الجمعة - 17 مايو 2024
الجمعة - 17 مايو 2024

فقاعات غازية صغيرة تدمر الأورام السرطانية في 7 دقائق

يستخدم العلماء البريطانيون أسلوباً جديداً في تدمير الأورام عن طريق فقاعات صغيرة من الغاز تقضي عليها في غضون دقائق قليلة ولا تترك أثراً على الجسم.





وذكر موقع ميل أونلاين أن الأطباء يوجهون الموجات فوق الصوتية المركزة من خارج الجسم لتدمير الأورام عن طريق توليد الآلاف من فقاعات الغاز المتفجرة.

ويتسم هذا الإجراء بالسرعة الفائقة لدرجة أن الورم يمكن القضاء عليه -بدون ألم- في أقل من 7 دقائق.

وكان باحثون في جامعة ميتشيغان في الولايات المتحدة رائدين في تفتيت الأنسجة بأسلوب يعتمد على عملية تسمى التجويف -مما يخلق مساحة فارغة داخل شيء صلب- للقضاء على السرطان.

وفي تلك العملية، يتم توجيه شعاع من طاقة الموجات فوق الصوتية عبر الجلد إلى موقع الورم. وعندما يصل الشعاع إلى البقعة المستهدفة، فإنه ينشط آلاف الجيوب الغازية التي تحدث بشكل طبيعي في الأنسجة في جميع أنحاء الجسم، حتى الأورام، نتيجة لعملية التنفس.

وعادة ما تكون هذه الجيوب الصغيرة من الغاز نائمة، ولكن عندما تنفجر بالموجات الصوتية، فإنها تتمدد وتهتز وتنفجر، وتشكل سحابة عالية الطاقة من الفقاعات الدقيقة في الورم.

وعندما تتوسع وتنهار بسرعة، تعمل الفقاعات على تفتيت الأنسجة السرطانية المحيطة بها، مما يؤدي إلى تسييلها إلى محلول ينتقل بعد ذلك إلى خارج الجسم على شكل فضلات.

وعلى عكس العلاجات الحالية مثل الاستئصال بالميكروويف، حيث يتم استخدام مسبار مولّد للحرارة «لطهي» الخلايا السرطانية، لا توجد حرارة قد تتلف الأنسجة السليمة المحيطة، مما يجعل التجويف أكثر أمانًا.

والحقيقة أن هذه القدرة على تدمير الأنسجة بالموجات فوق الصوتية معروفة منذ سنوات ولكن لم يتم تبنيها سابقاً كعلاج للسرطان لأنه كان من الصعب للغاية التحكم في غيوم الفقاعات وتجنب إتلاف الأنسجة السليمة.

ومع ذلك، فقد تم ضبط العملية الآن ويمكن توجيه مصدر الطاقة بشكل أفضل داخل الورم، لتجنب خطر إصابة الأنسجة أو الأعضاء الصحية القريبة.

وتجري الآن تجربة دولية تبحث في تفتيت الأنسجة لسرطان الكبد.

ويعتقد كبير الباحثين، البروفيسور تزي مين واه في مستشفى جامعة سانت جيمس، أن التجويف يمكن أن يغير طريقة علاج السرطان.

ويؤكد: "بدلاً من استخدام الحرارة أو الإشعاع أو الجراحة لإزالة الورم، فإن سحابة الفقاعات الناتجة عن تفتيت الأنسجة قوية جدًا لدرجة أنها تمزق الورم ولكنها لا تلحق الضرر بالنسيج المحيط به".

واختار العلماء إجراء التجربة على سرطانات الكبد في البداية بسبب ضعف معدل البقاء على قيد الحياة الذي لا يتعدى 5 سنوات، لكن تلك التكنولوجيا لديها القدرة على علاج الأعضاء الأخرى أيضاً، بما في ذلك الكلى والبنكرياس والثدي والبروستاتا والدماغ.

ويتم إجراء العملية تحت تأثير التخدير العام وتستخدم فحوصات بالموجات فوق الصوتية للكبد في الوقت الحقيقي، والتي تمكن أخصائي الأشعة من مراقبة مكان الورم وطمسه.