الاحد - 26 مايو 2024
الاحد - 26 مايو 2024

«تراث الإمارات» يستعرض «نظرة جديدة لتاريخ الخليج العربي الحديث»

«تراث الإمارات» يستعرض «نظرة جديدة لتاريخ الخليج العربي الحديث»

نظم نادي تراث الإمارات في مقر مركز زايد للدراسات والبحوث في البطين محاضرة، عنوانها «نحو نظرة جديدة لتاريخ الخليج العربي الحديث»، تحدث فيها الدكتور فهد بن عبدالله السماري المستشار الثقافي في الديوان الملكي السعودي أمين عام دارة الملك عبدالعزيز الأمين العام لـمراكز الدراسات والوثائق بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.



وألقت فاطمة المنصوري مديرة مركز زايد للدراسات والبحوث كلمة باسم نادي تراث الإمارات، أكدت فيها أن المحاضرة تمثل لقاءً ثقافياً على شرف زيارة الدكتور فهد بن عبدالله السماري للنادي.

وأشارت إلى أن عضوية مركز زايد للدراسات والبحوث في الأمانة العامة لمراكز الدراسات والوثائق التي تمتد لأكثر من 15 سنة تأتي تجسيداً لرؤية نادي تراث الإمارات في توطيد أواصر التعاون مع الجهات المعنية بالتراث والتاريخ في منطقة الخليج.

وأكدت أن المنطقة تعد وحدة تاريخية وتراثية متجانسة تشترك في اللغة والتاريخ وتتشابه لهجاتها وعاداتها وتقاليدها، ولا يمكن الحديث عن تاريخ أي دولة خليجية من دون الرجوع إلى تاريخ الدول الأخرى.



من جهته قال الدكتور فهد السماري، إن دول الخليج العربية استطاعت في فترة قصيرة أن تعيد تعريف مصطلح التطوير والتغيير التاريخي، مؤكداً أن هناك تحولاً كبيراً بدأت تظهر ملامحه اليوم في دراسة التاريخ، وفي التطور الذي طرأ على عدد من الجهات والأفراد، وقال إنه على الرغم من فهم البعض للتغيير بشكل سلبي على أنه تعديل للتاريخ، لكن علينا أن نفهم أن التغيير في الدراسات التاريخية قادم وسيكون قوياً ومؤثراً.

وقال إن مصطلح التغيير والتطوير عندما ظهر كانت له استخدامات كثيرة في المدارس التاريخية الغربية لاسيما الأمريكية، لكن البعض أصبح يسيء استخدام المصطلح على الرغم من أنه مصطلح منهجي دقيق يقوم على إعادة النظر في المصادر التاريخية والمعلومات، ملوّحاً إلى أن هناك حاجة لعودة هذا المصطلح من جديد اليوم في ظل سيطرة الصورة البصرية على الناس.



وشبّه الدكتور السماري الدراسات التاريخية بالتنقيب عن النفط، حيث تحتاج الدراسة إلى اختراق عدة طبقات من المعلومات والمصادر للوصول إلى المعلومة، داعياً الباحثين إلى التعمق في المصادر، منبهاً إلى أن التاريخ بالإضافة لكونه حركة دائبة مستمرة، فهو أيضاً يعني كيف نعي قراءة المستقبل، مشدداً على الحاجة إلى التاريخ في عصرنا الحاضر أكثر مما نحتاج إليه في العصور الماضية.



وقال إنه في الماضي كان الاعتماد على المصدر الأجنبي لدرجة أن بعض الباحثين يقدس تلك المصادر ويعطيها قوة في معلوماتها، بينما لا يلتفت إلى مكامننا الداخلية، منوهاً إلى أن التاريخ أصبح منفتحاً على الجميع وظهرت أدوات جديدة يقدم من خلالها التاريخ، لابد من أن يتم استيعابها، قبل أن يتساءل: "هل نحن كباحثين ومؤسسات مستعدون لهذا التحول؟".



ودعا السماري إلى الاهتمام بالتاريخ الثقافي والاجتماعي في ظل سيطرة التاريخ السياسي على المشهد، إلا أنه توقع انحسار الاهتمام بالتاريخ السياسي مستقبلاً لصالح التاريخ الثقافي والاجتماعي، وخلص إلى ضرورة عودة المؤرخين إلى الثقافة بكافة أشكالها من أجل نظرة تاريخية جديدة لتاريخ الخليج العربي الحديث.