الأربعاء - 08 مايو 2024
الأربعاء - 08 مايو 2024

الحجَر والحُلم المرِن

الحجَر والحُلم المرِن
بلقيس سليمان عبدالله الجابري طالبة - اليمن

بعد طول تفكير وإمعان في واقع يجري وأشياء تفرض نفسها عليك وعلى مستقبلك بالسوء إن صح القول، أشياء ليس لك فيها ناقة ولا جمل، فتجعل الحلم فوق صعوبته يزداد تحجّراً، فتكون ضحية لوضع سياسي واقتصادي متدهور، وربما اجتماعي أيضاً.

الأوضاع التي لا تمكّنك من الحلم أبداً قد تستنزف زهور عمرك ولن تحصل إلا على طرف الحلم، كمن يزرع ورداً وسط الوحل!، فتكون أنت وحلمك تماماً كمن يُوهب سمكة وهو يعيش في صحراء مقفرة، لا تتوفر لديه قطرات الماء، فهو مخيّر بين أن يبقى ويموت هو وسمكته، أو أن يفكر بالعيش، بجانب البحر أو النهر أو حتى حوض ماء صغير.. هنا توصلت لما أسميه بالحلم المرن!


الحلم الذي لا يشترط لتحقيقه زماناً أو مكاناً أو معايير أو شروط، الحلم الذي لا بد أن تتبعه، أن تبحث له عن وضع يلائمه حتى لا يتلاشى وينتهي.


لا أقصد هنا الوضع الجاهز الذي يمكّنك من النجاح الذي لم تبذل لأجله سهرة ليلية حتى.. وإنما أريد بقولي إن لم تهد لك الحياة فرصاً ووضعاً مهيئاً للنجاح، فيمكنك صناعتها وربما جذبها إليك أو الذهاب إليها، المهم ألّا تكون ضحية ولا يكون هدفك صلباً ليس له إلا مكان ووضع واحد، فحتى الحجر له وجهان وربما أكثر!

في نظري، إن أولى خطوات الحلم هي الحصول على المكان والشخص المناسبين، فالبيئة هي العامل الأكبر المسؤول عن النسبة الأكبر من نجاحك أو فشلك، فحاول أن تخلق لنفسك وسطاً يشبهك وأشخاصاً للاستماع حتى تحدثهم عن أغوار نفسك، وحتى لا تكون خلجات نفسك رهينة خاطرك!

وهنا، قد لا تستطيع أن تحصل على المحيط المثالي لكن حاول التقرب وتقوية علاقاتك بالناجحين، تحاورهم أفكارهم وأفكارك وابتعد عن المتذمرين الذين يحملون الأرض على كاهلهم!

شاركوا بمقالاتكم المتميزة عبر: [email protected]