الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

حصاد دراما رمضان: قليل من النجاح.. كثير من خيبات الأمل

على مدار 30 يوماً وليلة رمضانية عرضت الفضائيات ومنصات البث الرقمي أكثر من 100 مسلسل عربي جديد من كل الأنواع الفنية، بعضها سرعان ما خطف الأنظار والآذان، وتابعه الناس بشغف، وبعضها مر عابراً مرور الكرام دون أن يشعر به أحد.

الرابحون

مع غياب آليات قياس دقيقة لعدد مرات وساعات المشاهدة سواء للفضائيات أو المنصات، سيظل من الصعب الحكم على مدى نجاح أي عمل، ويظل ما يحدثه عمل ما من جدل وآراء إيجابية أو سلبية على مواقع التواصل الاجتماعي هو المقياس الذي يعتمده الكثيرون، رغم السلبيات والعيوب الكثيرة التي تنتج عن ذلك.

جمهور مواقع التواصل الاجتماعي يتشكل معظمه من شباب ومراهقين، لهم أذواقهم الخاصة، ويميلون إلى السخرية بطبعهم، ومن ناحية ثانية هناك نجوم وأصحاب مسلسلات يوظفون شركات علاقات عامة ولجان إلكترونية لترويج أعمالهم على مواقع التواصل ووسائل الإعلام.

في مجال الفنون يصعب تحديد مقياس واحد للنجاح: هل هو العمل الأكثر مشاهدة؟ أم الأكثر إثارة للجدل؟ هل هو العمل الذي يجمع عليه أو يختاره معظم النقاد؟ أم العمل الأكثر شعبية بين المشاهدين.

«الكبير» كبير!

من ناحية الجمهور يمكن أن نقول أن مسلسل «الكبير» الجزء السادس هو الأكثر مشاهدة نظرا لطبيعته الكوميدية وشهرة صاحبه والأجزاء السابقة والمواعيد التي يبث خلالها، أثناء الإفطار. وأهم شيء أن «الكبير» لم يخيب أمل معظم المشاهدين الذين كانوا ينتظرونه، واستطاع أن يحافظ على جمهوره وأن يشيع الضحكات في ملايين البيوت، وهو إنجاز لو تعلمون «كبير».

مفاجأة «جزيرة غمام»

لم يتوقع أحد أن يحقق مسلسل «جزيرة غمام» هذا النجاح الساحق، حتى صناعه، الذين دفعوا به إلى فضائية صغيرة نسبياً، ولكن سرعان ما التف الكثيرون حول العمل، الذي يمزج بين التاريخ والأسطورة والواقع في قالب درامي بديع وأداء تمثيلي لا ينسى. ومع مرور الأسبوع الثاني من الشهر كان «جزيرة غمام» يتصدر جميع استفتاءات واستطلاعات رأي النقاد والمتخصصين، في تصاعد مستمر لشعبيته من يوم لآخر.

«الاختيار 3»

ربما لم يكن من الممكن لمسلسل «الاختيار 3» أن يحقق التأثير العاطفي الهائل الذي حققه الموسمان الأول والثاني، وذلك نظراً لطبيعة الجزء الثالث الوثائقية وكونه يدور في أروقة ودهاليز مكاتب السلطة والأحزاب والتيارات السياسية، ويقل فيه «الأكشن» والقصص الإنسانية المؤثرة التي ميزت الموسمين السابقين. ورغم أي ملاحظات فقد جذب المسلسل جمهوراً هائلاً من الذين يريدون معرفة، أو تذكر، ما حدث خلال الفترة العصيبة من حكم الإخوان المسلمين.

البعض جذبه أيضاً الممثلون الذين لعبوا شخصيات كبار المسؤولين من الرئيس السيسي إلى محمد مرسي وخيرت الشاطر وهلم جرا، وهذه الشخصيات جذبت الناس أكثر من النجوم الثلاثة كريم عبدالعزيز وأحمد عز وأحمد السقا. والبعض جذبه أيضاً المقاطع الوثائقية المدهشة التي كانت تنتهي بها كل حلقة.

«من شارع الهرم إلى..»

