الاحد - 28 أبريل 2024
الاحد - 28 أبريل 2024

دراسة: النمل يتعرف على الخلايا السرطانية لدى البشر

اكتشفت دراسة فرنسية جديدة أن النمل لديه القدرة على شم الخلايا السرطانية لدى البشر، ما يشير إلى أنه يمكن استخدامه لتشخيص السرطان في المستقبل.

وأكد باحثون من المركز الوطني الفرنسي للبحوث العلمية ،(CNRS) أن فصيلة النمل Formica fusca لديها حاسة شم متطورة.



وأوضحت التجارب أنها كانت قادرة على التمييز بين الخلايا السرطانية والخلايا السليمة لدى البشر بفضل حاسة الشم لديها.

ويشير الباحثون إلى أنه في المستقبل، يمكن أن يصبح النمل أفضل من الكلاب عندما يتعلق الأمر بتحديد موقع الخلايا السرطانية في البشر.

ولإجراء أبحاثهم، أجرى العلماء اختبارات على 36 نملة، شمت الخلايا في بيئة معملية.

وفي البداية، قام المختصون بتعريض النمل لرائحة عينة من الخلايا البشرية السرطانية. ثم ارتبطت هذه الرائحة بمكافأة محلول السكر.

وفي الخطوة الثانية، عرّض الباحثون النمل لرائحتين مختلفتين، الأول كانت رائحة جديدة والثانية رائحة الخلايا السرطانية.

ووجد العلماء أن "النمل يميز بين الخلايا السرطانية والسليمة وبين خطين مختلفين من الخلايا السرطانية."

وأكدوا أنه بعد التدريب، يستطيع نمل «فورميكا فوسكا» اكتشاف المركبات العضوية المتطايرة المنبعثة من الخلايا السرطانية، وخاصة أن لديها حاسة شم متطورة جداً.

وتتمثل الخطوة التالية في تقييم فعالية تلك الطريقة باستخدام التجارب السريرية على الانسان، تمهيداً لاستخدامها على نطاق واسع.

ومع ذلك أشار بيان المركز الوطني إلى أن النمل لديه إمكانات عالية، وقادر على التعلم بسرعة كبيرة، وبكلفة أقل، وفعال.

وهذه ليست المرة الأولى التي يستخدم فيها العلماء حاسة الشم عند الحيوانات لتحديد الخلايا السرطانية، إذ أوضح الباحثون أن أنوف الكلاب مناسبة تماماً للتشخيص الطبي وتستخدم للكشف عن (المركبات العضوية المتطايرة) الخاصة بالسرطان.

ومع ذلك، فإن تدريبهم على القيام بذلك يتطلب ما بين عدة أشهر إلى سنة.

من ناحية أخرى، يشير الباحثون إلى أنه يمكن تربية الحشرات بسهولة في ظروف خاضعة للرقابة، فهي غير مكلفة ولديها نظام شمي متطور للغاية ويمكن تكييف مئات الأفراد من خلال القليل من التجارب.

وفي الدراسة، تمكن الفريق من الجمع بين مزايا تدريب الكلاب وتصوير الدماغ، بالإضافة إلى الحد من عيوب كلتا الطريقتين، من خلال توفير بروتوكول غير مكلف وسريع وسهل الأداء وفعال ولا يتطلب تدريباً أكاديميا مكثفاً للمدربين.

وأوضح الفريق البحثي أن النمل يمثل أداة كشف سريعة وفعالة وغير مكلفة وعالية التمييز للكشف عن تطايرات الخلايا السرطانية.

ويمكن تكييف تلك النتائج مع مجموعة من مهام الكشف عن الرائحة المعقدة الأخرى بما في ذلك الكشف عن المخدرات والمتفجرات والأطعمة الفاسدة أو غيرها من الأمراض، بما في ذلك الملاريا والالتهابات ومرض السكري.

وفيما يتعلق باكتشاف السرطان، يهدف البحث الفرنسي، الذي نشر في مجلة «أيساينس» إلى توسيع نطاق الروائح المرتبطة بالسرطان التي يمكن أن يكتشفها النمل، والانتقال إلى اكتشاف الروائح المنبعثة من الجسم.