الاثنين - 06 مايو 2024
الاثنين - 06 مايو 2024

«قبل أن ننسى».. رحلة نواف الجناحي إلى الجذور

في إنتاج إماراتي سعودي مشترك، من خلال شركة DKL Studio الإماراتية السعودية، والتي يديرها المنتج فادي إسماعيل، بدأت منصة «شاهد VIP» في عرض فيلم «قبل أن ننسى» للمخرج الإماراتي نواف الجناحي.

الفيلم كتبه الجناحي بمشاركة البريطاني رون طومسون، ويشارك في بطولته عددٌ من الممثلين السعوديين منهم المخضرم إبراهيم الحساوي والوجه الصاعد غازي حمد، ومشعل المطيري.

بعد فيلميه الطويلين «الدائرة»، 2009، الذي كان من أوائل الأفلام التي وضعت السينما الإماراتية والخليجية على خريطة صناعة السينما، و«ظل البحر»، 2011، الذي كان من أوائل الأفلام الخليجية التي وزعت في دور العرض العامة داخل الإمارات ودول الخليج الأخرى، قبل أن ينطلق في جولة عبر المهرجانات العالمية في أكثر من 20 دولة، ثم فترة توقف مفاجئة تفرغ خلالها لصنع عدد من الأفلام الروائية القصيرة التي شاركت في عدد من المهرجانات الدولية، يعود نواف الجناحي إلى مجال الأفلام الطويلة مع فيلم «قبل أن ننسى»، ومن خلال العرض على منصة «شاهد»، الأوسع انتشاراً عربياً.

في فيلمه الثالث يبدي نواف الجناحي مزيداً من الاهتمام بالقصص والتفاصيل الإنسانية أكثر من اهتمامه بالأسلوب الفني والتعبير الشعري كما في فيلميه السابقين وفي أفلامه القصيرة.

يتتبع الجناحي هنا قصة بسيطة حول 3 رجال من أجيال مختلفة في السعودية المعاصرة: جد وأب وحفيد، ليرصد العلاقات بين الأجيال والأواصر المشتركة التي تربطهم رغم اختلاف الشخصيات والثقافات والميول.

الشخصية الرئيسية بالفيلم هي الأب، محمد (مشعل المطيري) الذي يمثل حلقة وسط بين جيل الرواد الذين شهدوا فترة التأسيس وجيل الألفية الثالثة، السريع، الصاخب. محمد تائه، يتخبط بين ثقل الديون، ومشاريعه الفاشلة، محاصر بين أب يعاني من بدايات الزهايمر وابن ينتظر من أبيه مساعدة معنوية ومادية لا يستطيع أن يقدمها له.

فقدان ذاكرة مؤقت ومفاجأة!

الجد، إسماعيل (إبراهيم الحساوي) يقضي أيامه بين البيت ولعب الشطرنج مع الأصدقاء، لا يقطع عاداته الثابتة سوى نوبات النسيان التي تنتابه فجأة، والتي تستدعي وجود مرافق دائم معه. الابن، عمر (غازي حمد) يحلم بشراء متجر لقطع غيار السيارات ويلح على والده لإعطائه الدفعة الأولى من المال، لكن الوالد أنفق كل ما يملك على تجديد مركزه المخصص للعلاج الطبيعي وحصل على قرض لذلك، لا يستطيع سداده، ما يعرضه لابتزاز وتهديدات صديقه فهد الذي أعطاه القرض، وهو الأكثر ضعفاً وتعرضاً للخطر رغم أنه مطالب برعاية كل من أبيه وابنه! ولكن عندما تصل الأمور إلى حدها الأسوأ، يعلن الأب في نوبة تذكر مفاجئة عن وجود كومة من المال مدفونة في مزرعة العائلة القديمة المهجورة في أقصى البلاد. لا يصدق محمد كلام أبيه الذي يبدو مثل حكاية خرافية، ولكنه يسعى وراء هذا الأمل الأخير، ويقنع ابنه بالانضمام إليه، وينطلق الثلاثة عائدين إلى بيت العائلة القديم بحثاً عن الكنز المدفون.

عبر هذه الرحلة التي تتخذ منحى «فيلم الطريق» حينا، حيث يحدث التحول في الشخصيات والتكشف وصولاً للنهاية عبر محطات الطريق والمواقف الدرامية التي تمر بها هذه الشخصيات، وهي رحلة تتخذ حيناً منحى أفلام الحركة، من حكاية الكنز المدفون إلى المواجهة بين عائلة محمد وصديقه المجرم، يأخذنا المخرج نواف الجناحي بنعومة وإيقاع هادئ، لكن واثق ومتصاعد، إلى التصالح الأخير بين جيل الصحراء مترامية الأطراف وجيل ناطحات السحاب. وبالتدريج يتضح معنى عنوان الفيلم الذي يشير ظاهرياً إلى حالة النسيان التي يعاني منها الجد، ولكن يتبين أنها تشير بالمثل إلى الأبناء والأحفاد، الذين يمكن أن يتوهوا وينسوا هويتهم وجذورهم أيضا!