الاثنين - 06 مايو 2024
الاثنين - 06 مايو 2024

علي الدوحان: احتراماً لرغبة الجمهور اعتزلت النهايات المفتوحة

علي الدوحان:  احتراماً لرغبة الجمهور اعتزلت النهايات المفتوحة

رغم صغر سن الكاتب الكويتي علي الدوحان «28 عاماً»، فإن اسمه سطع في سماء الدراما الكويتية والخليجية، فموهبته حولته إلى واحد من أبرز المؤلفين الخليجيين. تتميز مؤلفاته التي تحولت كلها إلى أعمال درامية بعمقها الإنساني ولغتها السلسلة ورشاقة أسلوبها، الأمر الذي جذب المشاهدين الذين دخلوا إلى عالم زاخر بالأسئلة الوجودية.

قدم: جار القمر، سقف واحد، جود، بين الكناين، كالوس، روتين، مع حصة قلم، فانوس هيونة، وما أدراك ما أمي، الكون في كفة، عداني العيب، أمينة حاف، يجيب الله مطر.

الدوحان أكد في حواره مع «الرؤية» أن أعماله الدرامية الجديدة لن تعتمد على النهايات بعدما لمس من الجمهور على السوشيال ميديا عدم محبتهم لهذه النوعية من النهايات، رغم أنه يرى أنها تدفع المشاهد إلى طرح الأسئلة وإعمال العقل.

من دراسة إدارة الأعمال إلى الكتابة.. بأي هاجس دخلت هذا العالم الشائك؟

حقيقة ظهرت موهبتي في الكتابة في المرحلة الدراسية المتوسطة، فقد كنت أخبر زملائي عن رغبتي في أن أكون مؤلفاً روائياً وكاتباً، ولم يكن مجرد كلام بل عملت على تحقيق أمنيتي. في البداية تعبت كثيراً حتى تعلمت طريقة كتابة السيناريو والحوار وكيف أبني العمل من البداية حتى النهاية.

كيف أثرت فيك حكايات الطفولة؟ وهل ساهمت في تفتح مخيلتك وشهيتك للكتابة؟

كنت مستمعاً جيداً منذ طفولتي، وبحكم أنني عشت في عائلة كبيرة العدد، كان يطرح الكثير من المواضيع التي تثري النقاش. ولم اكتفِ بالاستماع إلى هذه الحكايات، بل كنت أعمل على تخزينها في عقلي. ولهذا أغلب مواضيع نصوصي جاءت من تراكمات الطفولة والمراهقة.



مَن الأيقونة الأدبية العربية والعالمية التي نشأت على أعمالها؟

أنا متابع جيد، لكن في الوقت نفسه لا أحب القراءة كثيراً، لكنني أتابع أعمالاً سينمائية ودرامية ولا يوجد شخص معين أعتبره أيقونة، كل ما يمكنني قوله إنني شخص متطلع أحب رؤية كل المواضيع الموجودة في العالم، أحب أن أخذ فكرة عنها.

النهاية المفتوحة لا تقدم أجوبة بقدر ما تثير أسئلة، كيف واجهت هذا الأمر في عيون الجمهور؟

توجد أعمال كتبتها وأوجدت لها نهاية. لكن هناك أعمالاً تتطلب مني أن تكون نهايتها مفتوحة لأترك للجمهور فرصة طرح التساؤلات. وحقيقة الجمهور لا يحب النهايات المفتوحة التي تحتمل أكثر من تفسير، والتي قدمتها في أكثر من عمل، وقد استشفيت ذلك من تعليقاتهم عبر السوشيال ميديا، وحالياً كل أعمالي لها نهاية واضحة.

هل حررتك الكتابة من الأقنعة التي نرتديها في حياتنا اليومية؟

بالطبع في بعض الأوقات لا أستطيع أن أعبّر عن شعور معين، في حين تساعدني الكتابة في التعبير عنه. وفي الحقيقة هذه شخصيتي في الحياة لا أعبر عن مشاعري بالكلام، بل بالكتابة. وهذه الطريقة تعطيني اكتفاءً نفسياً، حيث تكون رسالتي أكثر وضوحاً وتصل إلى الجميع.



في مسلسل «روتين» دفعت الجمهور إلى التعاطف مع المحتالين.. حدثنا أكثر عن هذا النص؟

قصة هذا العمل حقيقة حدثت في الكويت في عام 2007-2008 مع سيدة تعمل في أحد البنوك وتورطت في عملية اختلاس بسبب حبيبها. لكن الخيوط الأخرى التي أضفتها على النص كانت من تأليفي. وحقيقة أحب إظهار الأشرار بصورة محبوبة لكي أضفي جواً لطيفاً على العمل، دائماً الشر يعطي نكهة لأي عمل درامي، فيكفي الشخصية الشريرة ما فيها، لذلك أحب أن أقدمها بطريقة خفيفة.

أعمالك تغوص في أماكن كثيرة تارة كوميديا مثل «عداني العيب» وأخرى تأخذنا إلى عالم نسمع عنه ولم نره كما في «روتين». كيف تتمكن من إيجاد التوازن بين نصوصك المختلفة؟

لدي القدرة على أن أفصل وأتوازن مع اختلاف نصوصي، فعندما كتبت نص «جنية» المليء بالسحر والغموض، انتقلت في المساء وكتبت نصاً خفيفاً «لايت». والسر أنني أرتب أفكاري وأقسم وقتي. عندما أكتب في مسلسل بمجرد أن أبدأ الكتابة أدخل إلى العالم الذي أكتب عنه وكأنني أعيش فيه، وبعد الانتهاء من الكتابة أعود إلى حياتي الطبيعية مثل أي شاب، أحمد الله أن لدي قدرة على التوازن والتنسيق.

ما الدرس الذي تعلمته بعد أن أصبحت مشهوراً؟

ألا أتنازل عن حقي، وأنه مهما كان الطريق في بدايته صعباً، لكن مع الكد والعمل والإصرار، تستطيع الوصول إلى ما تصبو إليه وستبقى قوياً.



هل هناك شخصية نسائية ذكرتها في نصوصك وأحببتها وشعرت أنها قريبة منك على الرغم من أنها من نسج خيالك وفي أي مسلسل كانت؟

هناك شخصيتان هما «كادي» في مسلسل «روتين» أشعر أنها قريبة مني، و«طيبة» في مسلسل «بين الكناين» عشقتها كثيراً.



انتهيت من تصوير مسلسلك «جنية» وستبدأ في «أمينة حاف 2»، ماذا بعد؟

بعد مسلسل «جنية» سنبدأ تصوير مسلسل «سكره»، وسيتم تصويره خارج الكويت في نهاية شهر سبتمبر. ويناقش العمل رحلة البحث عن هوية، حيث يدور حول فتاة ليس لديها رقم وطني وبطاقة مدنية يتم ترحيلها إلى دولة أخرى ويجب عليها أن تعيش وتعمل. العمل جريء وضخم.



أخبرنا أكثر عن علي الدوحان من الناحية الإنسانية؟

أنا شخص اجتماعي لدي معارف كثر لكن أصدقائي يتمثلون في شخص واحد، وأعتقد أنني الشخص الوحيد في الوسط الفني الذي ليست لديه مشاكل مع أحد في الوسط، علاقتي طيبة معهم. لكن الصداقة مختصرة في شخص واحد. أحب الهدوء أن أقضي الوقت وحيداً، لدي روتين يومي يتمثل في ممارسة الرياضة ومن ثم أذهب إلى أي مكان هادئ لأجلس بمفردي.