الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

دراسة: هذا تأثير المحتويات المضحكة على التعامل مع ضغوط الحياة

دراسة: هذا تأثير المحتويات المضحكة على التعامل مع ضغوط الحياة

خلصت دراسة أمريكية، نُشرت في دورية «سيكولوجي أوف بوبيولار ميديا» حول تأثير المحتوى المضحك على شبكة الإنترنت، إلى أن الاطلاع على قدر قليل من المحتوى المضحك يومياً يمكن أن يكون كافياً لمساعدة الأشخاص على التعامل بصورة أفضل مع ضغوط الحياة اليومية خلال جائحة كورونا.

ويقول الباحثون إنه يمكن أيضاً للصور المضحكة التي يتم تداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي زيادة قدرة الأشخاص على التعامل مع جائحة كورونا، ولكن فقط في حال لم تكن مبالغاً فيها كثيراً.

ويشار إلى أن فكرة أنه يمكن أن يكون المحتوى المضحك، من بين كل الأمور الأخرى، سلاحاً رئيسياً في معركة الصحة العقلية خلال جائحة كورونا، ليست بعيدة الاحتمال مثلما يبدو الأمر في البداية.

فقد خلصت دراسة نُشرت في دورية ساينتفيك ريبورتس- العام الماضي- إلى أن المحتوى المضحك حول الاكتئاب يمكن أن يحسن مزاج الذين يعانون من مشاكل صحية عقلية. وقالت جيسكا ميريك، التي قادت فريق الدراسة الجديدة: إنه في ظل استمرار جائحة كورونا، أصبح من المهم أكثر وأكثر بالنسبة لي معرفة كيف يستخدم الأشخاص وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة المقاطع والأقوال المضحكة، كطريقة للتفكير بالنسبة للجائحة».



وبالنسبة لجيسكا، الأستاذة في جامعة ولاية بنسلفانيا، هذه ليست أول مرة تتعامل فيه مع ظاهرة الثقافة الشعبية على شبكة الإنترنت. وكان أحد الأبحاث السابقة لجيسكا يدور حول تأثيرات فيديوهات القطط على السعادة.

ومن أجل دراستها الجديدة، قامت جيسكا وفريقها باستطلاع أراء 748 شخصاً على شبكة الإنترنت في ديسمبر الماضي لمعرفة ما إذا كانت مشاهدة محتويات مضحكة مختلفة تؤثر على المشاعر، والقلق، ومعالجة المعلومات والتعامل بصورة عاملة خلال الجائحة.

ولتنفيذ ذلك، جمع الباحثون المئات من الصور والأقوال المضحكة على المنصات ذات الصلة، وقاموا بتقسيمها لفئات، مثل ما إذا كان التعليق يشير إلى كورونا أم لا.

وبالنسبة للدراسة، تم اختيار المحتوى الذي صنفه مجموعة من المشاركين على أنه ظريف ولطيف.

وبالنسبة لبعض المحتوى الكوميدي، كتب الباحثون تعليقات جديدة متعلقة بكورونا أو غير متعلقة بكورونا. على سبيل المثال، تم الاستعانة بصورة لقط غاضب، وكتب أسفله «دراسة جديدة تؤكد: القطط لا يمكن أن تنشر فيروس كورونا ولكن ستفعل ذلك في حال كان لها الاختيار».

وكُتب تعليق غير متعلق بكورونا أسفل نفس الصورة جاء فيه «دراسة جديدة تؤكد: القطط لا تستطيع تخريب سيارتك ولكنها ستفعل ذلك في حال كان لها الاختيار».

والخطوة الثانية هي تخصيص أشخاص بصورة عشوائية لمشاهدة المحتويات المضحكة المختلفة أو كوسيلة للتحكم، أنواع مختلفة من النصوص بغير صور.

وبعد ذلك فحص الباحثون مدى تقييم المشاركين للمحتوى من حيث كم هو ظريف ومضحك، وما المشاعر التي شعروا بها ومدى جاهزيتهم للتعامل مع الجائحة.

وخلص الباحثون إلى أن الأشخاص الذين شاهدوا المحتوى المضحك شعروا بمستويات أعلى من المرح ومشاعر أكثر إيجابية عن غيرهم، وهو ما يرتبط بصورة غير مباشرة بانخفاض مستوى الضغط المتعلق بجائحة كورونا.

كما توصل الباحثون إلى أن الأشخاص الذين شاهدوا صوراً مصحوبة بتعليقات حول كورونا من المرجح أن يشعروا بضغط أقل فيما يتعلق بالجائحة مقارنة بمن شاهدوا صوراً مصحوبة بتعليقات غير متعلقة بكورونا.

وفي نفس الوقت، فكر الأشخاص الذين شاهدوا محتويات متعلقة بكورونا بصورة أعمق بشأن المحتوى، وشعروا بثقة أكبر في التعامل مع الجائحة.



مع ذلك، كان للمحتويات الطريفة ثأثير مختلف، حيث إن المشاركين الذين شاهدوا المحتويات التي تعرض صوراً لرضيع أو صغار الحيوانات كان من المرجح أن يفكروا بصورة أقل بشأن الجائحة وتأثيرها على حياتهم، حتى إذا كان التعليق متعلقاً بكورونا.

وتُناقض هذه الدراسة بحثاً سابقاً بشأن التأثير النفسي لمنصات التواصل الاجتماعي مثل إنستغرام، حيث كان للتركيز على الجمال والنجاح تأثير سلبي على الصحة العقلية.

مع ذلك أكدت جيسكا أنه «على الرغم من أن منظمة الصحة العالمية توصي بتجنب المحتوى الإعلامي المتعلق بفيروس كورونا من أجل الصحة العقلية، كشف البحث عن أن المحتوى الضاحك بشأن فيروس كورونا قد يساعد الأشخاص على الشعور بثقة أكبر بقدرتهم على التعامل مع الجائحة».