الثلاثاء - 30 أبريل 2024
الثلاثاء - 30 أبريل 2024

«خلص! عن أخطر وقت في تاريخ لبنان».. وثائقي يجسد جرح بيروت النازف

«خلص! عن أخطر وقت في تاريخ لبنان».. وثائقي يجسد جرح بيروت النازف

بوستر الفيلم

"خلص! أخطر وقت بتاريخ لبنان" هو عنوان أحدث وثائقي على منصة شاهد VIP من إخراج الأسترالية من أصل لبناني ديزي جدعون.

ويتناول العمل الأحداث الدامية والأوضاع الاقتصادية والاجتماعية الصعبة التي يعيشها البلد منذ انفجار مرفأ بيروت في الرابع من أغسطس 2020، وما تلاه من مظاهرات شعبية وانهيار للحياة الاقتصادية والسياسية.



الفيلم الذي تبلغ مدة عرضه نحو 90 دقيقة عرض لأول مرة في مهرجان «كان» الدولي في العام الماضي وحصل على جائزة فرعية باسم "الفيلم المهم" The film That Matters، والمخصصة لأفضل فيلم يتناول قضايا إنسانية ملحة. الفيلم عرض في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته السابقة نهاية العام الماضي ضمن عروض البانوراما، كما شارك في عدد من المهرجانات الأخرى قبل أن يصل إلى منصة "شاهد".

عنوان الفيلم بالإنجليزية Enough!...Lebanon’s Darkest Hour، وهو من إنتاج شركة «دريم كريشان» التي تملكها ديزي جدعون وهي كاتبة السيناريو أيضا، ما يعني أنه إنتاج مستقل ذاتي، وهو ما يظهر في طبيعة الفيلم الذي يعتمد على مواد إخبارية أرشيفية ولقاءات تجريها المخرجة بنفسها مع عدد من السياسيين والاقتصاديين والمثقفين والفنانين.



يبدأ الفيلم بعدد من اللقطات المروعة لانفجار مرفأ بيروت من خلال مقاطع فيديو لمواطنين تهدم العالم من حولهم فجأة بفعل التفجير الذي تسبب في انهيار الكثير من جدران المدينة وإصابة الآلاف ومصرع أكثر من 200 شخص تحت وطأة الانهيار.

بعدها ينتقل الفيلم ليمزج بين رد الفعل الشعبي العنيف الذي تمثل في مظاهرات حاشدة استمرت لشهور، وبين المواد الإخبارية للأحداث والتصريحات السياسية، واللقاءات الشخصية مع بعض الأسماء الفاعلة ومنهم رئيس الوزراء سعد الحريري وعدد من السياسيين منهم ميشيل عون، والمعلقين على الأحداث، منهم الممثلة دارينا الجندي والمخرج المسرحي وليد عوني، مع استخدام موظف للقطات أرشيفية من تاريخ لبنان، ومن مواد شخصية صورتها المخرجة أو صورت في حضورها.. في بناء فضفاض يصعب الإمساك به، يعتمد على سرد شخصي للوقائع وتحليل الأوضاع.



تركز ديزي جدعون على الفساد الذي بدأ عقب اتفاق الطائف ونهاية الحرب الأهلية، وبينما بدا أن الأمور ستتحسن أخيرا تحت إدارة رئيس الوزراء ورجل الأعمال رفيق الحريري، كان الفساد ينخر في البلاد على يد بعض السياسيين وكبار الإقطاعيين، بالإضافة إلى التدخل الدائم من بلاد مجاورة في شئون لبنان، وعندما قرر الحريري الانسحاب من الحكم وإعلان حقيقة الأوضاع جرى اغتياله بوحشية في 14 فبراير 2005.

بحسب رؤية جدعون، فإن الفساد هو السبب الأول لمعاناة لبنان، ربما أكثر من الطائفية والصراعات السياسية الداخلية والخارجية، وهو ما تحاول أن تثبته على مدار زمن الفيلم بطرق شتى.



وفي كل الأحوال فإن أهم ما يبقى من الفيلم هو طبيعة العلاقة بين الاقتصاد والسياسة والأحداث الدموية من اغتيالات وتفجيرات أيضاً.



رغم ما يحتويه الفيلم من معلومات وصور تدعو للإحباط، إلا أن جدعون تظهر أيضاً الطبيعة المتفائلة المقاومة للشعب اللبناني، وحبه الشديد للحياة والاستمتاع مهما كانت الظروف، وقدرته على النهوض مجدداً إذا أتيحت له الفرصة.