الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

السينما تتخطى دراما الإغلاق بـ7 مليارات دولار في 5 أشهر

حقق 20 فيلماً فقط إيرادات تقترب من 7 مليارات دولار في العام الجاري في أنحاء العالم حتى الآن، ما يشير إلى أن دور السينما بدأت تتعافى وتتخطى دراما الإغلاق، وتعود لسابق عهدها في الازدهار.

يأتي هذا وسط تراجع في اشتراكات المنصات الرقمية ومراجعة حادة لإجراءاتها وقراراتها، بعد طفرة حققتها في عصر كورونا مستفيدة من كبوة دور السينما وإحجام الناس عن الذهاب إليها إما بسبب الإغلاق وإما الخوف من العدوى.

صدقت توقعات مالكي دور السينما في العالم عندما راهنوا على أنها ستستمر في التعافي مع اقتراب موسم الصيف الرئيسي وعرض مجموعة من الأفلام الجماهيرية.

وبالفعل، أدت العناوين الرائجة في الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجاري مثل باتمان، سونيك2، سبايدرمان إلى زيادة مبيعات التذاكر بنسبة 365٪، لتصل إلى 1.85 مليار دولار.

وجاءت الدفعة القوية الثانية من الأفلام بعدها مباشرة مثل دكتور سترينج، توب جان، المعركة الأخيرة في بحيرة تشانجغين، جوراسيك وورلد، أنشارتد، وحوش رائعة لتحقق أكبر 20 فيلماً في الإيرادات ما يقرب من 7 مليارات دولار حتى الآن.

أفلام الخوارق والنوستالجيا

والحقيقة أن أفلام الأبطال الخارقين حافظت على زخم شباك التذاكر للعام الجاري، وأعادت شريحة كبيرة من رواد السينما مرة أخرى.

كما ساهمت ظاهرة النوستالجيا أو الحنين للماضي في رواج أفلام الأجزاء مثل باتمان وجيمس بوند وسونيك وسبايدرمان وتوب جان وكأن رواد السينما يسترجعون شغفهم الماضي، ويحاولون تجديد عشقهم للفن السابع في معقله الرئيسي دور السينما.

تحقيق التوقعات

ورغم أن مبيعات التذاكر المحلية للأشهر الأربعة الأولى من العام الجاري لا تزال منخفضة بنحو 40% مقارنة بمستويات ما قبل الجائحة لعام 2019، لكن دور السينما تشهد مكاسب كبيرة خلال العام الجاري.

وكانت الأفلام المعروضة في دور السينما في الأسابيع الأخيرة على قدر التوقعات مع تحقيق أفلام مثل دكتور سترينج وتوب جان إيرادات مرتفعة تثبت أن دور السينما بإمكانها أن تكسب معركتها ضد المنصات الرقمية، أو على أقل تقدير لا تتأثر بازدهارها مرة أخرى.

قرار صائب

وكانت دور السينما العالمية قد عانت على مدار العامين الماضيين من قوائم الأفلام الصيفية الباهتة مع إحجام الكثير من المنتجين عن عرض أفلامهم الجماهيرية وتفضيلهم إما تأجيلها وإما عرضها مباشرةً على المنصات الرقمية كما حدث مع فيلم الأرملة السوداء.

ويبدو أن قرار المنتجين والموزعين بتأجيل عرض الأفلام ذات الميزانية الكبيرة كان صائباً بعد أن تم إلغاء العديد من إجراءات الصحة والسلامة في دور السينما، وعادت لافتة «كامل العدد» في عدد كبير من حفلاتها.

مد سينمائي

وبدأت دور السينما تعيش حالة من «المد السينمائي» تزامناً بصفة خاصة أو بدأ بعد 6 مايو بعد عرض مجموعة من الأفلام المرتقبة بشدة في تتابع سريع على مدار 9 أسابيع مثل جوراسيك وورلد، ثور، دكتور سترينج، وفيلم الحركة توب جن لتوم كروز.

وأوضح الخبير السينمائي بول ديرجار أن صيف السينما الذي يمتد لمدة 18 أسبوعاً، مسؤول تقليدياً عن نحو 40% من شباك التذاكر المحلي.

وبالتأكيد، فإن زيادة الإيرادات تترافق مع زيادة في دخل وأرباح الخدمات المقدمة في دور السينما مثل المأكولات والمشروبات، وخاصة بعد عرض أفلام العائلات مثل سونيك وباد جايز.

وأظهر استطلاع للرأي شمل 6000 من رواد السينما أن 93% من رواد السينما اشتروا التذاكر مباشرة من شباك التذاكر وليس أونلاين، بينما كانت النسبة في العام الماضي 84% فقط، ما يدل على تبدد الخوف من قلوب عشاق السينما وإقبالهم من دون تحفظ عليها.

عائدات غير مباشرة

بالإضافة إلى ذلك، قال 67% ممن شملهم الاستطلاع إنهم أنفقوا 20 دولاراً أو أكثر على الفشار والحلوى والمشروبات الغازية وغيرها من الخدمات، ما يبشّر بالخير لأصحاب دور السينما الذين لا يقتسمون عائد المبيعات مع الاستوديوهات كما هو حادث مع تذاكر الأفلام.

والإجماع الحالي السائد بين محللي شباك التذاكر وأصحاب دور العرض السينمائي هو أن دور السينما لن تكون قادرة على تجاوز 11.4 مليار دولار التي تم الحصول عليها في عام 2019، لكنهم يراهنون وبقوة على أنهم سيصلون إلى أكثر من ضعف مبلغ 4.4 مليار دولار الذي تم تحقيقه العام الماضي.

وبالقياس إلى الأرقام المتحققة حالياً والتي تصل إلى ما يقرب من 7 مليارات دولار، فإن السينما العالمية ستكون على مقربة من الرقم القياسي الذي تحقق منذ 3 سنوات، ومن يدري، ربما تجاوزته، مع الأخذ في الاعتبار أن السوق الصينية والروسية مبعدة بسبب الحرب الأوكرانية.