي ظهر في الحلقة الثانية، وفتحي عبدالوهاب ودينا وغيرهما.

العامل الثاني هو استغلال النجاح الكبير الذي حققه مسلسل «عايزة أتجوز» منذ نحو 12 عاماً، والذي أخرجه رامي إمام ولعبت بطولته هند صبري عن سيناريو غادة عبدالعال وكتابها الذي يحمل الاسم نفسه، والمكتوب كيوميات لطبيبة صيدلية شابة تبحث عن زوج، ويتقدم لها عدد من الرجال غير المناسبين، إلى أن تعثر أخيراً على فتى أحلامها الوسيم، الرومانسي، الثري.

مسلسل “البحث عن علا” هو امتداد لمسلسل «عايزة أتجوز»، بالرغم من أن صناع العمل ينكرون أنه جزء ثانٍ له. فهو يدور حول حياة البطلة نفسها التي تحمل اسم علا عبدالصبور بعد أكثر من عشر سنوات زواج، وقد تحولت إلى ربة بيت وأم لطفلين، تعيش حياة زوجية رتيبة وممتلئة بالمشاكل مع زوجها هاني عادل، الذي يطلب الطلاق فجأة، ما يتسبب في صدمة مدوية لعلا تحاول الخروج منها. المسلسل كتبته أيضاً غادة عبدالعال بمشاركة مها الوزير.

رغم التشابهات هناك اختلافات أساسية أيضاً، منها أن العمل يدور في 6 حلقات فقط وليس 30 حلقة مثل «عايزة أتجوز». هذا التطور الذي يعكس تأثير المنصات الإيجابي على الإنتاج الدرامي وعلى عادات المشاهدة لدى الجمهور، ضمن للعمل دراما قوية سريعة ومكثفة، كما أن عرض الحلقات الست بالتزامن يوفر للمشاهد إمكانية الاستمتاع بالعمل في زمن قياسي ربما يصل إلى خمس ساعات فقط من المشاهدة المستمرة.

«البحث عن علا» يعكس أيضاً التطورات الاجتماعية التي حدثت في مصر والعالم العربي خلال العقد الأخير، فبعد أن كان جل طموح علا عبدالصبور أن تتزوج من رجل كامل الأوصاف ينفق عليها ويجعلها تعيش كملكة متوجة داخل الحرملك، ورغم أن علا تحصل على ما تتمناه، وتنتقل اجتماعياً وطبقياً إلى مستوى جديد أرقى، إلا أنها تدرك أيضاً أن الزواج هو أمر مختلف عما كانت تتخيله، وأن مشاكل المرأة لا تنتهي بالزواج، بل ربما تبدأ به. وعندما يخبرها زوجها أنه لم يعد يتحمل ضغوط الزواج وشخصيتها المتوترة وأنه يرغب في الطلاق تنهار حياة علا لبعض الوقت، ولكنها سرعان ما تتدارك نفسها وتحاول أن تبحث عن نفسها من جديد من خلال العمل والاستقلال المادي والنفسي عن الرجال.

تجيد هند صبري لعب دور المرأة الناضجة، كما أجادت منذ 12 عاماً لعب دور الفتاة العزباء الساذجة، ويتسم أداؤها، وبقية أداء الممثلين بشكل عام، بحس كوميدي ساخر، لا يصطنع الفكاهة ولا يستدر الضحكات، ولكنها فكاهة ناضجة نابعة من تأمل أحوال المجتمع ومؤسسة الزواج في عصر بات يتسم بالعصبية ونفاذ الصبر وإحساس المرء المتزايد بفرديته واستقلاله.

ويؤكد مسلسل «البحث عن علا» موهبة المخرج هادي الباجوري باعتباره واحداً من أفضل مخرجي الأعمال الاجتماعية العاطفية، وقدرته على إدارة الممثلين ليؤدوا أداء طبيعياً خالياً من المبالغة والافتعال، ويستخدم الباجوري واحدة من أشهر التقنيات التي استخدمها مسلسل «عايزة أتجوز»، وهي حديث علا المباشر للكاميرا والمشاهدين، لتحقيق نوع مميز من الفكاهة، ولرسم مسافة تأمل وتفكير بين المشاهد والعمل.