الثلاثاء - 30 أبريل 2024
الثلاثاء - 30 أبريل 2024

سكري النوع الأول.. مرض مناعي ذاتي لا يُستثنى منه حتى صغار السن

سكري النوع الأول.. مرض مناعي ذاتي لا يُستثنى منه حتى صغار السن

إنه لغز لم يُحلَّ بعد: في ألمانيا يعاني المزيد والمزيد من الأطفال والمراهقين من داء السكري من النوع الأول، وهو شكل من أشكال مرض السكري غير المرتبط بنظام غذائي غير صحي أو قلة ممارسة الرياضة.

وبحسب الجمعية الألمانية لمرضى السكري (DDG)، يزداد معدل الإصابة بنسبة 3 إلى 4% كل عام، وخاصة بين الأطفال الصغار. يقول أندرياس نوي، رئيس الجمعية والمدير الطبي بالإنابة لقسم طب الأعصاب وعلم الأعصاب التنموي وطب الأطفال الاجتماعي في مستشفى توبينجن الألمانية للأطفال: "لا نعرف سبب ذلك حتى الآن".

يوضح نوي أنه غالباً ما يرتبط مرض السكري بالشيخوخة والسمنة وقلة ممارسة الرياضة، مشيراً إلى أن الكثير من الناس لا يدركون أن الأطفال والمراهقين الأصحاء والنشطين تماماً يمكن أن يصابوا بمرض السكري أيضاً، حيث يتوقف الجسم فجأة عن إنتاج ما يكفي من الأنسولين، وهو أمر ضروري للحياة، وحينها يعتمد المرضى الصغار على محاقن أو مضخات الأنسولين لبقية حياتهم.



وبحسب الجمعية الألمانية لمرضى السكري، يعيش في ألمانيا ما يتراوح بين 30 و32 ألف طفل ومراهق - من سن يبدأ منذ الميلاد حتى 19 عاماً - بسكري المناعة الذاتية.

لم تكن المواطنة البرلينية «آنه آدم» لتتخيل أن ابنها أوسكار يمكن أن يصاب بالسكري وهو في الشهر الـ14 من عمره. تتذكر الأم قائلة: «بعد التهاب في الأذن استمر لفترة طويلة، بدأ يشرب فجأة ما يصل إلى 3 لترات من الماء يومياً».

عزا طبيب الأذن والأنف والحنجرة لها ذلك إلى أن طفلها ربما يتعافى من عملية العلاج الطويلة. ولكن في أحد الأيام، عندما نام أوسكار لمدة 15 ساعة متواصلة، ولم يكن قادراً على الاستيقاظ، وكان خاملاً وعاجزاً، قادت الأم سيارتها ونقلته إلى أحد المستشفيات.



تتذكر الأم «38 عاماً» والتي تشارك تجربتها على موقع التواصل الاجتماعي «إنستغرام»: «هناك تم على وجه السرعة تشخيصه بالنوع الأول من داء السكري».

يقول نوي: «يمكن أن تظهر الأعراض أيضاً مع أمراض أخرى أو لأسباب تتعلق بموسم العام. ولهذا السبب غالباً ما يستغرق الأمر بعض الوقت حتى يدرك الآباء أن طفلهم يمكن أن يكون مصاباً بهذا المرض»، موضحاً أنه إذا تم التعرف على الأعراض على نحو متأخر، فقد يؤدي ذلك إلى اضطراب خطير في التمثيل الغذائي، وهو ما يعرف باسم «الحماض الكيتوني السكري».

ويؤدي نقص الأنسولين إلى تكوين أجسام كيتونية، وهي عبارة عن منتجات استقلابية تزيد من حموضة الدم ويمكن أن تؤدي إلى الدخول في غيبوبة. يقول نوي: "قد يسبب ذلك تهديداً على الحياة، وحينها تصبح كل ساعة فارقة".



في عام الجائحة 2020، ذهب عدد أكبر من الآباء مع أطفالهم المصابين بهذا الداء إلى الأطباء على نحو متأخر - ما أدى إلى عواقب وخيمة: فبحسب دراسة، زادت حالات الإصابة بالحماضية الكيتونية في الدم بشكل ملحوظ مقارنة بالسنوات السابقة. واستند طبيب الأطفال في مستشفى جيسن الألمانية، كليمينس كامرات، وباحثون آخرون في دراستهم إلى بيانات 532 طفلاً ومراهقاً أصيبوا بمرض السكري من النوع الأول خلال الفترة من منتصف مارس ومنتصف مايو 2020 وقارنوها ببيانات عامي 2018 و2019.

وفي عام 2020 بلغت نسبة الأطفال الذين عانوا اضطراباً في التمثيل الغذائي وقت التشخيص نحو 45% من إجمالي الأطفال الذين تم تشخيصهم بداء السكري من النوع الأول في تلك الفترة، وكانت تبلغ نسبتهم 25% في عام 2019 و24% في عام 2018، ولا يمكن سوى التكهن بأسباب هذا الارتفاع.