السبت - 04 مايو 2024
السبت - 04 مايو 2024

دراسة: العيش في مناطق أكثر خضرة يعزز الوظائف المعرفية لدى النساء

دراسة: العيش في مناطق أكثر خضرة يعزز الوظائف المعرفية لدى النساء

التعرض للمساحة الخضراء حول منزل الفرد والحي المحيط يمكن أن يحسّن سرعة المعالجة والانتباه

تعتبر قوة الوظيفة الإدراكية والمعرفية في منتصف العمر مؤشراً قوياً على ما إذا كان الشخص قد يصاب بالخرف في وقت لاحق من الحياة أم لا، وقد وجدت دراسة جديدة بقيادة باحث في كلية الصحة العامة بجامعة بوسطن (BUSPH) أن زيادة المساحات الخضراء في المناطق السكنية يمكن أن تساعد في تحسين وظيفة الإدراك لدى النساء في منتصف العمر، وأن هذا الارتباط يمكن تفسيره من خلال تقليل الاكتئاب، والذي هو أيضاً عامل خطر مرتبط بالإصابة بالخرف.

المساحات الخضراء وتعزيز الوظيفة الإدراكية

ووجدت الدراسة المنشورة في مجلة JAMA Network Open، أن التعرض للمساحة الخضراء حول منزل الفرد والحي المحيط يمكن أن يحسّن سرعة المعالجة والانتباه، بالإضافة إلى تعزيز الوظيفة الإدراكية بشكل عام بحسب ميديكال إكسبريس.

المساحات الخضراء والاكتئاب

وقد أظهرت النتائج أيضاً أن انخفاض الاكتئاب قد يساعد في تفسير الارتباط بين المساحات الخضراء والإدراك، ما يعزز الأبحاث السابقة التي ربطت بين التعرض للمتنزهات والحدائق المجتمعية والمساحات الخضراء الأخرى مع تحسين الصحة العقلية.

وتقول الدكتورة مارسيا بيسكادور خيمينيز، رئيسة الدراسة والمؤلفة المقابلة: "بعض الطرق الأساسية التي قد تحسن بها الطبيعة الصحة هي مساعدة الناس على التعافي من الإجهاد النفسي وتشجيع الناس على أن يعملوا على تعزيز العلاقات الاجتماعية مع الأصدقاء، وكلاهما يعزز الصحة العقلية".

وأضافت: "هذه الدراسة هي من بين الدراسات القليلة التي تقدم دليلاً على أن المساحة الخضراء قد تفيد الوظيفة الإدراكية في الأعمار الأكبر، حيث تشير النتائج إلى أنه يجب فحص المساحة الخضراء كنهج محتمل على مستوى السكان لتحسين الوظيفة الإدراكية".

وبالنسبة للدراسة، قام بيسكادور خيمينيز وزملاؤه من BUSPH وهارفارد، ومستشفى بريغهام، باستخدام مقياس قائم على صور الأقمار الصناعية يسمى مؤشر الغطاء النباتي الطبيعي للاختلاف (NDVI)، وقاموا بقياس سرعة الحركة النفسية، والانتباه، والتعلم، والذاكرة العاملة، لدى 13،594 امرأة تبلغ أعمارهن 61 عاماً في المتوسط ​، وأغلبهن من البيض، في الفترة من 2014 إلى 2016، كما كانت النساء مشاركات في دراسة صحة الممرضات الثانية، وهي الثانية من ثلاث دراسات تعد من بين أكبر الدراسات في عوامل الخطر للأمراض المزمنة بين النساء في الولايات المتحدة.

نتائج الدراسة

وبالتكيف مع العمر والعرق والحالة الاجتماعية والاقتصادية للفرد، وجد الباحثون أن التعرض للمساحة الخضراء كان مرتبطاً بالسرعة الحركية والانتباه والتركيز، لكن ليس التعلم أو الذاكرة العاملة.

وبالإضافة إلى الاكتئاب، فحص الباحثون أيضاً الأدوار المحتملة لتلوث الهواء والنشاط البدني في شرح العلاقة بين المساحة الخضراء والوظيفة الإدراكية، وقد فوجئوا بالعثور على دليل على وجود الاكتئاب قد يكون أحد أسبابه هو التعرض للتلوث.

وأوضح الخبراء أنه بناءً على هذه النتائج، يجب على الأطباء وسلطات الصحة العامة النظر في التعرض للمساحات الخضراء كعامل محتمل للحد من الاكتئاب، وبالتالي تعزيز الإدراك.. كما يجب على صانعي السياسات والمخططين الحضريين التركيز على إضافة المزيد من المساحات الخضراء في الحياة اليومية لتحسين الوظيفة الإدراكية للدماغ.

لا تهم نوعية النباتات

والجدير بالذكر أن مقياس المساحة الخضراء الذي استخدمه الباحثون لقياس تعرض المساحات الخضراء لا يفرق بين أنواع معينة من النباتات، وفي مشروع جديد، سيطبق بيسكادور خيمينيز خوارزميات التعلم العميق على صور التجوّل الافتراضي من Google لفهم عناصر معينة من المساحات الخضراء، مثل الأشجار أو العشب، التي يمكن أن تكوّن العوامل الدافعة للصحة.

ويأمل الباحثون أيضاً أن يتم تكرار دراستهم بين مجموعات عرقية أخرى وتقييم الارتباطات مع التدهور المعرفي على مدى فترات زمنية أطول.