الاثنين - 20 مايو 2024
الاثنين - 20 مايو 2024

الذيد تدشن عرسها الثقافي في «أيام الشارقة التراثية»

وسط أجواء احتفالية ثقافية وتراثية رائعة، افتتح الدكتور عبدالعزيز المسلم رئيس معهد الشارقة للتراث، رئيس اللجنة العُليا المنظمة للأيام، أولى فعاليات الدورة الـ19 من مهرجان أيام الشارقة التراثية في المنطقة الوسطى من الإمارة، حيث سيحتضن حصن الذيد قلب الوسطى النابض باقة من الأنشطة والبرامج والمحاضرات التراثية على مدى أسبوع كامل.



وقال الدكتور عبدالعزيز المسلم: «إن فعاليات الوسطى تتسم بالفرادة والتميز كونها تعكس البيئة التراثية للبادية بشكل خاص، وينطلق شعاعها الثقافي من حصن الذيد الذي تم إحياؤه بتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة -حفظه الله- وبتنفيذ من قبل هيئة (مبادرة) -تنفيذ المبادرات وتطوير البنى التحتية سابقاً- وبالتعاون مع المعهد، حيث أعيد تدشينه في حفل بهيج من قبل سمو حاكم الإمارة في فبراير الماضي، ويمثل أيقونة تراثية خالدة في قلوب وذاكرة أهل المنطقة وفي تاريخ الآباء والأجداد، ويحتل أيضاً موقعاً استراتيجياً وتاريخياً مهماً في الذيد».



في سياق متصل، أفاد المسلّم بأن الأيام الثلاثة الأولى من المهرجان الذي انطلق يوم الخميس الماضي في قلب الشارقة استقبلت ما يقارب 30 ألف زائر، وهو مؤشر يبشر بأن نسخة العام الحالي ستستحوذ على رقم قياسي لمستوى تفاعل وحضور الجمهور للفعاليات في مختلف مناطق الإمارة، منوهاً بأنه في هذا الصدد تم توجيه أفرع هذه المناطق بإجراء إحصاء يومي لأعداد الزوار لحصر إجمالي أعداد الحضور والاستفادة منها في الخطط التطويرية المقبلة للمهرجان، كما تم التوجيه نحو ضرورة إدراج عناصر تراثية مميزة في فعاليات كل فرع، وهو ما ينال متابعة مركزية من اللجنة العليا للمهرجان.



وأضاف أن الدورة الحالية للمهرجان تشمل مشاركة معارض استثنائية مثل معرض ليتوانيا وفرقها الوطنية التي تحيي ساحة التراث برقصاتها الشعبية الجاذبة من خلال ارتداء ملابس العصور الوسطى، فضلاً عن نقل جانب من الثقافة الكورية من خلال معرض صناعة الملابس من ورق الهانجي وهو عبارة عن أوراق التوت الكوري، فضلاً عن مواصلة استقطاب ومشاركة عدد من الطلاب الأجانب المحبين للغة العربية من إيطاليا وإسبانيا وبعض الطلبة الصينيين المقيمين في الدولة.



وأوضح أن أيام الشارقة التراثية نشأ في أروقتها أجيال من شباب وبنات الإمارة وعاشوا مع تفاصيلها منذ أن كانوا صغاراً وشاهدوا كيف تطور المهرجان منذ انطلاقه عام 2003 وحتى الآن، لذا فقد نجح هذا الحدث الثقافي والتراثي السنوي وعلى مدى عقدين في صنع تأثير عميق وشامل ومتنوع في مجتمع الشارقة بشكل خاص وفي الإمارات بشكل عام، وهذا التأثير ينقسم إلى تأثير ثقافي توعوي يرسخ معاني الاعتزاز بالموروث والانتماء للتراث، وتأثير مجتمعي يحفز أفراد المجتمع على صون مفردات التراث ومقتنياته والعادات التراثية في بيوتهم وفي ما بينهم، بالإضافة إلى التأثير الاقتصادي حيث إن الكثير من الشباب والبنات الذين شاركوا في المهرجان اتجهوا لاحقاً نحو تأسيس شركات ومشاريع تجارية خاصة بهم في مجال التراث والموروث الثقافي.