السبت - 04 مايو 2024
السبت - 04 مايو 2024

أدباء: الشارقة ضيف شرف «لندن للكتاب» أمل وحافز لكل المثقفين العرب

أكدت مجموعة من الكتّاب والمثقفين الإماراتيين أن استضافة الشارقة ضيف شرف بمعرض لندن الدولي للكتاب، المقام بدورته الـ49، كأول مشاركة عربية بتاريخ المعرض الذي يعود بعد غياب سنتين إثر ظروف الإغلاق التي فرضتها جائحة كورونا على المملكة المتحدة، تبعث الأمل داخل قلوب وأقلام جميع الكتّاب الإماراتيين والعرب كذلك.

وأفادوا، خلال استطلاع رصدته «الرؤية»، بأن المشاركة ستنعكس إيجاباً على المنتج الثقافي العربي، وستساهم بتعزيز حركة الترجمة للآخر، وإيصال الفكر الثقافي والأدبي العربي للعالمية، مشيرين إلى أن حضور عدد من الكتّاب الإماراتيين مثل: الكاتب عمر سيف غباش، والشاعرة عفراء عتيق، والكاتبة دبي أبوالهول، والباحث في التراث الثقافي الكاتب دكتور عبدالعزيز المسلم وغيرهم، خلال جلسات وندوات المعرض، يعزز مكانة الكاتب الإماراتي والعربي على خارطة الثقافة العالمية، ويمنح الحافز لبقية الكتّاب للاستمرار بالكتابة والتعبير عن ذواتهم وأفكارهم من خلال أقلامهم.



رؤية مستقبلية

قالت الكاتبة الإماراتية د. سعاد الشامسي: "إن مشاركة الشارقة ستساهم بتغيير المشهد الثقافي العربي بلا شك، فهي إثبات لرؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، المستقبلية للأدب والثقافة، ورؤية دولة الإمارات أنها سبّاقة وناجحة بجميع المجالات الأدبية والثقافية والعلمية وجميعها، وأنها دولة ماضية من تميز لتميز، فسيزداد الاهتمام بالأدب والثقافة والنشر المحلي، فضلاً عن زيادة الاهتمام بالكتاب الإماراتيين والعرب كذلك على مستوى العالم بتبادل الثقافات."

وأضافت أن مشاركة الكتّاب الإماراتيين إلى جانب الكتّاب العرب والأجانب بالجلسات سيغيّر حضور الكاتب الإماراتي بالساحة الثقافية، وسيساهم بحركة التبادل الثقافي الذي سينعكس إيجاباً على الإنتاجية الثقافية للكاتب العربي والإماراتي تحديداً. ونتمنى أن تكون حافزاً لرؤية كتّاب جدد على الساحة في ظل تقدمها وازدهارها بهذا الحد.

اقرأ أيضاً: معرض لندن الدولي للكتاب: الشارقة قدمت الكثير لسوق النشر العالمي





المسيرة الثقافية المستدامة

وقالت الكاتبة الإماراتية صالحة عبيد: "مشاركة الشارقة بمعرض لندن الدولي للكتاب ستساهم بتغيير طريقة النظر للمنطقة العربية على أنها منطقة مضطربة وغير مستقرة بإنتاج أدب وثقافة، فاستضافة الشارقة ضيف شرف يعزز المسيرة الثقافية المستدامة التي بدأها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، منذ الثمانينيات، كما أنها تعزز صورة الشرق الأوسط واحتوائه على أجزاء تحافظ على استقرارها ورسم صورة لمستقبل أفضل عنها والمنطقة من خلال أهم الاعمدة التي تحافظ على وجود الإنسان وهي الثقافة، كما أن مشاركة الكتّاب الإماراتيين سيعزز بحضور الهوية الوطنية الإماراتية وستثري الشخصية الإماراتية وقدرتهم على إنتاج أدب إماراتي ثقافي ورصين."





إنجازات متتالية

وقال الكاتب الإماراتي محمد المرزوقي: "عملت الشارقة على تقوية الذراع الثقافية للدولة على مستوى العالم منذ سنوات عديدة، ومشاريع الشارقة كونها عاصمة للثقافة لفترة، ثم عاصمة الكتاب، وعاصمة لكتاب الطفل، كلها إنجازات متتالية حصدتها الشارقة تقوي حضورها الثقافي العالمي، لذلك لم يكن خبر استضافة الشارقة ضيف شرف بمعرض لندن الدولي للكتاب اعتباطياً أو غريباً، بل كنت سأستغرب إن لم تكن الشارقة ضيف شرف، ووجود الكتّاب الإماراتيين سيخلق فرصاً لهم ولغيرهم من كتّاب آخرين في حقول الترجمة ونقل الأدب والثقافة الإماراتية للآخر."



