السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

في يوم المرأة العالمي.. نساء ملهمات غيّرن مفاهيم الجمال بالعالم العربي

في يوم المرأة العالمي.. نساء ملهمات غيّرن مفاهيم الجمال بالعالم العربي

نساء غيرن مفاهيم الجمال في العالم العربي

يحتفل العالم اليوم 8 مارس، بيوم المرأة العالمي، كنوع من التقدير والاحترام للمرأة في المجتمع، والاعتراف بدورها الذي لا يمكن الاستهانة به بالعديد من المجالات السياسية والاقتصادية وغيرها، بالإضافة إلى التأكيد على دور تمكين المرأة وتوليها العديد من المناصب المهمة لخدمة بلادها، في ظل العديد من التحديات.

وبهذه المناسبة، سوف نقدم اليوم مجموعة من النساء المُلهمات في العالم العربي بعضهنّ تحدث لـ«الرؤية»، استطعن تغيير تلك الصورة النمطية عن جمال المرأة، وأصبحن روّاداً في مجالاتهن، ويحاولن دائماً إعادة الثقة في السيدات بأن يتقبلن شكلهن كما هن، دون الخضوع لتلك المعايير الوهمية التي وضعها لهن المجتمع.

دارين بربر



دارين بربر هي واحدة من السيدات الرائدات في مجالهن، إذ تعمل كـ لايف كوتش ومدربة لياقة بدنية، واستطاعت دارين رغم الأزمة الصحية التي مرّت بها عندما تم بتر ساقها «دون سابق إنذار»، أن تصبح واحدة من النساء الملهمات في العالم العربي، وتخبر جميع النساء أن تلك الأزمة أو الحالة الصحية لن تقف أمام نجاحها واستمرارها بالحياة.

وأخبرتنا نادين في تصريح «للرؤية» أن أكثر الأمور التي ألهمتها خلال مشوارها هو اكتشافها أن الإنسان قادر على صنع قدره وتغيير مستقبله، إذ قالت «كل إنجاز كنت أقوم به كان يلهمني ويعطيني الدافع لأن أنجز أكثر».

وتحدثت دارين عن أول مرة قامت فيها بإزالة الغطاء عن ساقها حيث كانت تقوم بإخفاء مظهر قدمها الصناعية بسبب أحكام المجتمع حيث قالت «كان قراري نابعاً عن الثقة وحبي لنفسي، ‏لقد حررت نفسي من نظرة المجتمع التي كانت تسيطر على حياتي وكنت مجبرة أن أظهر في مظهر يتقبله الآخرون بينما داخلياً كنت منزعجة، ‏وُلد في داخلي شعور رائع بالتحرر والثقة والقوة».



وبالحديث عن التعليقات السخيفة التي من الممكن أن تتلقاها المرأة بسبب مظهرها، أوضحت لنا نادين أنه نادراً ما تأتيها تعليقات سخيفة، وعندما يحدث ذلك، تتجاهلها تماماً لأنها تعرف أن هذا يكون نابعاً من عدم حب وتقبل الذات.

ووجهت دارين نصيحة للفتيات قائلة «نحن الفتيات اعتدنا أن نكون قاسين على أنفسنا وننتقد أنفسنا بشدة، أقول لكل فتاة أحبي نفسك وكوني لطيفة مع نفسك وتأكدي بأن الثقة بالنفس هي أجمل ما تتحلى به أي امرأة، هو الجمال بحد ذاته».



وأكدت دارين دور السوشيال ميديا بالتوعية ضد التنمر أو الحكم على المرأة من خلال مظهرها بشكل عام، وأوضحت أنه يجب علينا الحديث عن هذا الموضوع طوال الوقت، وعلينا دعم بعضنا بأي موقف ‏فيه تنمر أو إيذاء لأي امرأة.

دعاء جاويش



دعاء جاويش هي مؤسسة العلامة التجارية «The Hair Addict» التي تقدم منتجات طبيعية للعناية بالشعر وصحته لا سيما الشعر الكيرلي، وتتبنى مفهوم إطلاق العنان لمظهر الشعر الطبيعي والابتعاد قدر الإمكان عن استخدام الحرارة والمواد المضرة من أجل فرد الشعر، إذ يعتبر الشعر الناعم والأملس هو المعيار المجتمعي الأكثر جمالاً للمرأة.

وتحدثت دعاء لـ«الرؤية» أنها لم تكن تحب مظهرها بسبب شعرها الكيرلي، وأنها لم تكن سعيدة من الداخل بسبب نظرة المجتمع، ولهذا كان تسعى دائماً لفرد شعرها والإضرار به بسبب تلك المعايير المزيفة عن جمال المرأة، إلى أن قررت إنشاء تلك الشركة وتغيير هذا المفهوم.

