الجمعة - 17 مايو 2024
الجمعة - 17 مايو 2024

رفيف الحافظ: البرامج السياسية تهدم جسور المحبة مع الجمهور

أكدت الإعلامية العراقية رفيف الحافظ، أنها لا تجد نفسها إلا في البرامج الإنسانية، وليس السياسية، منوهة بأنها تتلقى عروضاً كثيرة من عدد من القنوات إلا أنها ترفضها رغم الإغراءات المالية.

ووصفت الحافظ في حوارها مع «الرؤية» البرامج السياسية بالهَادِمة لجسور المحبة التي ربطتها بالمواطن العراقي، لذلك قررت التوقف مُستغنية عن كل تلك الامتيازات التي لا تُمثل أي شيء بالنسبة لها في مُقابل حب الناس.

حققت الحافظ نجاحاً كبيراً خلال هذا العام، بتفجيرها عدداً من القضايا الإنسانية التي احتلت «التريند» في العراق، ليتم اختيارها شخصية العام الإنسانية في عام 2021 من قِبل إحدى المُنظمات المحلية تقديراً لبصمتها الخاصة في سبيل مُساعدة وخدمة المواطن العراقي.

وقد أثارت الحافظ عدداً من القضايا المُهمة خلال الفترة الماضية منها قضية الأميرة مريم العراقية التي شوهها شاب بمادة حارقة بعدما تسلل إلى منزلها عقب رفضها الزواج منه، ووضعت الحافظ يدها على قضية خطيرة وهي اغتصاب الطفلة حوراء ذات الـ7 سنوات على يد رجل يبلغ من العمر 40 عاماً.

ولا تكتفي الحافظ بإلقاء الضوء على المُشكلات التي تستعرضها في برنامجها «مع رفيف الحافظ» وإنما تُسهم بحلها وتتابعها بنفسها، بدافع إنساني، رغم معرفتها أن دور الإعلامي إلقاء الضوء على المُشكلة وليس حلها.

وقالت الحافظ في حديثها مع «الرؤية» إنها تتابع بنفسها حل المُشكلات التي تأتيها عبر برنامجها، حتى أنها تُتابع بنفسها حالات عشرات المرضى للعلاج خارج العراق، بمُساعدة وزارة الصحة العراقية والحكومات المُتعاقبة.

وتقول مُتنهدة: «أضع نفسي مكان هؤلاء أصحاب المُشكلات، كسبت حب الناس، لأنني أحب العمل الذي أعمله».

مجازفة فعودة



تركت رفيف البرامج السياسية لتعمل بالبرامج الإنسانية والتي توسع علاقتها وتبني جسور الثقة بينها وبين المواطن البسيط، لكنها -وبحسب وصفها- جازفت لتعود مرة أخرى للبرامج السياسية من بوابة قناة «الحرة» العالمية، لكن ورغم الراتب الكبير المُقدم من جانبهم والامتيازات الخاصة التي تلقتها، إلا أنها لم تستطع الاستمرار، إذ وجدت أن البرامج السياسية تهدم جسور المحبة التي ربطتها بالمواطن العراقي، فقررت التوقف مُستغنية عن كل تلك الامتيازات التي لا تُمثل أي شيء بالنسبة لها في مُقابل حب الناس.

وأشارت الحافظ إلى أنها عادت إلى عملها، حيث وجدت نفسها «بين الناس» عبر برنامجها «مع رفيف الحافظ» والذي كان يقدم كحلقة واحدة فقط بالأسبوع، وزادت حلقاته لخمس حلقات في الأسبوع بمُتابعة شاملة منها في الإعداد والتنفيذ.

وتقول: "البرنامج ساعة كاملة بإشراف كامل مني، عرضت به العديد من القضايا، آلاف القضايا لمدة 3 سنوات كاملة، كلها إنسانية وخدمية، والتي أُتابعها بنفسي، لا أُرهق من طول المُشكلات حتى وإن استمر حلها سنوات، المُشكلات الخدمية الخاصة بالكهرباء وغيرها، وأطرح القضايا الاجتماعية".

الأكثر بشاعة



القضية الأكثر بشاعة وعنفاً بالنسبة للمُذيعة العراقية هي قضية الأميرة مريم والتي كانت مثار حديث وسائل التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية، وتحكي عنها الحافظ في حديثها مع «الرؤية» وتقول: «جاءني والدا مريم وطلبا مُساعدتي، وعدتهما أن أُساعد الفتاة المسكينة التي رفض كثيرون مُساعدتها رغم ما ألم بها من قهر ووجع وتشوه، وخلال يومين فقط درست حالتها ووجدت أنها حالة لا يُمكن السكوت عنها، وأطلقت وسم (أنقذوا الأميرة مريم) وخلال البث المُباشر للحلقة حققت مُشاهدات أكثر من مليون ونصف المُشاهدة، وحقق (الهاشتاج) مبتغاه وجاءت الاتصالات من الجهات الحكومية، منها مجلس القضاء الأعلى العراقي للنيل من المُجرم، ثم وزارة الصحة ولقاء مع رئيس الجمهورية».

المقاتلة



العديد من القضايا المسكوت عنها أثارتها الحافظ في برنامجها، وتلك الموضوعات هي وجهتها تبحث عنها لتتناولها بشكل غير روتيني ولا تقليدي، وهو ما جعل كثيرين يُلقبونها بالمُقاتلة، ومن تلك القضايا القضية التي أثارتها في برنامجها قضية «اغتصاب» الطفلة العراقية حوراء التي تم اغتصابها من قبل شرطي، وترقد في حالة صعبة في أحد المُستشفيات.

وعن تلك القضية تقول: "أصابني الفزع، وقررت تبني قضية حوراء، بواسطة مُجرم استدرجها لأحد المنازل ثم اغتصبها ورماها أمام منزلها، حالة حوراء يُرثى لها، سبع سنوات والمُجرم 40 سنة".

وعمّا تم في القضية أشارت: "تواصلت مع وزارة الداخلية وفي اليوم نفسه تم إلقاء القبض على المُجرم، أرى أن واجبي ومكاني بين هؤلاء المُستضعفين الذين لا يجدون من يساعدهم كأهل حوراء أسرة متواضعة تفتقر إلى أبسط أساسيات الحياة فَجعتهم الأقدار في ابنتهم، أن تُغتصب بواسطة ذئب بشري مُجرم، دوري أنا أن أكون عونهم وسندهم".

وتختم: «لا أجد نفسي سوى في البرامج الإنسانية، وليس السياسية، ورغم العروض الكثيرة التي تأتيني من عدد من القنوات إلا أنني أرفضها رغم الإغراءات المالية، فمكاني كما قلت بين الناس، وأتمنى أن يكون نهج الإعلاميين داخل العراق مُساعدة الناس على أرض الواقع، فناس العراق يستحقون، وعدم التصنع في الظهور أمام الناس والعفوية هي الطريقة المثلى للوصول إلى قلوبهم وبيوتهم».