الجمعة - 03 مايو 2024
الجمعة - 03 مايو 2024

لماذا يتجاهل المراهق صوت والدته؟

لماذا يتجاهل المراهق صوت والدته؟

التغيرات العصبية تتحكم في سلوكيات المراهقين.

هل شعرت يوماً أنك تتحدث إلى جدار من الطوب عند محاولة التواصل مع ابنك المراهق، وليس هناك أي تجاوب؟

تشير دراسة حديثة أجرتها جامعة ستانفورد البريطانية إلى أن أدمغة المراهقين تبدأ في عدم الاهتمام بأصوات أمهاتهم في سن 13 عاماً تقريباً.

ويرجع ذلك إلى أن هؤلاء المراهقين لم يعودوا يجدون صوت الأم «مجزياً بشكل فريد» لذلك يتجهون أكثر إلى الأصوات غير المألوفة.





واستخدمت الدراسة التي أجرتها كلية الطب بجامعة ستانفورد فحوصات الدماغ الوظيفية بالرنين المغناطيسي لإعطاء أول تفسير بيولوجي عصبي مفصل لكيفية بدء المراهقين بالانفصال عن والديهم والتمرد عليهم أو تجاهل كلماتهم ونصائحهم.

وتوصل الباحثون إلى أن المراهق عندما لا يستجيب لصوت أمه أو لا يسمعه من الأساس، فذلك ليس لأنه لا يريد تنظيف غرفته أو إكمال واجبه المدرسي، بل لأن دماغه لا تسجل صوت الأم بنفس الطريقة التي كان يفعلها في سنوات ما قبل المراهقة.

وأوضح مشرف الدراسة دانيال أبرامز، الأستاذ المساعد في الطب النفسي والعلوم السلوكية: "مثلما يتعلم الطفل الرضيع أن يضبط ويتعرف على صوت والدته، يتعلم المراهق أن يتعرف على أصوات جديدة، ويتجاهل الأصوات المألوفة لديه."

واكتشف الباحثون أن أدمغة المراهقين أكثر تقبلاً لجميع الأصوات من أدمغة الأطفال دون سن 12 عاماً، بما في ذلك أصوات أمهاتهم، وهو اكتشاف يتوافق مع اهتمام المراهقين المتزايد بالعديد من أنواع الإشارات الاجتماعية.

لكن في أدمغة المراهقين، يتم تنشيط دوائر المكافأة ومراكز الدماغ التي تعطي الأولوية للمنبهات المهمة من خلال الأصوات غير المألوفة أكثر من أصوات أمهاتهم.

وأوضح الباحثون أن تحول الدماغ نحو أصوات جديدة هو جانب من جوانب النضج الصحي.

وأكد أبرامز أن التفاعلات الاجتماعية للأطفال تتعرض لتحول كبير خلال فترة المراهقة، وهي عملية متجذرة في التغيرات العصبية الحيوية.

وعندما يبدو أن المراهقين يتمردون من خلال عدم الاستماع إلى والديهم، فذلك لأنهم ملزمون بإيلاء المزيد من الاهتمام للأصوات خارج منازلهم.