الاحد - 19 مايو 2024
الاحد - 19 مايو 2024

في My Name الخلطة السرية لنجاح المسلسلات الكورية.. دراما بسيطة بحرفة متقنة

في My Name الخلطة السرية لنجاح المسلسلات الكورية.. دراما بسيطة بحرفة متقنة

عنف وإنتاج ضخم

بعد ما حققه مسلسل «لعبة الحبار» من نجاح وشهرة وضعت الدراما الكورية على قمة صناعة الترفيه العالمية كمنافس قوي، وصاعد بخطى ثابتة، لهوليوود، يتوالى عرض الأعمال الكورية على المنصات والقنوات العالمية، وأحدثها مسلسل «اسمي» My Name، الذي يحقق نسبة مشاهدات هائلة على منصة «نتفليكس» حالياً.



منذ 3 سنوات وضع فيلم «طفيلي» Parasite السينما الكورية في صدارة المشهد العالمي بفوز الفيلم بالسعفة الذهبية ثم بعشرات الجوائز الأخرى، ليتوج بأربع جوائز أوسكار كأفضل فيلم، وسيناريو، وإخراج، وأفضل فيلم دولي.

وفي بداية هذا العام عادت السينما الكورية إلى واجهة الأوسكار بفوز الفيلم الأمريكي الكوري «ميناري» بعدد كبير من الجوائز والترشيحات، منها أوسكار أفضل ممثلة في دور ثان، وقد أثار الفيلم جدلاً كبيراً بسبب كون معظمه ناطقاً باللغة الكورية، رغم أن أحداثه تدور في أمريكا، ما دفع بعض مؤسسات ولجان الجوائز، ومنها الجولدن جلوب، إلى ترشيحه لجائزة أفضل فيلم أجنبي، وهو ما أثار اعتراضات كثيرة خاصة أن جوائز الأوسكار نفسها تحررت من هذا الشرط، بل باتت تتضمن أي فيلم بأي لغة من أي بلد يتم توزيعه في أمريكا.



غيرت السينما والدراما الكورية قواعد اللعبة الإنتاجية في صناعة الترفيه، واستطاعت أن تصل لملايين المشاهدين من مختلف الثقافات، بطريقة شبيهة بما فعلته كوريا في مجال التكنولوجيا، مستعينة في ذلك بعنصرين في غاية الأهمية: الحرفية العالية، وسهولة الاستخدام!

يشكل مسلسل «اسمي» مثالاً واضحاً على ذلك. من ناحية القصة فهي عادية، نمطية، استهلكتها السينما والدراما الأمريكية والآسيوية على مدى عقود.



الثيمة هي الانتقام، وعالم المسلسل هو الصراع الدموي بين تجار المخدرات والشرطة، والبطلة فتاة جميلة، خارقة القوة، تتغلب على أعتى الرجال المدججين بالسلاح بيديها العاريتين. ليس هناك خلطة شعبية يمكن أن تكون أسهل من ذلك.

يعتمد مسلسل «اسمي» على التنفيذ المتقن، بداية من كتابة سيناريو محكم لاهث ومشوق، وصولاً إلى تصميم معارك مبهر، مروراً باختيار ممثلين رائع، وتصوير بديع، وموسيقى شجية بالانفعالات ومونتاج في دقة الساعة السويسرية.



في 8 حلقات فقط، يروي مسلسل «اسمي» الذي أخرجه كيم جين- مين حكاية الفتاة يون جي- وو ( تؤدي دورها بحضور طاغ النجمة الصاعدة هان سو- هي) التي يقتل أبوها أمام عينيها، بعد شائعات تربط اسمه بتجارة المخدرات والإجرام، وتقرر الانتقام يساعدها في ذلك زعيم العصابة شو مو- جين (يؤدي دوره بارك هي- سون في أداء خلاب آخر يجمع بين الجاذبية والشر المطلق)، فيقوم بتغيير هويتها وإلحاقها بالشرطة لتنضم إلى قسم مكافحة المخدرات، وتبدأ البحث عن قاتل أبيها، وفي مساعدة زعيم العصابة سراً.



تذكر حبكة العملاء المتنكرين بفيلم مارتن سكورسيزي الشهير «الراحلون» The Departed، المقتبس بدوره عن فيلم من هونج كونج، وهي «ثيمة» طالما لعبت عليها الدراما الآسيوية كثيراً، ويستخدمها مسلسل «اسمي» أكثر من مرة، ما يضيف للعمل غموضاً ويجعل المشاهد غير واثق من هوية وانتماء معظم الشخصيات.

بجانب الحبكة المشوقة يحتوي المسلسل على كثير من عناصر الجذب الجماهيري هذه الأيام، على رأسها العنف الشديد، والمقزز أحياناً، وبغض النظر عن ذلك المسلسل مثل كثير من الأعمال الآسيوية الناجحة يقدم «وليمة» للحواس بألوانه وموسيقاه ونجومه الجذابين ومعاركه المثيرة.



من أهم عناصر قوة المسلسل أيضاً الإنتاج الضخم الذي دعمته «نتفليكس» بشرائها حقوق التوزيع مقدماً، وهو أمر صار طبيعياً بمعادلات الإنتاج والتوزيع الحالية التي تجاوزت الأسواق الإقليمية ومحطات التلفزيون المحلية إلى المنصات ذات العرض «العالمي».



ربما يكون العيب الوحيد الذي يعاني منه المسلسل هو النهاية المتوقعة الضعيفة كتابة، ولكن ذلك لا يمنع من أن العمل نجح بقوة وصنع نجوماً سيكون لهم شأن في صناعة الدراما والسينما العالمية، ومنذ الآن بدأ بالفعل إعداد موسم ثان من المسلسل.