السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

أمسية تتغنى بأجواء رمضان الروحية وبحب الوطن في بيت الشعر

أمسية تتغنى بأجواء رمضان الروحية وبحب الوطن في بيت الشعر

الأمسية ضمت شعراء من مختلف الدول العربية

في أجواء رمضانية هبت نسماتها على قصائد الشعراء ملطخة بنفحات وروحانيات الشهر الفضيل، احتضن بيت الشعر بدائرة الثقافة في الشارقة مساء الثلاثاء 12 أبريل 2022 أمسية شعرية حلق فيها الشعراء بقصائد تراوحت تجلياتها بين الشدو لرمضان وأجوائه الإيمانية النقية، وبين التغني بحب الأوطان وأوجاعها والشوق لها، وحضر الحب بكل جماله وإنسانيته كغرض أساسي.

وشارك في الأمسية كل من الشعراء، أميرة توحيد من مصر، وجمال الجشي من فلسطين، و د. خليل الرفوع من الأردن، و د. عبدالرزاق الدرباس من سوريا، ويونس ناصر من العراق، وذلك بحضور الشاعر محمد البريكي مدير البيت وجمهور كبير من الشعراء والإعلاميين والمهتمين.

أدار دفة الأمسية الإعلامي عثمان حسن، الذي استهل الأمسية باستذكار سيرة الشاعرين عمر أبو سالم ونايف الهريس اللذَين انتقلا إلى الرفيق الأعلى قبل أيام، وأشاد ببيت الشعر في تنظيمه للأمسيات الشعرية ومنها أمسيات شهر رمضان.


وافتتحت القراءات الشاعرة إيمان توحيد بقصيدة نورانية الحرف مرفوعة إلى مقام المصطفى عليه الصلاة والسلام، داعية إلى محاولة الشعور بما تشعر به من اكتفاء وارتواء يستقي من معين النور، معنونة قصيدتها بـ "لو تشعرون" في محاولة ذكية لاستخدام عتبة العنوان في إثارة فضول الحضور، وشد انتباههم. جاء فيها:


قبسٌ تهذبتِ النفوسُ على يدي

ـــهِ وأشرقتْ أرواحنا من سرّهِ

مشكاةُ حقٍّ بعثرتْ سحبَ الدُّجى

فتلألأتْ هذي الدُّنا من فَجرِهِ

وتلونتْ تلك السماءُ بزرقةٍ

خلّابةٍ طُبِعتْ بزرقةِ بحرِهِ

ماءٌ على عطشِ النفوسِ إذا همى

تخضرُّ جناتُ الهوى من خيرهِ


وأتحفت الشاعرة الحضور بقصيدة أخرى، جاءت روحانية هائمة في ملكوت المحبة بعنوان " تشتاقك الأنفاس"، جاء فيها:

ونثرتُ فوقَ الغيمِ حبَّاتِ الدُّعا

حتى تنزَّلَ غيثُهُ بجوابِ

وعلى براقِ العفوِ قد عرجَ الفؤا

دُ إلى فضاءِ الحبِّ دونَ حِجابِ

والرُّوحُ رَقَّتْ ثم شفَّتْ عن حني

ـــنٍ للقاءِ مُضَمخٍ برُضابي

يا آيةَ الرحمنِ ما حجبَ النوى

نوراً تنزَّلَ عاكفاً برحابي


الشاعر جمال الجشي من فلسطين افتتح قراءاته بقصيدة بعنوان "سراعاً تمر"، مشيراً إلى قلق الإنسان الدائم من عبور السنين وما تحمله في عبورها من أعمارهم وأعمالهم، وما يلحقون به خلالها وما لا يدركونه.


وتناول الجشي الأحداث واتخذ من النصح والوعظ زورقاً أبحر بالحضور عبره في بحور الحكمة والتجربة، واختتمها بالدعوة لنيل الخير والفلاح، جاء فيها:

سِـــراعًــا تَــمــرُّ عَـلـيـنـا الـلّـيـالـي

تُــرامــي خُــطـانـا لـحِـضْـنِ الــمَـآلِ

شَــبـابٌ يــولّـي ويَـفـنَـى مَـشـيبٌ

وَكُـــــلٌّ يَــســيـرُ لِــيَــومِ الــسُّــؤَالِ

تَـــــزَوَّدْ بِــتَــقـوىً لِــيـومِ الــتَّــلاقِ

لَــعـلَّ الــصّـلاحَ يَــقـي مِـــنْ وَبــالِ

تَـــضَـــرّعْ وَنـــاجِ إِلــهـًا غَـــفُـــوراً

لِـتَـمـحـوْ ذُنــوبـاً كَــمِـثـلِ الــجِـبــالِ

ثم تغنى للشام محباً ومواسياً في قصيدة بعنوان: "يا شام صبراً"، جاء فيها:

خَلَـتِ الدِّيارُ فَـلا أنـيـسَ بِـهَـا

وَكَـبـا عَلـى أَسوارِهـا الوَردُ

واهاً عَــلـى رَيَّـــا نَـسـائِـمِهَـا

وَبَـــلابــلٍ بِـريـاضِـهَـا تَــشْــدوْ

يـا شـامُ صَـبرًا صَـبْرَ مُصـطَـبِـرٍ

فـالـصَّـبرُ بـاطِـنُ مُــرِّهِ الـشَّـهْدُ


ثم قرأ بعده الشاعر الأردني خليل الرفوع الذي احتل المكان الدلالة الشعرية الرمزية الرئيسية لذاته الشاعرة، حيث شدا لقريته التي يرتبط بها وجدانه وتهفو إليها عاطفته، في قصيدة بعنوان: " إلى قريتي بصيرة"، مأوى ومنتهى، ويدل عنوانها على أمنية مضمرة للشاعر بأن يعود إليها يوماً كنهاية جميلة تجمعه بمعشوقته، جاء فيها:

بُـصَــيْـرةُ يا بدايةَ كلِّ عشْـق

ويا بوحَ الرّوابي للوِهاد

سألتُكِ إنْ تناجَى القومُ دوني

وعادتني الخطوبُ مع العوادي

فكوني لي كؤوسًا من صَبوحٍ

تُسـاقي ظِمْءَ أنفاسي وضادي


الشاعر السوري د. عبدالرزاق الدرباس افتتح قراءته بتحية لشارقة الشعر وبيت شعرها العامر بالمحبة في قصيدة لا تخلو من تجليات رمضانية مضيئة الحروف قال فيها:

شهد بشارقة الهوى ينساب

ويعرش النسرين واللبلابُ

قمر القوافي ساهر يبني لنا

سفن السلامة والمحيط خرابُ

والشعر يجمعنا بدافئِ بيته

شغفاً فتضرب للجمال قبابُ