السبت - 04 مايو 2024
السبت - 04 مايو 2024

«أبوظبي للكتاب» ينظم ندوة «طه حسين: بصيرة عقل»

ضمن جلساته الاحتفالية بالشخصية المحورية عميد الأدب العربي، استضاف معرض أبوظبي الدولي للكتاب، الذي ينظمه مركز أبوظبي للغة العربية، التابع لدائرة الثقافة والسياحةأبوظبي، ندوة حوارية بعنوان"طه حسين: بصيرة عقل".

شارك في الندوة كلّ من الدكتورة إيناس عبدالدايم، وزيرة الثقافة المصرية، والدكتور عمّار علي حسن، الروائي والناقد والباحث في مجال العلوم السياسية، والدكتورة الأكاديمية والناقدة السعودية أسماء المقبل، والناقد والمترجم حيّان جمعة الساعي، والناقد والأكاديمي المصري الدكتور محمد أبوالفضل بدران، وحاورتهم الإعلامية نشوى الرويني.

اسم مؤثر

واستهلّت الوزيرة إيناس عبدالدايم الجلسة بكلمة عبّرت فيها عن عميق الحزن والمواساة لرحيل المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيّان «طيب الله ثراه»، ناقلة تعازي الشعب المصري الشقيق ومثقفيه لشعب وقيادة دولة الإمارات.

وأكدت أن عميد الأدب طه حسين يعد أحد عظماء التاريخ العربي، واسماً مؤثّراً بقوة في تاريخ الفكر العربي والعالمي. وأضافت: «لقد كرّس الدكتور طه حسين عبر مسيرته لقيم الخير والمحبة والسلام، ليظل اسمه باقياً كنموذجٍ مصريّ فريد، وكان متميّزاً على صعيد الفكر والنقد كما في مجالات إبداعية عدة منها القصّة والرواية والسيرة».

وثمّنت جهود إدارة المعرض للاحتفاء بعميد الأدب العربي شخصيةً محورية، مؤكدة على أهمية الاحتفاء بمثل هذه الشخصيات التي قدّمتها مصر والثقافة العربية للعالم كنماذج مشرقة تؤكد أن ثقافتنا ليست فقط للتاريخ لكنها للمستقبل.

بصيرة حاضرة

وقال الدكتور عمّار علي حسن، الروائي والناقد والباحث في مجال العلوم السياسية: «بعد عام واحد سنكون على مشارف نصف قرن من غياب العميد الذي كان بصيرة حاضرة في كلّ اتجاه؛ فأيامه أسست لفنّ السيرة الذاتية، وألقت في البلاغة العربية دفقة مختلفة. فالأسلوب الأدبي في الكتابة قبل كتابه الأيام غيره بعدها، فقد صنع الأديب طه حسين نصّاً أدبياً لا مثيل له وهو كتابه الأيام، الذي يضاهي ألف ليلة وليلة في تراثنا العربي، وقد كتبه في تسعة أيام فقط، وكان يريد لأفكاره أن توجد في حياة الناس».

عبقرية طه

وتناول الناقد والمترجم حيّان جمعة الساعي عبقرية طه حسين وفكره في حقل الترجمة التي تجلّت في انتقائه للأعمال التي ترجمها ليضعها بين أيدي القارئ العربي، والنهج الذي اتخذه أسلوباً في ترجماته، فكان مبدعاً، لأنه أدرك أثر الحضارة الأوروبية القديمة على الحديثة، وأراد أن تستفيد منها الحضارات الأخرى لهذا نقل بحنكة وذكاء من أمّهات الكتب للقرّاء العرب، ليكونوا مطّلعين على الثقافات الأخرى، الأمر الذي ساهم في إيجاد حالة من التفاعل بين الثقافات.

وأشادت الدكتورة الأكاديمية والناقدة السعودية أسماء المقبل باهتمام معرض أبوظبي الدولي للكتاب بتسليط الضوء على قامة وقيمة أدبية وفكرية كبيرة مثل عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين الذي يعد أحد أبرز النماذج العربية المهمة فقد احترم التراث وأعلى من قيمته مستفيداً من إيجابياته ومستعرضاً له في ضوء بصيرة العقل.

صدمة الحضارة

من جهته قال الدكتور محمد أبو الفضل بدران، ناقد وأكاديمي مصري: «خاض طه حسين معركة كبرى في مضمار العلم والثقافة، ورحلة عميد الأدب العربي كانت نابعة من العقل المفعم بالبصيرة. فهو مرّ بمراحل طويلة على صعيد البحث العلمي والسير الذاتية، وإن أجمل ما يوجد في كتاب الأيام هو الصدق، خاصة ما يتعلّق بصدمة الحضارة»، مشيراً إلى أن طه حسين قد حوّل التعليم إلى ماء وهواء وفي متناول يد البسطاء والفقراء وجميع الطبقات، وهو الدور الأكبر الذي قام به.