الجمعة - 03 مايو 2024
الجمعة - 03 مايو 2024

«مضخة مضادات حيوية» داخل المعدة للقضاء على السل

«مضخة مضادات حيوية» داخل المعدة للقضاء على السل
نجح باحثون من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في ابتكار طريقة واعدة يمكن استخدامها في علاج مرض السل.

تعتمد تلك الطريقة على استخدام جهاز يزرع داخل المعدة ويضخ بانتظام المضادات الحيوية اللازمة لعلاج ذلك المرض الخطير المعدي الذي يفتك بحياة مليون شخص سنوياً.

وبحسب ما نشر في تدوينة صوتية على موقع «ساينتفيك أمريكان ـ للعلم»، يُعد من أسباب انتشار عدوى السل أن العلاج يتطلب تناول مضادات حيوية بصورة يومية لمدة ستة أشهر كاملة، وهو أمر يصعب الالتزام به عند نحو نصف المصابين بالمرض، وخصوصاً الذين يسكنون المناطق الريفية والنائية ذات الوصول المحدود للمستشفيات وأماكن الخدمات الطبية.


لذا، صمم الباحثون جهازاً جديداً هو عبارة عن سلك رفيع مرن مصنوع من سبيكة النيكل والتيتانيوم، يمكن إدخاله إلى معدة المريض من خلال أنبوب أنفي ويحمّل ذلك السلك بالمضادات الحيوية، ويمكن دمج ما يصل إلى 600 قرص به، وبمجرد دخوله المعدة يقوم جهاز متصل بالسلك الملفوف بإطلاق المضادات الحيوية ببطء لمدة شهر كامل، مما يلغي حاجة المريض لتناول المضادات الحيوية اللازمة للعلاج كل يوم.


وقال جيوفاني ترافيرسو، الباحث الرئيس في الدراسة، إن الجهاز الجديد جُرب على الخنازير، ومن المتوقع أن يتم تصميم تجربة سريرية بشرية لاختبار سلامة الجهاز العام المقبل، مشيراً في تصريحات خاصة لـ «الرؤية» إلى أن الطريقة الجديدة «ميكانيكية في الأساس» ولا تعتمد على تطوير علاجات لمكافحة المرض، ولكنها تعتمد على «رفع كفاءة توصيل تلك العلاجات إلى المصابين».

ويرى جيوفاني أن أزمة السل لا تتعلق بجودة العلاجات الموجودة حالياً «فالأدوية فعالة للغاية»، ولكن الأمر يعود إلى «الثقافة المتعلقة بتناول الدواء»، مشيراً إلى أن بعض المرضى في المناطق الفقيرة أو ذات الدخل المنخفض «لا يتناولون العلاجات بانتظام أو لا تصلهم الأدوية في التوقيت المناسب لأخذ الجرعة»، مؤكداً أن ذلك الجهاز «يضع حلاً لتلك المشكلة بصورة جذرية».

يستطيع الأطباء توصيل السلك إلى معدة المريض عن طريق منظار يتم إدخاله عبر الفم، وحين يستقر الأنبوب في المعدة تذوب الكبسولات المحمّلة بالمضاد الحيوي بالتتابع، ما يمد المريض بالكميات المناسبة للدواء كل يوم، ويقول الباحثون إنهم بصدد تطويره لاستخدامه في علاج أمراض أخرى مزمنة كالإيدز.

وأجرى الباحثون استطلاعاً للرأي سُئل خلاله 300 مريض بالسل عن مدى تقبلهم لتلك الفكرة، وقال معظمهم إن هذا النوع من التقنيات سيكون مقبولاً حال إتاحته في الأسواق

ويستطيع الجهاز تقليل تكلفة علاج المرضى بنحو 8000 دولار، فعوضاً عن حضور المريض يومياً إلى أماكن الرعاية الصحية واستهلاك البنية التحتية ووسائل المواصلات، ومراقبته من خلال أشخاص مدربين للتأكد من تناوله الدواء، سيكون كافياً إدخال ذلك السلك إلى معدته، وهو الأمر الذي سيخفف العبء على كل من المرضى ونظم الرعاية الصحية.