الخميس - 02 مايو 2024
الخميس - 02 مايو 2024

بعد اعتزاله.. مَن هو المخرج المصري داوود عبدالسيد؟

احتل المخرج المصري داوود عبدالسيد «التريند» في مصر بعد يومين فقط من إعلانه اعتزال الإخراج نهائياً، مرجعاً الأسباب التي دفعته لذلك لما أسماه الوضع العام في السينما والإنتاج لا ينبأ بأي تغيير في صناعة السينما، إذ إن الجمهور، حد تعبيره، يبحث عن التسلية وليس العمل الجيد.

وقال المخرج المصري داوود إن إعلان اعتزاله «تحصيل حاصل»، لأنه لم يعمل منذ سنوات، لافتاً إلى أن آخر أفلامه كان فيلم «قدرات غير عادية» وكان في عام 2014.

وفي حيثيات اعتزاله قال المخرج المصري، إن قراره بالاعتزال ليس مشروطاً، إذ إنه لا يجد أي أمل في إصلاح حال السينما المصرية، وأردف المخرج الكبير: «لم أفكر طويلاً في قرار الاعتزال، وليس اعتزالاً مشروطاً، فلا أرى احتمالات لتغير السينما»، فالسينما الحالية برأيه سينما تجارية تستهدف جمهوراً ليس لديه هموم أو اهتمامات.

بدايات

داوود عبدالسيد هو مخرج ومؤلف مصري، من مواليد 23 نوفمبر 1946، حصل على بكالوريوس إخراج سينمائي من المعهد العالي للسينما عام 1967، كان يتمنى في طفولته أن يصبح صحفياً إلا أنه أحب السينما وتعلق بها فعمل في بداية حياته المهنية، كمساعد مخرج في بعض الأفلام أهمها «الأرض» ليوسف شاهين، و«الرجل الذي فقد ظله» لكمال الشيخ، و«أوهام الحب» لممدوح شكري.

صنع عبدالسيد أفلاماً تسجيلية اجتماعية لشغفه برصد المدينة وأهلها، فكان ينتمي للطبقة المتوسطة، فلم يختلط بالعمال في المصانع الذين يصورهم في أعماله، لذا كانت الأفلام التسجيلية وسيلته للاحتكاك بطبقة العمال بمختلف طوائفهم.

وعن عمله بالأفلام التسجيلية قال عبدالسيد: «أنا ابن المدينة ولم أعِش في الريف، كما أنني ابن الطبقة الوسطى ولم أكن أعلم بما يحدث في المصانع والطريقة التي يعمل بها العمال، فمنحتني الأعمال التسجيلية لمحة عن حيوات لم أكن أعلم عنها شيئاً، واستطعت التعرف بشكل أكبر على ملامح من حياة المصريين».

قدّم عبد السيد عدداً من الأفلام التسجيلية المُهمة منها: «وصية رجل حكيم في شؤون القرية والتعليم» 1976، و«العمل في الحقل» 1979، و«عن الناس والأنبياء والفنانين» 1980.

أفلام سينمائية

عمل المخرج المصري داوود عبدالسيد في عدد من الأفلام المتميزة في بداية مشواره في إخراج الأفلام السينمائية، بداية من فيلم «الصعاليك» للنجمين نور الشريف ومحمود عبد العزيز، عام 1985، وفي عام 1991، قدّم أهم أفلامه «الكيت كات» مع محمود عبد العزيز.

ثم قدم عدداً من الأفلام المهمة أيضاً منها: «البحث عن سيد مرزوق، أرض الأحلام، سارق الفرح»، وفي عام 2000 قدم فيلمه «أرض الخوف» مع النجم أحمد زكي.

وفي عام 2001 قدّم فيلم «مواطن ومخبر وحرامي» مع خالد أبوالنجا وشعبان عبدالرحيم وصلاح عبدالله وهند صبري، ثم انقطع لعدة سنوات وعاد ليقدم فيلم «رسائل البحر» لآسر ياسين وبسمة، أما آخر أفلام داوود عبدالسيد «قدرات غير عادية» لخالد أبوالنجا ونجلاء بدر 2015.

ومن الملاحظ أن كل أفلام داوود عبدالسيد من تأليفه وإخراجه، عدا فيلم «أرض الأحلام» عام 1993.

وقال عبدالسيد في لقاء سابق إن غيابه عن الساحة الفنية، في أحيان كثيرة كان إجبارياً إذ كان يفشل في أحيان كثيرة في الحصول على منتج لأعماله وإقناعه بتنفيذه، فمثلاً استغرق ظهور فيلمه الشهير «الكيت كات» 5 سنوات ما بين بداية الكتابة والإنتاج وعن ذلك قال: «لم يكن هناك منتج يريد تنفيذه بالمواصفات الصحيحة، وهو تنازل لم أستطع تنفيذه، والكيت كات كان أكثر أعمالي جماهيرية».

وقال عن التنازلات التي يطلبها المُنتج: «في صناعة السينما، طالما يتم تقديم فيلم مُعين بميزانية معينة، لابد أن أُقدم التنازلات، لكن دون إفساد للعمل».

جوائز

حصل المخرج داوود عبدالسيد على عدد من الجوائز طوال مسيرته الفنية، منها وفي عام 1985 حصل على جائزة العمل الأول في مهرجان أسوان الأكاديمي عن فيلمه «الصعاليك»، وحصل فيلمه «أرض الخوف» على جائزة الهرم الفضي من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، وجائزة السيناريو من مهرجان البحرين الأول وجائزة أحسن فيلم من مهرجان جمعية الفيلم، وجائزة أحسن إخراج من مهرجان جمعية الفيلم في عام 1999، ودخلت أفلامه «الكيت كات»، «أرض الخوف»، و «رسائل البحر» ضمن قائمة أهم 100 فيلم عربي التي أصدرها مهرجان دبي السينمائي الدولي عام 2013، وفي عام 2018 تم تكريمه في مهرجان الجونة السينمائي.