الاحد - 05 مايو 2024
الاحد - 05 مايو 2024

مقابل 8.45 مليار دولار: «أمازون» تستحوذ على «MGM» وقلق يعصف بالمنصات

مقابل 8.45 مليار دولار: «أمازون» تستحوذ على «MGM» وقلق يعصف بالمنصات

MGM

بعد شهور من الإعلان عن الصفقة والإجراءات القانونية اللازمة، تمت منذ أيام عملية استحواذ شركة «أمازون» على استوديوهات «مترو جولدن ماير» MGM التي تعد واحدة من أقدم وأكبر شركات الإنتاج السينمائي في العالم، والتي تضم مكتبتها 4 آلاف فيلم و17 ألف حلقة تلفزيونية، وتضم خزانتها 180 جائزة أوسكار و100 جائزة إيمي، وعشرات من الجوائز العالمية والمحلية الأخرى.

الصفقة التي أعلن عنها منذ نحو 10 أشهر، والتي تقضي بدمج الشركتين مقابل 8.45 مليار دولار، كان عليها أن تنتظر موافقة هيئتي منع الاحتكار الأمريكية والأوروبية، وبينما أصدرت الهيئة الأوروبية موافقتها، فإن الهيئة الأمريكية لم تعلن موافقتها أو اعتراضها حتى نهاية الوقت المسموح به، وبموجب القانون فإن عدم الاعتراض خلال مدة زمنية محددة يعني السماح بالصفقة، وهو ما تم بالفعل خلال الأسبوع الماضي، حيث تم عقد الصفقة رسمياً وأصبحت واقعاً قائماً. ولكن إتمام الصفقة فتح الباب أمام عدد كبير من الأسئلة غير المحسوم إجابتها والتي طرحتها تقارير مختلفة في مجلتي «هوليوود ريبورتر» و«فارايتي» وعدد من المواقع.

الاحتفاظ بالمديرين الأساسيين

من هذه الأسئلة مصير القيادة داخل الكيان الجديد، ورغم أن أمازون أعلنت أنها ستحتفظ بمديري MGM الأساسيين فإن هذا الأمر ليس مؤكداً. سؤال آخر حول الكيفية التي ستستفيد بها أمازون من مكتبة MGM العملاقة خاصة وأن كثيراً من أفلام MGM ترتبط بتعاقدات حقوق عرض مسبقة مع منصات وقنوات وفضائيات أخرى لسنوات قادمة، ولا تملك أمازون في الوقت الحالي منع مالكي هذه الحقوق من عرضها.

لكن السؤال أو القلق الأكبر الآن يدور في أروقة المنصات الأخرى وعلى رأسها نتفليكس وثنائي Hulu وDisney + وثنائي HBO Max وDiscovery+ بعد أن تضخمت مكتبة أمازون ودعمت بعدد هائل من الكلاسيكيات الرائعة مثل سلسلة أفلام «جيمس بوند» وسلسلة أفلام «روكي» وأفلام بقامة «12 رجل غاضبون» و«صمت الحملان» و«العظماء السبعة» و«ثيلما ولويز» وغيرها.

من خلال الصفقة الجديدة أصبحت مكتبة أمازون وMGM تمتلك الآن 19104 أفلام مقابل 7880 فيلماً تحتويها مكتبة منصتي HBO Max وDiscovery +، و6914 فيلماً تضمها مكتبة نتفليكس، و6882 تملكها منصتا Hulu وDisney +، وهو ما يعني أن أمازون لها نصيب الأسد الآن، وسوف يزداد الأمر صعوبة على الآخرين بعد أن تنتهي فترة امتلاك حقوق العرض لكثير من أفلام MGM لدى المنصات والفضائيات والمنافذ الأخرى بعد عدة سنوات.

الطريف فيما يتعلق بالصفقة أن أمازون الآن تعيد ما فعلته MGM منذ 40 عاماً عندما أجرت صفقة مماثلة قامت خلالها بشراء حقوق أفلام شركة «الفنانين المتحدين» United Artists التي كانت على وشك الخروج من السوق مقابل 380 مليون دولار (تعادل بمقاييس التضخم نحو 1.2 مليار دولار اليوم!). وكانت MGM تفكر وقتها في استغلال مكتبة «الفنانين المتحدين» التي تضم مئات الأعمال الكلاسيكية بجانب سلسلة أفلام «جيمس بوند» و«روكي»، في الوسائط الإلكترونية الجديدة وعلى رأسها الـDVD، وهو نفس ما تفعله أمازون اليوم، حيث تطمح إلى امتلاك أكبر وأفضل مكتبة سينمائية على الاطلاق.

وتستهدف «أمازون» بالأساس بث أفلام مكتبتها عبر أجهزة الهواتف المحمولة، أو على شاشات العرض المنزلي من خلال خدمة البث Amazon Fire، ومن خلال موقع IMDb TV الذي يبث الأفلام مجاناً، وإن كانت يتخللها الكثير من الإعلانات مثل Youtube.

جدير بالذكر أن عائدات أمازون وصلت إلى 470 مليار دولار في 2021، وأنفقت نحو 13 مليار دولار على محتوى الفيديو والموسيقى في 2021، وهي أرقام لا تحلم أي شركة انتاج بالوصول إليها حيث لم تتعد عائدات MGM مثلاً.

مليار ونصف مليار دولار في 2019، قبل أزمة «كوفيد»، كما أن مجمل ما أنفقته على المحتوى في 2021 لا يتجاوز مليار دولار.