الاثنين - 29 أبريل 2024
الاثنين - 29 أبريل 2024

كوكو شانيل.. حب الدوق والقماش يصنع تاريخ الموضة في العالم

عاد قماش التويد مرة أخرى في عرض أزياء كوكو شانيل في شهر مارس الجاري مؤكداً أن سترة التويد هي الأفضل والأكثر شهرة من بين جميع إبداعات كوكو شانيل الأسطورية.

قصة قماش التويد

وذكر موقع «ميل أونلاين» أن سترة التويد وراءها قصة حب ربطت بين الحسناء الفرنسية ودوق بريطاني، أحدثت ثورة في تاريخ الموضة في العالم، بحسب كتاب شانيل ريفييرا الذي صدر حديثاً للمؤلفة آن دي كورسي.

والحقيقة أنه عندما كانت كوكو شانيل تقيم في منزل خطيبها دوق وستمنستر في عام 1928، وقعت في حب القماش لأول مرة، بالصدفة وبالحب.

إذ شعرت بالبرد ذات يوم فوضع على كتيفيها إحدى ستراته المصنوعة من التويد وربطها.

وكانت السترة متهالكة، وقماش التويد نفسه لا يستخدم عادة إلا في الملابس الريفية لأنه يتحمل البرد والرياح والمطر.

ولكن مع تلك السترة الناعمة المنسوجة بالحب، فكرت شانيل في القماش من جديد وبدا لها ناعماً رقيقاً أنيقاً.

وتزامن ذلك على الفور مع جانبين من شخصيتها؛ قدرتها على رؤية شيء لا يلاحظه معظم الناس، وحبها لإنجلترا.

وظهرت أول سترة صوفية لها في عام 1925 وبحلول أكتوبر من عام 1927، كانت مجلة فوغ الأمريكية تشيد بالتويد الاسكتلندي ووصفته بأنه «إلهام من السماء» لمصممي الأزياء الفرنسيين.

وحققت سترة التويد المميزة التي ارتدتها، والتي غالباً ما كانت تتماشى مع التنورة، نجاحاً فورياً، حتى إن متجرا أمريكياً باع 200 نسخة من بدلة شانيل لذلك العام في يوم واحد فقط.

وحتى اليوم، بعد مرور 51 عاماً على وفاتها، لا تزال كوكو شانيل تلهم النجمات و النساء المشهورات حول العالم.

وكانت علاقة الحب التي أطلقت إطلالتها المميزة قد بدأت في أمسية دافئة على الريفييرا الفرنسية.

إذ كانت كوكو تتناول العشاء في فندق دي باريس الساحر في موناكو مع صديقتها فيرا بات عندما التقت بدوق وستمنستر لأول مرة.

وبينما كان الاثنتان تتجاذبان أطراف الحديث، اقترب منهما الدوق البالغ من العمر 43 عاماً، واسترعى انتباهها أنه طويل، أشقر، حسن المظهر وكريم، وكان أيضاً أغنى رجل في إنجلترا.

وسرعان ما سرت كيمياء الحب بين الأنيقة الفرنسية والدوق البريطاني، ودعاها للعشاء على متن يخته في اليوم التالي، واستأجر فرقة غجرية لتغني لها، ومن يومها لم يفترقا.

بالنسبة إلى الدوق، كانت شانيل مختلفة تماماً عن أي امرأة أخرى قابلها، تتمتع بالأناقة وقوة الشخصية، والثراء أيضاً.

ولكنها لم تولد كذلك، لأنها قضت طفولتها في ملجأ أيتام بعد أن هجرها والدها المزارع وهي في سن 11 سنة قبل أن يختفي تماماً من حياتها، لتدرك أن الشخص الوحيد الذي يمكنها أن تعتمد عليه هو.. نفسها.

من هنا بدأت عملها في مجال الموضة، وجمعت بين الذوق والأصالة مع حب طاغٍ للعمل واهتمام بأدق التفاصيل، ورؤية ما وراء المشهد البصري، محدثة ثورة في عالم الموضة بتصميماتها البسيطة والأنيقة والمريحة التي سمحت للنساء بالتحرك بحرية.

ورغم علاقتها مع الدوق البريطاني، لم تتخلَ شانيل عن عملها، وعشقت بصفة خاصة قماش التويد الاسكتلندي الذي كان مشهوراً في كل أنحاء العالم، ولكنها نقلته من عالم الرجال إلى ملابس النساء.

في كثير من الأحيان، كانت تجمع بين التويد ونسيج غير تقليدي، مثل معطف الصوف الرمادي مع بطانة من الحرير المطبوع باللون الفوشيا فوق فستان حريري.

ورغم انطفاء جذوة الحب مع الدوق البريطاني بعد عشر سنوات، إلا أنهما ظلا صديقين.

ولا أحد يعرف حقًا ما إذا كان قد طلب منها الزواج منه، أم أنها رفضت، لكنها بلا شك كانت تحبه.

ويمكن القول إنها واحدة استمدت منها إلهامها الأكبر.. سترة التويد.