الجمعة - 03 مايو 2024
الجمعة - 03 مايو 2024

أعمال فنية مسروقة لرواد عراقيين تعرض في بغداد بعد استعادتها

أعمال فنية مسروقة لرواد عراقيين تعرض في بغداد بعد استعادتها

وافتتحت وزارة الثقافة نهاية شهر مارس في قاعة كبيرة معرضاً جمع أعمال فنانين رواد في الرسم والنحت كانت سُرقت عام 2003

في بغداد، بات في إمكان الجمهور أن يتمتع من جديد بلوحات لمناظر طبيعية وأعمال نحتية تمثل جزءاً من الإرث الفني التشكيلي العراقي الذي فُقد جراء السرقة والنهب عقب حرب عام 2003، في معرض يضم نحو 100 من أعمال استعادتها البلاد خلال السنوات الماضية.

وافتتحت وزارة الثقافة نهاية شهر مارس في قاعة كبيرة معرضاً جمع أعمال فنانين رواد في الرسم والنحت، كانت سُرقت عام 2003 من أكبر المراكز الفنية في بغداد الذي كان يضم آلاف اللوحات والأعمال النحتية التي ما زال مصير أغلبها مجهولاً.



وتحمل القاعة اسم أشهر الفنانين العراقيين الرواد فائق حسن، وتضم قرابة 100 لوحة رسم وعمل نحتي تمت استعادتها من الولايات المتحدة وإيطاليا وسويسرا والأردن وقطر.



اقرأ أيضاً: استمرار «إمارات الرؤى 2: سردٌ ووعد» في نسخته الافتراضية

ويقول مدير عام دائرة الفنون العامة التابعة لوزارة الثقافة الفنان التشكيلي فاخر محمد «هذه الأعمال المعروضة تعود لمعلمي ورواد ونخبة الفن التشكيلي في العراق تعرضت لأضرار أثناء سرقتها عام 2003، وهي تمثل جزءاً من تاريخ الفن العراقي المعاصر».

ويضيف «لكن تمت صيانتها وتأهيلها في زمن قياسي».



وأُنجزت تلك الأعمال في فترات مختلفة انطلاقاً من مطلع الأربعينيات، ويعود تاريخ بعضها إلى حقبتَي الخمسينيات والستينيات.

وتتنوع أساليبها الفنية ومدارسها، لكن معظمها مستقاة من الواقع والبيئة الاجتماعية.

وتبرز لوحة «الأهوار العراقية» في واجهة الأعمال الواقعية، وهي مستوحاة من منطقة الأهوار الساحرة في جنوب البلاد حيث تطفو بيوت القصب والزوارق الخاصة المعروفة بـ«المشاحيف».



ومن الأعمال اللافتة للأنظار، لوحة كبيرة للفنان فائق حسن تظهر فيها انتفاضة الناس البسطاء ضد الحرمان والفقر، وقد أنجزت عام 1967 وتطغى عليها الألوان القاتمة والوجوه الفزعة الهاربة من أماكن محترقة.

وهناك أيضاً تمثال الأمومة لجواد سليم، وهو تمثال خشبي استعاده النحات العراقي طه وهيب مقابل 200 دولار دفعها لشخص كان يقتني التمثال من دون أن يعلم قيمته التي قد تصل إلى مئات آلاف الدولارات، وفق ما يقول الفنان.

كما توجد أعمال تعود لنخبة من أبرز الأسماء الفنية العراقية مثل عبدالقادر الرسام وكاظم حيدر وجميل حمودي ونوري الراوي وإسماعيل الشيخلي وحافظ الدروبي وشاكر حسن آل سعيد ونوري مصطفى بهجت وعبدالكريم محمود وسعد الكعبي.



وكانت الأعمال المستعادة معروضة قبل 2003 في أحد أكبر المراكز الفنية العراقية في العاصمة والذي كان يعرف بـ«مركز صدام للفنون»، وقد تعرّض لعملية نهب وتخريب وحشية، إذ قام السارقون بتمزيق اللوحات بآلات حادة لتجريدها من إطاراتها الخشبية حتى يسهل حملها.



اقرأ أيضاً: معرض لفنون الرموز غير القابلة للاستبدال في إنفينيتي دي لوميير

ويشير محمد إلى الأعمال التي ما زالت في المخازن والتي تنتظر ترميمها، مشيراً إلى أن جزءاً منها تعرض أيضاً إلى أضرار ناتجة عن «طريقة التخزين غير المثالية طيلة السنوات الماضية بعد استعادتها».



ويتابع «نعمل الآن على تهيئة أكثر من قاعة لاستيعاب بقية الأعمال».

ويضيف «يجب أن تفتح المتاحف للناس و لا تبقى هذه الأعمال مسجونة في المخازن».