كيف يوظف المشاهير متابعيهم في جني أرباح هائلة من علاماتهم التجارية؟

اكتسبت صناعة الملابس دفعة هائلة الأسبوع الماضي عندما أعلنت كل من ريهانا وكيم كارديشيان عن جولات كبيرة لجمع الأموال لشركات الأزياء الخاصة بهما.

ويستثمر عدد من المشاهير شهرتهم للترويج لمشاريعهم وشركاتهم الخاصة ونشر بيانات مضللة أو إخفاء الأرقام الحقيقية في ظل عدم وجود جهات للتحقق من صحة البيانات.

وذكر موقع «أوربان ميوزيك» أن ماركة ريهانا للملابس Savage X Fenty ربحت أكثر من 125 مليون دولار، وفي اليوم التالي ضاعف خط ملابس كارديشيان، تقييمه إلى 3.2 مليار دولار بعد أن جمع 240 مليون دولار في رأس المال الجديد.

وتستخدم كل من ريهانا وكيك كارديشيان عدد متابعيهما الهائل على وسائل التواصل الاجتماعي «ما يقرب من 300 مليون لكل منهما» كداعم لأعمالهما وثرواتهما.

نمو متسارع

وبفضل أعمالهما، تسارع ريهانا وكارداشيان إلى التحدث عن نمو الشركة على وسائل التواصل الاجتماعي وفي أماكن أخرى، ولكن مثل العديد من رواد الأعمال المشاهير، فإنهما تتوخيان الحذر الشديد عندما يتعلق الأمر بالكشف عن المعلومات المالية.

وتقول سوشاريتا كودالي محللة البيع بالتجزئة إن كل هذه الشركات الخاصة تسهل عملها اعتماداً على اسم المالك الشهير، منوهة إلى أن هؤلاء النجمات يستخدمن شهرتهن كسيف ودرع لكسب الاعتراف بمكانتهن بين الشركات الناشئة.

وفي هذا السياق تبرز النجمة غوينيث بالترو، التي أطلقت علامتها التجارية الخاصة بأسلوب الحياة، Goop، في عام 2008، ورغم أنها جمعت 50 مليون دولار تمويلاً، رفضت الشركة تأكيد أرباحها التي قدرتها مصادر بما يتراوح بين 15 و20 مليون دولار.

و«يلعب مجتمع رأس المال الاستثماري دوراً كبيراً في نشر هذه الأكاذيب، ولا أحد يشكك فيها».

وعلى سبيل المثال، فإن المطرب الأمريكي بليك شيلتون، الذي يحتل المرتبة 70 في قائمة أغنى 100 مشهور لفوربس، يكسب معظم دخله من العمل كمدرب صوت على قنوات رقمية.

وذكرت مجلة رولنج ستون أنه باع بهدوء حقوق أغانيه مقابل 50 مليون دولار. ولكن عندما سئل شيلتون عن الصفقة مؤخراً، كان متردداً.

من جانب آخر، وبعد فترة وجيزة من التنحي عن واجباتهما الملكية، دشن الأمير هاري وميغان ماركل في حملة إعلانية أمريكية بالكامل، معلنين عن شراكات مع نتفليكس وسبوتيفاي، ولكن عندما يتعلق الأمر بالكشف عن قيمة تلك الصفقات، ظل الزوجان الملكيان السابقان محافظين على سريتها.

أكاذيب المشاهير

اختارت فوربس أخت كارديشيان غير الشقيقة كايلي جينر أصغر ملياردير عصامي في عام 2019. وبعد مرور عام، ظهرت الحقيقة بشأن أرقام شركة مستحضرات التجميل الخاصة بها.

وحققت شركة مستحضرات التجميل لكايلي إيرادات بقيمة 360 مليون دولار في عام 2019، مما جعلها أصغر مليارديرة عصامية في ذلك الوقت.

وفي العام التالي، اشترت شركة Coty المتداولة علناً 51% من الشركة بقيمة 1.2 مليار دولار. بعد ذلك بقليل، بحثت فوربس في وثائق الشركة لتجد أن شركات التجميل لكايلي كانت نصف الحجم الذي ذكرته جينر ما يعني أنها كانت تكذب، لذلك تم إخراجها من قائمة المليارديرات.

غياب التدقيق

وتقول كودالي إنه ليس هناك هيئة إدارية تنظم وتدقق ما تعلنه الشركات الخاصة، لذلك تستمر في نشر الأكاذيب، و«يلعب مجتمع رأس المال الاستثماري دوراً كبيراً في نشر هذه الأكاذيب، ولا أحد يشكك فيها».

وينضم لهؤلاء المشاهير النجمة جيسيكا ألبا، ولاعب التنس روجر فيدرر الذي استثمر بقيمة 50 مليون دولار في شركة للأحذية الرياضية.

ويبقى أن ننتظر ونترقب التأثير الذي قد تحدثه شركات كيم وريهانا في سوق الملابس، رغم استفادتهما من الضعف الحالي لمبيعات الشركات الأخرى في السوق.

وتؤكد كودالي "أنا أصنفهم جميعاً على أنها شركات ناشئة تبالغ في تقدير أعمالها، لكن لا يمكنك الاختباء بمجرد أن تصبح شخصية عامة".