اقرأ أيضاً: المسلم يستعرض بـ«لندن للكتاب» تأثير الحكايات التراثية في تشكيل الوعي





لم يأتِ من فراغ

من جهته، أشار الكاتب الإماراتي عبيد بو ملحة، إلى أن اختيار الشارقة لم يأتِ من فراغ، بل من مكانتها التي تستحقها بالتقديم والإضافة التي تعكس الثقافة بالشرق الأوسط، وقال: "كون صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، باحثاً بالتاريخ واهتمامه بالكتب والأدب والثقافة منذ الصغر، جعل الشارقة تحل منارة في لندن."

وحول انعكاس مشاركة الشارقة على المشهد الثقافي العربي والإماراتي، قال: "بلا شك سينعكس إيجاباً على الكتّاب الإماراتيين والعرب عموماً، خاصةً أن البرامج الثقافية والأدبية الإماراتية تفوق العالم العربي، حتى المؤسسات غير المعنية بالثقافة بشكل مباشر أصبحت تعتني بالثقافة، فالمشاركة تجمع كلاً مِن التعريف والوجود والإثبات والوصول للكاتب العربي عموماً."



التراث الثقافي العربي

من جهتها، قالت الكاتبة إيمان اليوسف: "خلال متابعتي للكثير من المؤسسات والكتّاب الذين سافروا للمشاركة بمعرض لندن للكتاب، شعرت بأن حضور الشارقة ومنذ سنوات طويلة عاصمة عالمية للثقافة والمثقف بجدارة، بقيادة ودعم ورعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وهو والد الثقافة والمثقفين، ونحن ككتّاب ومثقفين نشعر بأنه أب حقيقي لنا، كونه أيضاً كاتباً وباحثاً ومفكراً بالدرجة الأولى قبل كل شيء، كما أنه وقع الاختيار على الشارقة عاصمة عالمية للكتاب عام 2019، وهذا جاء ليكلل مسيرة حافلة بالجهود والكفاح والمحاولات لسنوات طويلة، ولديها أيضاً استراتيجية ورؤى واضحة ومدروسة، فالشارقة تعمل بفهم، ومن منطلق قوة وثقافة عالية، وتتميز بحفاظها على التراث الثقافي العربي، واليوم هي تُتوج هذا النجاح والقادم أفضل بإذن الله."

وأكدت اليوسف أن هذا النوع من المشاركة والظهور الإعلامي، في ظل تخصصها بالدبلوماسية الثقافية والقوى الناعمة، سيلعب دوراً كبيراً في التسويق المدني والأممي، الذي تقوم عليه سياسة العالم اليوم، لافتة إلى أن الشارقة تضع نفسها والمثقف العربي على خارطة عالم مختلفة تماماً وتحافظ على هويتها، وتمنح الدعم لكل من الكاتب والفنان والشاعر والمسرحي العربي.

اقرأ أيضاً: العامري من «لندن للكتاب»: الشارقة مركز صناعة المعرفة في المنطقة



وأضافت: «كما أنها تمنحنا الدعم ليس للسفر بمعارض الكتب الدولية حول العالم، بل كي نستمر بالكتابة والتعبير حتى على صعيد محلي، فيه حراك وتبادل ثقافي حقيقي بين المثقف العربي والعالم أجمع». وأشارت إلى أن حركة الترجمة بالإمارات رائدة في انعكاسها للآخر، وتوجيه النتاج الثقافي العربي والإماراتي للعالم.

وتابعت: "أوجه تحية شكر وتقدير للمرأة الملهمة التي تعبّر عنا جميعاً كنساء عربيات وإماراتيات، الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة الاتحاد الدولي للناشرين، وكل ما تأتي به للمثقف خصوصاً الناشر وكل مَن يعمل في منظومة وقطاع النشر، نحن جداً محظوظون بهم."



عاصمة للحضارة والثقافة

وقالت الكاتبة الإماراتية علياء الحسين، مؤسسة نادي القراء العرب: "احتفاء بريطانيا بإمارة الشارقة كضيف شرف في معرض لندن الدولي للكتاب ما هو إلا تأكيد على الوزن الثقافي العالمي للإمارة. ولا شك أنه حدث تاريخي باعتبار أن الشارقة حلّت كأول ممثل لدولة عربية في هذا التكريم. وأعتقد أن الحدث سيكون له تأثير كبير على المشهد الثقافي في الشارقة وفي دولة الإمارات ككل، فهو يرسخ مكانة الإمارة والدولة في المجال الثقافي والمعرفي في العالم. وبإذن الله وبجهود صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، ورؤية الإمارات، ستغدو الدولة عاصمةً للحضارة والثقافة."