السبت - 18 مايو 2024
السبت - 18 مايو 2024

في ذكرى ميلاده الـ72.. أين مقتنيات أحمد زكي؟

صفاء الشبلي

تمر اليوم الذكرى الـ72 لميلاد النمر الأسود الفنان أحمد زكي، حيث ولد أحمد زكي عبدالرحمن بدوي بمدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية، في 18 نوفمبر 1949. وكانت حياته مزيجاً بين اليتم والوحدة والإبداع، حتى وافته المنية في عام 2004 إثر إصابته بسرطان الرئة.

لم يغب أحمد زكي عن جمهوره بعد سنوات من وفاته، فهو الإمبراطور الذي عشقه الجمهور، والذي أحبه وأحب أعماله الخالدة، وهو تاجر المخدرات والبواب والوزير والتاجر والرئيس والمدرس والضابط، وهو طه حسين في الأيام وعبدالناصر في ناصر 56 والسادات في أيام السادات، وهو الفنان المبدع الذي ظل يرتبط بجمهوره حتى بعد وفاته.



عاد الحديث عن أحمد زكي يتصدر مانشيتات الصحف اليومية قبل عامين وعقب وفاة درامية لنجله الوحيد هيثم أحمد زكي بعد وفاته في نوفمبر 2019، بسبب الإفراط في تناول المكملات الغذائية.

الجميع تذكر وحدة هيثم ووحدة والده، كيف ورث الاثنان اليتم والوحدة وماتا دون وريث لمقتنيات الأب الفنان العظيم والابن الذي عاش وحيداً ومات وحيداً، وكأنه أبى أن يعيش دون والده.



الحديث عن وريث لهيثم كانت له بالتبعية آثار على مقتنيات أحمد زكي، فمن يرثها؟ من الجدير بالحفاظ على مقتنيات أحمد زكي؟ هو سؤال نطرحه في ذكرى ميلاد النمر الأسود بعد أيام من حلول الذكرى الثانية لوفاة نجله هيثم.

بعد فترة من وفاة هيثم أحمد زكي آلت ثروته بالكامل لأخيه غير الشقيق رامي عز الدين بركات، والتي آلت ثروة هيثم بما فيها مقتنيات والده له.

وتعهد رامي الذي قَدِم من لندن للمشاركة في عزاء أخيه، بالحفاظ على مقتنيات أحمد زكي دون تفريط، بل وأعلن عن إطلاقه موقعاً إلكترونياً يحوي كل تراث أحمد زكي المكتوب والمصور من أفلام وجوابات بينه وبين جمهوره، وصوره الخاصة، وهو الموقع الذي استمر لبضعة أشهر قبل أن يغلق مرة أخرى.



الصحفية المصرية هانم الشربيني التي أشرفت على موقع الفنان أحمد زكي، تقول في حديثها مع «الرؤية» إن الموقع بالفعل تم تأسيسه بواسطة رامي عز الدين الأخ غير الشقيق لهيثم من والدته الفنانة الراحلة هالة فؤاد، مشيرة إلى أن الموقع استمر فترة كبيرة في ضخ صور وجوابات وصور لسيناريوهات أفلام كان الفنان أحمد زكي ينوي تنفيذها.

وتابعت: «جُل مقتنيات أحمد زكي كانت موجودة في شقة الهرم، والتي رأيتها من واقع عملي الصحفي، وتم بيعها عقب وفاة هيثم أحمد زكي بفترة وجيزة، بما فيها من مقتنيات تخص أحمد زكي، رغم أن عملية البيع ليست قانونية، إلا أن المشتري يرفض التخلي عن تلك المقتنيات».



واستطردت: «شقة هيثم نفسها حوت بعض المقتنيات الخاصة، منها عدد من الجوائز التي حصل عليها هيثم خلال مشواره الفني، بالإضافة إلى جوائز أبيه أحمد زكي، والتي كان قد نقلها هيثم من شقة المهندسين إلى شقته بالشيخ زايد».

