الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

إلهام شاهين: أستدين لأنتج حباً في الفن

إلهام شاهين: أستدين لأنتج حباً في الفن

الهام شاهين

أكدت الفنانة المصرية إلهام شاهين أن اتجاهها إلى إنتاج أفلام سينمائية جاء بدافع مناقشة مشكلات مجتمعية لا تلقى إقبالاً من صناع السينما لأنها ببساطة ليست من النوع الذي يستطيع المنافسة بقوة على شباك التذاكر، رغم أهمية وضع هذه المشاكل تحت بؤرة المعالجة الدرامية نتيجة تأثيرها الكبير في المجتمع.





وقالت الفنانة المصرية في حوارها مع «الرؤية» إنها ورغم خساراتها المتكررة التي منيت بها عند تولي إنتاج أعمال سينمائية واضطرارها إلى الاستدانة إلا أنها تصر على إعادة التجربة فالأهم والأبقى بالنسبة لها هو تحقيق الفن لرسالته بشكل إيجابي دون تجميل أو تزييف للحقائق، وأن الهدف الحقيقي من السينما هو وضع يدها على المُشكلات الاجتماعية وليس تحقيق ربح مادي.

وعبرت عن أمنيتها في أن تتحول منصات البلاتفورم إلى جهة تمويلية لتقديم أعمال جادة ومُحترمة تُوجه لمُناقشة مُشكلات مُجتمعية.

فرقت الفنانة المصرية إلهام شاهين بين المُنتج التاجر والمُنتج الفنان، مشيرة إلى أنها مثلما تحب أن تتزين سيرتها مع التمثيل بأدوار مُهمة، يهمها كذلك أن تضم سيرتها كمُنتجة في صناعة السينما، أن تقدم أعمالاً مهمة تخدم المُجتمع وتدعم القضايا النسائية.

وأشارت إلى أنها تشارك حالياً في إنتاج فيلم «بنات صابرة» الذي يتناول قضية زواج القاصرات، وهي قضية مُهمة جداً لطالما أرادت الحديث عنها من خلال السينما، ولأنها لا تستطيع إنتاجه بمفردها تُشارك آخرين في ذلك، لافتة إلى أنها تحاول تقديم فن راقٍ وهادف، وتحقيق الرسالة المنوط بالسينما القيام بها ومُناقشة مُشكلات المُجتمع.

وعن تحقيقها مكاسب مادية من عملها كُمنتجة تقول: «أخسر في كل مرة أنتج فيها، ولا مرة واحدة حتى أنني لا أستطيع أن أجني ما دفعته في الإنتاج، وعندما ينفذ رصيدي المالي أتوقف، ثم أعود مرة أخرى في حال توافرت معي أموال وربما أستدين في أحيان كثيرة، أنا (مش شاطرة) في الإنتاج ليست لديّ علاقات في التسويق أو الأمور الحسابية، أخوض الإنتاج حباً في الفن الذي يحتل كل عقلي وتفكيري».

وتُضيف: «الإنتاج مغامرة قد يخسر المنتج أكثر من مرة، وفي كل مرة يخوض نفس التجربة أملاً في تعويض خسارته، لكن بالنسبة إليّ لا أخوضها لكي أعوض أو أحقق مكسباً مادياً، لكن لُحبي تقديم العمل كما أحب أن يظهر للناس وليس كما يُحب مُنتج آخر تقديمه بشكل تجاري، فلا أخضع لرغبة أحد في الرسالة التي أُريد إيصالها».

وتُشير: «عمري ما عرفت أعمل فلوس من أي حاجة».



وتابعت شاهين: «الشيء المهم بالنسبة لي أن تضع السينما أو الدراما يدها على مُشكلات مجتمعية، مثلاً أول إنتاجي كان عن العشوائيات وهو فيلم (خلطة فوزية) خلاله تحدثت عن اهتمامات سكانها وانفعالاتهم ومُشكلاتهم وآمالهم، تطرقت إلى مُشكلاتهم وأحلامهم البسيطة، هذا ما أقصده تقديم أوضاع صعبة لكن بكل حب».

وتُتابع: «أحاول تقديم الواقع بشكله الحقيقي، وهذا لا يعني أنني سأقدم العشوائيات وأصف سُكانها بالمُنحرفين أو البلطجية أو اللصوص، أنا مع تقديم الواقع لكن بوجهة نظر إيجابية أتمنى أن تسود المُجتمع كله، وليس بالصورة السلبية التي قد يُقدمها البعض في سبيل تحقيق مكاسب مادية على حساب مشاعر سكان تلك الأماكن».

وتلفت: «الإنتاج حالياً مُعتمد بشكل أساسي على الأكشن والكوميديا وهي نوعيات الأفلام التي تُدر ربحاً مادياً أكبر، لأن الجمهور يحب تلك النوعية من الأفلام وهي بالمناسبة إشكالية عالمية وليست في مصر فقط، الأمر الذي أدى لتقلص نوعيات أخرى من الأفلام مثل الاستعراضية أو الرومانسية أو التاريخية، فلا يوجد تنوع، وخط واحد من الإنتاج هو المُسيطر للأسف».



وتردف: «بالنسبة ليّ لا أتردد أبداً في تقديم أي أعمال تُضيف للمُجتمع، مثلاً كنت أتمنى إنتاج فيلم (حظر تجول) لكنني لم أستطع ذلك، وسعدت جداً بموافقة المُنتج صفي الدين محمود وتحمسه لإنتاج تلك القصة رغم حساسيتها والتي ناقشت العلاقات غير الشرعية، لأنه موضوع غير تجاري، وبالقياس نجد أن هناك قلة قليلة جداً قد يُقبلون على إنتاج أعمال غير تجارية هدفها تقديم رسالة للمُجتمع».

وتؤكد إلهام شاهين أنها لا تؤمن بمقولة «الجمهور عايز كده» فهي تُقدم ما تراه مُناسباً للمُجتمع وللجمهور في آن واحد، «أريد أن أقدم ما هو مُناسب للجمهور.. وليس ما يراه الجمهور مُناسباً، الجمهور نوعيات مُختلفة ولا يمكن إرضاء الجميع بالتأكيد».



وتزيد: «تقديم مُشكلات المجتمع بشكل إيجابي كما أُومن في الأساس مُشكلته إنتاجية ويرتبط بمدى جرأة المُنتج على تقديم تلك الأعمال دون النظر للربح، أما بخصوص الورق أو السيناريوهات التي تتناول ذلك فهي كثيرة، لكن لا توجد جهة إنتاجية تتحمس لها، فالإنتاج هو عصب كل شيء، المُشكلة في التمويل وليست في الورق».



وعن المنصات الجديدة وتأثيرها على صناعة الدراما والسينما عبرت شاهين عن أملها في أن تكون تلك المُنصات جهة تمويلية لتقديم أعمال جادة ومُحترمة تُوجه لمُناقشة مُشكلات مُجتمعية.

وعن آخر أعمالها تقول: «نحن الآن في مرحلة التحضير لفيلم بُمشاركة الفنانين: باسم سمرة وهالة صدقي ووفاء عامر وبشرى وتامر فرج ومجموعة من الشباب، واحتمال مُشاركتي في موسم رمضان 2022 في عمل درامي أعكف على دراسته حالياً».