الاحد - 19 مايو 2024
الاحد - 19 مايو 2024

إيطاليا تحتفي بـ«المعجم التاريخي للغة العربية»

إيطاليا تحتفي بـ«المعجم التاريخي للغة العربية»

من فعاليات افتتاح "المهرجان الدولي للغة والثقافة العربية

حمل الشيخ فاهم القاسمي، رئيس دائرة العلاقات الحكومية في الشارقة، رسالة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، إلى المجتمع والمؤسسات الثقافية والمعرفية الأوروبية، حيث ألقى الخطاب الافتتاحي، نيابةً عن سموه، في فعاليات «المهرجان الدولي للغة والثقافة العربية»، الذي تنظمه في دورته الخامسة «جامعة القلب المقدس الكاثوليكية» في مدينة ميلان الإيطالية، وترعاه هيئة الشارقة للكتاب.

ويحتفي المهرجان هذا العام بـ«المعجم التاريخي للغة العربية»، الذي يتم إنجازه ويرى النور بإشراف ودعم صاحب السمو حاكم الشارقة.



وقال الشيخ فاهم القاسمي خلال كلمته: «نؤكد للعالم أن الاعتزاز باللغة والهوية الوطنية والحضارية، ليس فعل انعزال، بل فعل تواصل مع الآخرين على قاعدة الاحترام والتفهم والتفاهم والمساواة».

وأضاف: «إن احترام الهويّة الخاصة وفهم أهميتها لبناء المستقبل، يعني حكماً احترام هويات الآخرين، واللغة كما يتفق الجميع هي مكون رئيسي في الهوية لأنها تساهم في صناعتها بتفاعلاتها مع كل ما تتناوله وبكل ما تعبر عنه، إن اللغة صانعة وجدان وحاملة ثقافة وناقلة رسالة».

وتوقف عند جهود صاحب السمو حاكم الشارقة، في النهوض بواقع اللغة العربية، بقوله: «جسد صاحب السمو حاكم الشارقة أهمية اللغة العربية من خلال مشروع (المعجم التاريخي للغة العربية) والذي صدر عنه 17 جزءاً حتى الآن، وهو المشروع الأضخم من نوعه في تاريخ اللغة العربية، حيث يؤرخ للمرة الأولى لمفردات اللغة العربية وتحولاتها عبر 17 قرناً».

وتابع: «إن منجز المعجم ليس عربياً فقط، بل هو ملك للإنسانية جمعاء، إنه يوثق لتاريخ لغة كانت على تواصل وتماسٍ مباشر مع كافة لغات الأرض، تأثرت وأثرت بها، وتركت آثاراً متبادلة في الفنون والآداب وحتى في اللغات واللهجات المنطوقة، ولعل خير دليل، هو ما نحتفظ به حتى الآن من كلمات إيطالية نتداولها في أحاديثنا اليومية».



بدوره، قال رئيس هيئة الشارقة للكتاب أحمد بن ركاض العامري، خلال كلمته في حفل الافتتاح: «نحن فخورون برعايتنا للمرة الثانية المهرجان الدولي للغة والثقافة العربية، الذي يعد أكبر مهرجان للاحتفاء باللغة والثقافة العربية في القارة الأوروبية، فنحن في الشارقة نعمل ونمضي برؤية حكيمة وضعها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، رؤية تدرك قوة اللغة في تغيير واقع ومستقبل الأمم، وتدعو لتواصل بناء ومثمر، قائم على التكافؤ والوعي بقيمة الذات، وأثر احترام التنوّع، وأهمية الحفاظ على المشترك بين الثقافات والبلدان لمستقبل الإنسانيّة جمعاء».

وأضاف: «إن الأمم تكشف جمالها وعمقها لمن يعرف لغتها، لأن اللغة ليست رموزاً وإشارات للتواصل والحوار، وإنما هي آلية تفكير وأسلوب عيش ومنهج حياة، لهذا نحن سعداء أن نفتح نافذة واسعة أمام الثقافة الأوروبيّة من قلب مدينة ميلان الإيطاليّة للإطلالة على جوهر الثقافة العربية وعمق أصالتها، ونحن في الشارقة فخورون أن نكون سفراء اللغة والثقافة العربية إلى العالم».



من جانبه، قال أمنتوري فانفاني، رئيس جامعة القلب المقدس الكاثوليكية: «نتوجه بالشكر لإمارة الشارقة على جهودها المتواصلة في دعم حوار الثقافات، كما نشكر هيئة الشارقة للكتاب على دعمها المتواصل لرؤية المهرجان ورسالته، وسعداء أن تكون دورة العام الجاري من المهرجان مخصصةً للاحتفاء بالمعجم التاريخي للغة العربية، الذي عملت عليه إمارة الشارقة بدعم وإشراف صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، والذي يمثل اليوم منجزاً كبيراً ليس للعرب وحسب، وإنما للعالم أجمع، لما يقدمه من فتوحات جديدة في التأريخ لواحدة من أقدم وأثرى اللغات في العالم».

وأضاف: «نتطلع من خلال دورة هذا العام من المهرجان إلى استعراض أثر وقوة المعجم التاريخي للغة العربية في تعزيز القيم المشتركة بين الثقافة العربية ونظيرتها الأوروبية، ودعم ركائز التواصل الحضاري، فنحن نرى الشارقة وما تقوده من جهود بوابةً لتعميق العلاقات ليس مع الثقافة الإماراتية وحسب، وإنما مع الثقافة العربية بصورة عامة».