الاثنين - 06 مايو 2024
الاثنين - 06 مايو 2024

«أمهات زمن الكرخ السعيد» على طاولة نقاش «الثقافي العربي»

«أمهات زمن الكرخ السعيد» على طاولة نقاش «الثقافي العربي»

نظم النادي الثقافي العربي جلسة أدبية استضاف فيها المؤرخ الدكتور عبدالستار الراوي للحديث عن كتابه «أمهات زمن الكرخ السعيد» وحاوره الصحفي محمد ولد محمد سالم، بحضور عدد من المهتمين والمثقفين.

في تقديمه للأمسية قال محمد ولد محمد سالم «نلتقي اليوم بالأستاذ الجامعي المفكر العراقي صاحب الكتب في التاريخ وفلسفة العقل صاحب الكتب: فلسفة العقل، وثورة العقل مدرسة بغداد الاعتزالية، التصوف والبارسيكولوجي، العقل والحرية، مناهج البحث في العلوم الطبيعية، نلتقي به في موضوع فلسفي ووجداني وفكري واجتماعي، هو موضوع الأمهات من خلال نظرة في كتابه (أمهات زمن الكرخ السعيد).



وتابع: هذا الكتاب سيرة للأمهات وبالذات والدته وصاحباتها، ليس ذلك فقط، ولكنه سيرة للأمهات في كل زمان ومكان، ولا شيء أقدس في العلاقات الاجتماعية من علاقة الأم بابنها أو بنتها، كل العلاقات يمكن أن تتقطع عراها إلا هذه العروة، عروة الأمومة.

واستهل الدكتور عبدالستار الراوي «كتاب أمهات زمن الكرخ السعيد» ليس كتاباً تاريخياً، ولكنه وقوف في محراب الأمومة، أنا لا أتحدث عن مرئيات ما وراء المكان أو الزمان، أتحدث عن بيئة ربما الفردوس «يوتيوبييا»، التي كتب عنها كثيرون، وهي عندي فردوس الأمومة الذي يتكون من لحم ودم ومشاعر بيضاء كالفجر.

وأضاف الراوي أن الكتاب هو سرد لتجربة حياة حقيقية عشتها وأنا طفل، في دربونة «زنقو» في بغداد، التي كان فيها أحد عشر منزلا، في كل منزل تعيش فيه خمس عوائل، وكنت محظوظا بأنني رضعت كل أمهات هذا الزقاق فأصبح لي أخوة وأخوات بلا حصر.



يتحدث عن الراوي في الكتاب عن نماذج إنسانية لنساء وكذلك رجال مثل أمه مليكة صالح وماهيه وسكنه والوليّ حسين العيشة وأمه المقعدة والحمال عمر العزاوي وزوجته، شخصيات عشن في ذلك الحي وضربن المثل في العطاء والتضحية والإيثار والحب، ويسرد في ذلك قصصاً تتجاوز حد الخيال، لكنها حقيقية عاشها لأن الراوي بكل تفاصيلها وجمالها.

يشكل كتاب أمهات الكرخ دفاعاً عن القيم الإنسانية النبيلة، وعن الحي البسط والزقاق الصغير وعلاقاته الحميمة، وبيوته المفتوحة على العطاء والحب والخير، وعن التواصل الإنساني المكاني في زمن انتقل فيه التواصل إلى الفضاء الافتراضي. ويقول الراوي: "هذا التواصل الذي يصفه فلاسفة الأخلاق بالتواصلية هو الذي يجب أن ندافع عنه كبشر، لأن التواصل الإلكتروني زائف، ووهمي في كثير من الأحيان، لأننا أمام أشخاص افتراضيين وقد يكونون ربوت، ولكن هذا التقدم الذي يحسبه الآخرون تراجعاً في موضوع القيم هو في الحقيقة عودة، ورفع جوانب من جوانب الأخلاق".