من أفضل المسلسلات وأكثرها مشاهدة وإثارة للجدل هذا العام. وهو يتميز بكتابة تمتلئ بالأحداث والشخصيات والتشويق، كما يناقش كثيراً من القضايا الاجتماعية والإنسانية في إطار درامي غير مفتعل. وبغض النظر عن أنه قد تسبب في غضب الكثيرين، لكن أعتقد أن الجميع تابعه بشغف حتى منتقديه.

«العاصوف 3»

من جزء لآخر يثبت مسلسل «العاصوف» في موسمه الثالث مكانته كواحد من الملاحم الدرامية العربية التي توثق لتاريخ المملكة السعودية والمنطقة العربية بشكل عام خلال القرن العشرين. وأجمل ما في هذا العمل هو مزجه بين العام التاريخي والخاص الخيالي بطريقة سلسة وطبيعية.

بجانب هذه الأعمال هناك مسلسلات أخرى حققت نجاحات لدى قطاعات كبيرة من المشاهدين، مثل «مكتوب عليا» في مجال الكوميديا، و«فاتن أمل حربي» في مجال الدراما الاجتماعية و«المداح» في نوع الرعب والميلودراما، حيث حظي بمشاهدات جيدة جدا في الأوساط الشعبية والريفية، و«انحراف» الذي جذب بحبكته البوليسية وجرائمه الدموية قطاعاً لا بأس به من المشاهدين، و«بطلوع الروح» الذي بدأ عرضه في النصف الثاني من الشهر وحقق مشاهدات كبيرة وجدلاً أكبر على مواقع التواصل ووسائل الإعلام.

الخاسرون

مثل النجاح، يصعب قياس الخسارة في مجال الفن. وبشكل عام لا أحد يتذكر أو يذكر الأعمال الفاشلة، ووسط المنافسة الرمضانية الشرسة تقع معظم الأعمال على الطريق دون أن يلحظها أحد، وهي أكثر من أن تحصى. ولكن يمكن الإشارة إلى بعض المسلسلات التي دخلت الشهر بتوقعات كبيرة جداً، وخرجت منه بخيبة أمل بحجم هذه التوقعات.

«المشوار»

هو المسلسل الأتعس حظاً في رمضان 2022 رغم التوقعات الهائلة التي دخل بها الشهر والحلقات الأولى المبهرة التي تميز بها، ولكن بداية من الحلقة الخامسة بدأ المسلسل يغط في نوم عميق، وطفت المشاكل التي واجهت إنتاجه وتصويره على السطح، ورغم تكليف 4 وحدات تصوير بأربعة مخرجين بمحاولة الانتهاء من العمل بشكل لائق، جاءت النتيجة مخيبة للآمال، سواء بالنسبة لجمهور النجم الشعبي محمد رمضان، أو لجمهور المخرج المتميز محمد ياسين.

«العائدون»

لعله المسلسل الأكثر إثارة للدهشة هذا العام. في العام الماضي حقق مسلسل «هجمة مرتدة»، المأخوذ من ملفات الأجهزة الأمنية والمخابراتية والمصوغ في قالب تشويقي على طريقة أفلام جيمس بوند و«مهمة مستحيلة»، نجاحاً كبيراً. وعلى نفس المنوال تمت صياغة مسلسل «العائدون» بميزانية أكبر وعدد ألمع وأكثر من النجوم، ولكن العمل لم يحظ بكثير من الاهتمام لأسباب يصعب فهمها.

«أمينة حاف 2»

مثل «العائدون» دخل الجزء الثاني من مسلسل «أمينة حاف» شهر رمضان برصيد كبير من النجاح حققه الجزء الأول وتوقعات كبيرة للجزء الثاني، ولكن سرعان ما بدأ الإقبال عليه يتراجع تدريجياً. مع ذلك لا يخلو «أمينة حاف 2» من بعض الكوميديا الطريفة واللحظات الإنسانية المؤثرة، ولكن شيئاً ما في الخلطة لم يكن مضبوطاً.

«شغل في العالي»

توفر لهذا العمل نجمتان محبوبتان هما فيفي عبده وشيرين رضا ومؤلف واعد هو حسين مصطفى محرم، ابن السيناريست الكبير الراحل، وفكرة طالما حققت نجاحاً كبيراً حول نصابتين تنتقمان من الرجال «الأوغاد». ولكن العمل جاء أقل من التوقعات ولم يحظ بكثير من المتابعة.