وقد واجهت جاويش الكثير من الانتقادات والتحديات، وصعوبة لتقبل فكرة كيفية خروج النساء من المنزل دون فرد شعرهن، إلى أن أصبح الأمر أكثر تقبلاً بعد عرض تجارب النساء، والحديث عن سعادتهن بمظهرهن الطبيعي، وكيف أصبح الشعر أكثر صحة وحيوية باستخدام تلك المنتجات التي تحافظ على جمال الشعر، والابتعاد عن أدوات الفرد لإرضاء المجتمع.



كما أضافت جاويش أنه كثيراً ما تأتيهم رسائل من فتيات يعانين مع الثقة بالنفس بسبب كفاحهن ضد مظهر شعرهن الطبيعي، وبمجرد أن يطلقوا العنان لجمالهن الطبيعي يشعرن «وكأنهن طيور منطلقة بدون أغلال كان المجتمع قد وضعهن فيها» على حد قولها.

كما كان هناك لفتة مميزة أخبرتنا بها دعاء عن شركتها أنها ليست مجرد علامة تجارية تبيع مستحضرات تجميل، بل إنها داعمة بكل قوتها لحياة النساء، ولهذا تدعم أيضاً تجارب السيدات اللواتي فقدن شعرهن بسبب مرض السرطان، وكثيراً ما تقوم بعرض هذا من خلال منصاتها على مواقع التواصل.

لجينة صلاح



لجينة صلاح هي خبيرة مكياج ومؤثرة بمواقع الاجتماعي، أصيبت بمرض البهاق، الذي ينتج عنه وجود تصبغات جلدية، وبالتالي أثرت بشكل ما في مظهرها، وقد عانت لجينة في بداية حياتها بسبب هذا المرض، وظلت لسنوات تقوم بإخفاء تلك الصبغات بالمكياج، إلى أن قررت الخروج عن النمط المجتمعي المعروف، وإطلاق العنان لجمالها الطبيعي ومواجهة المجتمع.



وبالفعل، أصبحت لجينة واحدة من أكثر السيدات الملهمات بالعالم العربي، ووجهاً إعلانياً للكثير من الماركات المختلفة، واستطاعت أن تفرض فكرة تقبل واحترام شكلها واختلافها، ودائماً ما تقوم بدعم السيدات اللاتي يعانين من نفس المشكلة أو أي مشكلة أخرى تتعلق بمظهر المرأة.

إنجي وجدان



إنجي وجدان هي ممثلة مصرية، تعتبر من الفنانات اللاتي يتمتعن بجسد كيرفي، واستطاعت إنجي أن تخرج عن تلك الصورة النمطية للنجمات النحيفات صاحبات القوام الرشيق، أو وضع النجمات الممتلئات فقط بالأعمال الكوميدية.

وبالفعل قد حققت نجاحاً كبيراً من خلال قيامها بدور البطولة في مسلسل «طلعت روحي» والذي حققت به نجاحاً ملموساً وغيّرت تلك الصورة المعروفة عن بطلة المسلسلات أو الأفلام التي نشاهدها بأنها لا بد أن تتمتع بمظهر أو قوام معين، وهو ما لا يعكس كثيراً الواقع الملموس.



وكثيراً ما تحاول إنجي من خلال حسابها على إنستغرام أن تحث النساء خاصة الفتيات الصغيرات، بأن يتقبلن ذاتهن كما هن، وتؤكد فكرة أنه ليس شرطاً أن تكوني جميلة، بأن يكون لديك قوام ما للجسم.

زينب العقابي



زينب العقابي هي ناشطة عراقية وسفيرة للنوايا الحسنة لذوي الاحتياجات الخاصة، بالإضافة إلى أنها نجمة تواصل اجتماعي وتمتلك العديد من المتابعين الذي تلهمهم الكثير من خلال حياتها الخاصة والعملية.

مرّت زينب بأزمة كبيرة عندما فقدت ساقها جراء تشخيص طبي خاطئ بسبب انفجار قنبلة من آثار حرب الخليج الثانية، في عمر 7 سنوات.

ورغم ذلك، استطاعت أن تكون ملهمة ورائدة في مجالها، وكثيراً ما تتحدث زينب عن تقبل الذات واحترام المرأة، ونلاحظ من خلال منشوراتها كم هي فخورة بمظهرها، إذ أصبحت أيضاً واحدة من الوجوه الإعلانية المهمة للعديد من العلامات التجارية، خاصًة تلك التي تتعلق بجمال المرأة ومظهرها كمستحضرات التجميل والأزياء، باعتبارها رمزاً للقوة والجمال للنساء في العالم العربي.



وفي الختام، سوف نلاحظ أن جميع هؤلاء النساء اتفقن على حب وتقبل الذات، وكان هو السلاح الذي استطعن به تغيير النمط أو القالب الذي وضعه المجتمع فيما يتعلق بمظهر المرأة، وأثبتن أن كل تلك الشروط الجمالية هي وهم غير حقيقي.