وفي آواخر عام 2020، والذي وافق الذكرى السنوية الأولى لوفاة هيثم أحمد زكي، سرت أنباء عن أن هناك نية لدى رامي بركات لبيع مقتنيات أحمد زكي لقاء مبلغ مالي كبير، وهو الأمر الذي أدى لخلاف بين رامي ومستشاره القانوني الخاص بلال عبدالغني، واختفى الحديث حتى الآن حول مصير مقتنيات النمر الأسود.

«الفنانين» ترفع يدها



أشرف زكي نقيب الفنانين المصريين قال في تصريحات صحفية قبل أيام، إن نقابة المهن التمثيلية ليست طرفاً في الأزمة المُثارة حول مقتنيات أحمد زكي، وأن تلك المقتنيات في قبضة الوريث الشرعي لهيثم أحمد زكي، وهو رامي عز الدين بركات، وليست نقابة المهن التمثيلية.

وأوضح أن مقتنيات أحمد زكي كانت في شقة من الشقق التي يمتلكها بعدها رامي «شقيق هيثم زكي من الأم»، لافتاً إلى أنه كانت هناك وعود من وزارة الثقافة للحصول على مقتنيات أحمد زكي.

وشدد على أن النقابة لم تتسبب في ضياع شيء، وليست طرفاً في أي شيء، معلقاً: «الورثة باعوا الشقة إللي فيها مقتنيات أحمد زكي، والملف ده اتقفل ولا داعي لفتحه مرة أخرى».

38 مليون جنيه



تواصلت «الرؤية» مع المستشار بلال عبدالغني المحامي الخاص لرامي بركات في الفترة التي تلت وفاة هيثم أحمد زكي، لسؤاله عن مقتنيات النمر الأسود.

وقال عبدالغني لـ«الرؤية»: «معظم مقتنيات أحمد زكي كانت موجودة بشقة الهرم التي لم يدخلها هيثم أحمد زكي طوال حياته وبعد وفاة والده، وتم بيع تلك الشقة إلى جانب شقة المهندسين أيضاً، وبعض أملاك هيثم وبلغت قيمتها نحو 38 مليون جنيه حصل عليها رامي بركات باعتباره وريثاً شرعياً لهيثم أحمد زكي».

وبالنسبة لمقتنيات أحمد زكي نفسه قال عبدالغني: «لم أكن أبداً لأتخلى عن إرث فنان مصري يعتبر تراثه من حق الشعب المصري، وقد أجهضت محاولة ملتوية من إحدى الجهات الخارجية لشراء هذا الإرث، وقد حصلت على جزء من تلك المقتنيات والذي كان متواجداً بشقة المهندسين والتي تم بيعها أيضاً بواسطة رامي بركات بمبلغ 2 مليون جنيه مصري».



واستطرد: «حصلت على بعض مقتنيات أحمد زكي من شقة المهندسين وقمت بتنظيف الملابس والجوائز التي حصل عليها الفنان الراحل والتي كانت ضمن تلك المقتنيات، وتكلف ذلك مبلغ 150 ألف جنيه مصري من جيبي الخاص لأن عملية التنظيف تتطلب مواصفات خاصة كي تحافظ على نسيج الأقمشة لملابس أحمد زكي التي ارتداها في أدواره الشهيرة، إلى جانب بعض المقتنيات من شقة الهرم التي سلمها لنا المالك الجديد للشقة، وبالتنسيق مع بعض الجهات المعنية، قمت بتسلميها لوزارة الثقافة المصرية بمعرفة الوزيرة إيناس عبدالدايم».

وقال عبدالغني مستنكراً: «مقتنيات أحمد زكي حبيسة الصناديق في مخازن دار الأوبرا المصرية، ولا أعرف لماذا لم يتم وضعها في متحف خاص حتى الآن؟».