الاحد - 19 مايو 2024
الاحد - 19 مايو 2024

مهرجان أبوظبي يحتفي باليوم العالمي للغة الأم

ضمن فعاليات دورته التاسعة عشرة تحت شعار «فكر الإمارات: ريادة إبداع- حرفية إنجاز- بناء حضارة»، استضاف مهرجان أبوظبي في معرض «إمارات الرؤى 2.. سردٌ ووعدٌ» بمسرح منارة السعديات، ندوة حوارية بمناسبة اليوم العالمي للغة الأم؛ سلطت الضوء على أهمية اللغة في إبراز الهوية الثقافية وتوصيل الأفكار والتعبير عن المشاعر.

وشارك في الندوة الحوارية، التي أدارتها الدكتورة كورين ستوكس، محاضر أول مادة اللغة العربية في جامعة نيويورك أبوظبي، الدكتور علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية، أمين عام جائزة الشيخ زايد للكتاب، والأستاذ سلطان العميمي، رئيس مجلس إدارة اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات، مدير أكاديمية الشعر، وتاج السر حسن، الخطاط والفنان التشكيلي الملقب بشيخ الخطاطين.



وناقشت الندوة العلاقة الجوهرية بين اللغة والخط والفن، والثقافة والهوية الثقافية بشكل عام، وقدرتها الرمزية والإيمائية على تحقيق التواصل مع الآخرين، حيث رأت هدى إبراهيم الخميس، مؤسِسة مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون والمؤسس والمدير الفني لمهرجان أبوظبي، أنّ الندوة الحوارية المميّزة تأتي احتفاءً باليوم الدولي للغة الأم، وتقديراً للغتِنا العربية لغة الإعجاز التي خطّت إرث بلاد وصنعت سيرة الحضارة.

وقالت: «خمسون عاماً من عمر دولتنا شهِدْنا خلالها تنظيم أعرق معارض الكتب، وأهمِّ الملتقيات الثقافية والندوات الحوارية، وأبرز أمسيات الشعر وورش الكتابة والقصة والنثر، واستمتعنا ببهاء الشعر العربي الفصيح والنبطي، برعايةٍ كريمة من سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد عبر برنامَجَيْ (أمير الشعراء) و(شاعر المليون)».

وتابعت: «طوال خمسٍ وعشرين سنة منذُ تأسيس مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، آمنّا بثلاثية الفن والموسيقى والكلمة، فعقدْنا شراكات التأليف والنشر مع اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات ودور النشر الإماراتية، وأصدرنا أمهات الكتب والمؤلَّفات، وأطلقنا رواق الفكر ورواق الأدب والكتاب، ركيزَتَيْن للمعرفة فكراً ونشراً وأدباً، كل هذا بحضور عالمي في كبريات المسارح بالكلمة والموسيقى، ومنها الأمسية التاريخية لأول مرة في كارنيغي هول نيويورك، في اليوم العالمي للغة العربية، بالتعاون مع الأمم المتحدة».

وختمت بالقول: «لنحتف بالكلمة، بلغتنا العربية، نثراً علّم العالم أبجديةَ المعارف، وشعراً تغنى به الشعراءُ، إيقاعاً ونبضاً وموسيقى، من معارف الجاحظ في الإنسان والكون، وعبقرية المتنبي، إلى حماسة أبي تمام، ووصف البحتري، وصولاً إلى قبّاني العاشق، ودرويش الإنسان، وسيّاب أنشودة المطر».



ومن جهته، طرح د. علي بن تميم في مداخلته، سؤال اللغة الأم أم لغة الأم، منذ هيرودوت أبي التاريخ وصولاً إلى الشعراء العرب منذ الجاهلية، منتقلاً إلى العلاقة الأقرب بين اللغة والأم ولسانها الأول كما في شهادة جوليا كريستيفا، متوقفاً عند أبي الطيب المتنبي الذي أكسب اللغة العربية ميزتها منذ تلميحه بشوقه إلى جدته التي كاتبها شعراً في قصيدة نجوى وألم وبكائية دامية، وهي التي اكتسب منها مخزونه اللغوي وعوالم العربية الفارعة، ذاكراً قصيدة درويش في الحنين إلى أمه، واستشهد د. علي بتعريف محمود درويش للغة، معتبراً أن اللغة وجه من أوجه السلام بين أهل الأرض.

وختم د. علي بن تميم باعتبار اللغة جالسة على عرش العلوم بعدما قوض علم اللغة مكانة الفلسفة على هذا العرش، فاللغة بيت الكينونة، ولا تعزو إلى رؤية أحادية بل تعددية غير جامدة، وإلّا فستكون مهددة بالانقراض والتلاشي، إذ إنّ فكرة الهوية بالنسبة للمغفور له الشيخ زايد، طيب الله ثراه، فكرة تعددية متفاعلة تقوم على المثاقفة، تحترم الإنسان في لغته وثقافته ومعتقده.